يطير الترجي الرياضي عشية الغد إلى العاصمة السودانية الخرطوم حيث يواجه مساء السبت ( الساعة 18 بتوقيت تونس ) فريق المريخ في ذهاب الدور الثاني لكأس رابطة الأبطال الإفريقية، ويعدّ هذا التحوّل صعبا للغاية لعدة اعتبارات سنأتي عليها تباعا وهذا ما جعل العديد من الملاحظين يصنفون هذه المقابلة بالمنعرج الذي سيحدد مصير وحظوظ فريق باب سويقة في مغامرته القارية لهذه السنة. أجواء خاصّة الاعتبارات التي تجعل من هذا التحوّل إلى الخرطوم عسيرا للغاية بل دعوني أقول الأصعب على الإطلاق إلى القارة السمراء عديدة ومختلفة بداية بالأجواء الخاصة في أم درمان سواء الجماهيرية منها أو المناخية والتي تؤثر بشكل كبير جدا على كل النوادي التي تنزل ضيفة على ممثلي السودان في المسابقات الإفريقية إلى حد يجعل مهمة النجاح شبه مستحيلة وإضافة إلى ذلك يعد المريخ من الفرق المتمرّسة في مثل هذه المناسبات والمتعودة على المقابلات القارية «الكبرى» ويملك مجموعة لاعبين طيبة ومحترمة قادرة على مقارعة أفضل النوادي الإفريقية التي يعد الترجي الرياضي أحدها بدون أدنى شك ولا يجب أن ننسى هنا التحكيم وهو العنصر الذي غالبا ما يحدد مصير اللقاءات في قارتنا في لعبة كواليس قديمة ومعروفة داخل الهيكل الذي يشرف على المسابقات الإفريقية. وفي هذا الصدد نشير ونؤكد أن تواجد سوداني على رأس لجنة التحكيم من شأنه أن يؤثر على الحكم الذي يدير مقابلات ممثلي هذا البلد وهذا العامل هو الذي يثير المخاوف قبل مباراة الترجي الرياضي مساء السبت في أم درمان. الخبرة ... والتاريخ كل هذه العوامل سيسعى الترجي الرياضي إلى تحديها في سفرته هذه إلى السودان وهو يملك كل المقومات للنجاح في ذلك بفضل خبرته في مثل هذه المناسبات أولا وتعوّده على التألق كلما واجه فريق المريخ ثانيا... ففريق باب سويقة سبق له أن لعب في مثل الأجواء التي تنتظره مساء السبت في ملعب المريخ وسبق له أن تألق خلالها وخرج منها بسلام وأكيد أن خبرة جل لاعبيه ستلعب دورا هاما في هذا الصدد، من الجانب الثاني فإن الترجي الرياضي له أسبقية معنوية على المريخ بالنظر إلى المواجهات السابقة عبر التاريخ والتي شهدت تفوقا واضحا للأحمر والأصفر « التونسي» -باعتبار أن ممثل السودان يرتدي نفس اللونين- وسيكون للناحية النفسية تأثير اعلى معنويات السودانيين من جهة والترجيين من جهة أخرى وهي نقطة قد تخدم أبناء جوزي دي مورايس في موقعة مساء السبت. مفتاح العبور صحيح أن الفريقين سيلتقيان في مباراة العودة في تونس بعد أسبوعين وصحيح أيضا أن مصير الترشح لن يحسم إلا بعد لقاء رادس لكن الثابت والأكيد كذلك أن نتيجة مواجهة يوم السبت هامة إلى أبعد الحدود وسيكون لها تأثير مباشر وكبير على لقاء الإياب ككل نتيجة وآداء ومعنويات واستعدادات ومن هذا المنطلق فإن تحقيق نتيجة إيجابية في مقابلة الذهاب شرط ضروري للتطلع إلى اقتلاع ورقة العبور إلى دور المجموعتين وهذا هو الهدف الذي يتحوّل من أجله أبناء باب سويقة إلى العاصمة السودانية... ودون شك لن تكون المهمة سهلة لكل هذه المعطيات التي ذكرناها غير أن طموحات الترجي الرياضي الكبيرة في كأس رابطة الأبطال تضعه أمام حتمية التألق يوم السبت وبالتالي الظهور بأفضل مستوى يضمن له النجاح دفاعيا أولا أمام فريق سينتهج خطة هجومية بحتة وهجوميا ثانيا من خلال استغلال أنصاف الفرص لأن التهديف في أم درمان سيسهّل مهمة أبناء باب سويقة في لقاء العودة ويضاعف من حظوظهم في اجتياز هذا الدور بسلام. حصة حاسمة قبل السفر عشية اليوم إلى الخرطوم يجري الترجيون آخر حصة تدريبية لهم بحديقة الرياضة «ب» ستكون حاسمة على مستوى اختيارات المدرب دي مورايس سواء في اختيار التشكيلة الأساسية التي سيبدأ بها مباراة أم درمان أو في تحديد الخطة التكتيكية التي سيعتمدها... البرتغالي سيخصص جانبا هاما من هذه الحصة للمباراة التطبيقية التي ستعطيه فكرة أوضح على استعدادات لاعبيه وجاهزيتهم لهذا اللقاء الصعب وسيعدّ بالتالي العدة كاملة من تونس باعتبار أن البرنامج في السودان يحتوي على حصة تدريبية وحيدة سيجريها اللاعبون مساء يوم الجمعة بملعب المباراة وهي مصافحة لن يشكف خلالها دي مورايس أوراقه للسودانيين.