ستنظر إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس في منتصف شهر ماي في جريمة قتل ذهب ضحيتها كهل على يد غريمه الذي سدد له سلسلة من الطعنات على مستوى بطنه ورقبته وذلك على اثر خلاف حاد جد بينهما. ورغم محاولة اسعاف المتضرر فقد فارق الحياة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابات التي تعرض لها وقد ادين المتهم ابتدائيا بالسجن بقية العمر. وللتذكير فإن الأبحاث في هذه القضية انطلقت في شهر ديسمبر 2013 على اثر إعلام ورد على السلط الأمنية بالعاصمة يفيد بقبول كهل تعرض إلى اعتداء بالعنف الشديد وتوفي لحظات بعد دخوله المستشفى فتحولت دورية أمنية على عين المكان، وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة,فيما عهد للإدارة الفرعية للقضايا الاجرامية بالقرجاني بالبحث في ملابسات الجريمة. وبانطلاق التحريات انحصرت الشبهة في المظنون فيه فتم إلقاء القبض عليه. وباستنطاقه أفاد انه كان مع مجموعة من أصدقائه بالحي بصدد تجاذب أطراف الحديث فانضم إليهم الضحية الذي عمد مباشرة الى السخرية منه لأنه يعاني من مشكل في النطق وان ذلك جعل الجميع ينخرط في موجة من الضحك المتواصل فاندلعت مناوشة كلامية بينهما سرعان ما تحولت إلى تبادل للعنف باغت خلاله الجاني غريمه بسلسلة من الطعنات المتتالية حتى خارت قواه وأفاد الجاني انه زمن الاعتداء انتابته حالة هستيرية جعلته يتصرف بهذه الشاكلة ولم يدرك حقيقة خطورة ما أقدم عليه إلا عندما شاهد الضحية يسبح في بركة من الدماء. وأضاف الجاني أن استفزازات الضحية هي التي كانت سببا في وقوع الجريمة. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وقد تمسك المتهم بأقواله في جميع مراحل القضية وبعد ختم التحقيق وجهت إليه تهمة القتل العمد ثم أحيل على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس. وباستنطاقه من طرف القاضي أعاد أقواله السابقة. أما الدفاع فقد طلب من هيئة المحكمة التخفيف عن موكله قدر الإمكان ومراعاة ماديات الجريمة مشيرا الى ان الجاني تعرض الى تهكم صارخ من طرف المجني عليه جعله محل تندر من قبل الجميع مما سبب له إحراجا جعله يرد الفعل بهذه الطريقة العنيفة. المحكمة بعد سماع جميع الاطراف قررت ادانة المتهم وسجنه بقية العمر فاستأنف المتهم الحكم الصادر ضده املا في تخفيف العقوبة ومن المنتظر ان تكون القضية محل نظر المحكمة قريبا .