بعد سلسلة حملات المراقبة التي اجتاحت في الآونة الأخيرة أغلب شوارع العاصمة بهدف القضاء على ظاهرة الانتصاب الفوضوي و ما تسببت فيه من ندب و دمل و تجاعيد و تشوّهات خلقية حجبت نضارة و إشراق وجه تونس الجميلة ،كما عهدها زائروها على مرّ عقود طويلة... نظم أمس أعوان نقابة التجار المستقلين وقفة أمام قصر الحكومة بالقصبة، احتجاجا على ما وصفوه ب«الهجمة الشرسة و فرض الحصار عليهم دون التفكير في حلّ وسط يقي التجار المستقلين شرّ البطالة و الفقر و الخصاصة...حلّ جذري من شأنه أن يعود بالنفع و الفائدة على البلاد و العباد معا»، على حد تعبير أغلبهم.كما أكد التجار المستقلون ان الحل الوسط يكمن،برأيهم، في استكمال أشغال مشروع فضاء قرطاج التجاري المخصص لفائدتهم و الذي توقفت أشغاله منذ 15 جانفي 2012،مؤكدين عدم تنازلهم عن هذا المطلب، مطالبين أيضا بمعرفة مآل الاعتمادات التي وضعت على ذمّة هذا المشروع والمقدّرة ب 4 مليارات حسب تعبيرهم. مسكّنات وأوضح عدد من المحتجين أنهم بانقطاعهم عن العمل صاروا يمرّون بظروف اجتماعية صعبة وقاسية أكثر من قبل،مؤكدين أنهم أصبحوا غير قادرين على توفير أبسط مقومات الحياة وإسكات أوجاع البطون الخاوية التي يعيلونها بسبب الملاحقات التي يلاقونها و ما ينجر عنها من خطايا و حجز للسلع، معربين عن استيائهم مما وصفوه بتلكؤ الدولة في انجاز المنطقة التابعة لهم بشارع قرطاج بالعاصمة وامتناعها عن صرف الأموال المتبقية للانتهاء من المشروع على عكس ما وصفوه بالتسرع الحكومي في إصدار التعليمات بزجرهم،على حد تعبير بعضهم دائما. ورفع عشرات المتظاهرين من الجنسين لافتات خطّت عليها بالبنط العريض شعارات من قبيل: «نريد حلولا نافذة لا مسكنات » و«التجار نفد صبرهم»... ، مؤكدين أن الحكومات المتعاقبة أخلفت وعدها ولم تلتزم بما قطعته على نفسها في ما يخص صرف الاعتمادات المخصصة لهم، داعين حكومة «الصيد» إلى توفير الاعتمادات اللازمة لإتمام الجزء الثاني من المشروع حتى يتسنّى لهم تحصيل لقمة العيش و استئناف أنشطتهم التي تعطلت منذ أشهر،حسب قول أغلبهم، مؤكدين تمسكهم بمطلبهم و مواصلة تحركاتهم إلى حين تحقيقه على أرض الواقع. نعم للنّظام و لا لقطع الأرزاق واتهم رئيس النقابة معز علوي الحكومات المتعاقبة بتعطيل انطلاق أشغال الجزء الثاني من مشروع فضاء قرطاج، معربا عن أمل التجار في أن تجد حكومة الحبيب الصيد حلاّ لهذه المسألة خصوصا أن أشغال المشروع توقفت منذ سنوات رغم نداءات التجار و تحركاتهم الاحتجاجية التي تكاد تكون يومية . و طالب العلوي رئيس الحكومة و كافة الهياكل المعنية بضرورة استكمال أشغال مشروع فضاء قرطاج الذي وعدت به مختلف حكومات ما بعد الثورة أو «فك الحصار عن التجار التوقّف عن ملاحقتهم وترصّد تحركاتهم و قطع أرزاقهم» حسب قوله. و شدّد العلوي على ما يكتسيه مشروع فضاء قرطاج من أهمية في القضاء على ظاهرة الانتصاب الفوضوي والتجارة الموازية إلى جانب مساهمته في الدورة الاقتصادية للبلاد. وقال المحتجون أنهم مع فرض النظام و تطبيق القانون كما يتفهمون الظرفية الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وخاصة الركود الاقتصادي،مشددين على أنّ مطالبهم ليست تعجيزية بل معقولة ،مبينين أن المشروع سيمكّن الدولة من استخلاص معاليم الكراء من التجار المنتفعين بخدمات هذا الفضاء ويحول دون قطع الارزاق.