تم تكريم الفنانة السورية سوزان نجم الدين، في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته السادسة عشرة، وذلك ضمن حفل فني ضخم بالحمامات ضمّ كوكبة كبيرة من نجوم وإعلاميين ومنتجين بالوطن العربي. وعلى هامش لقاء إعلامي بينها و بين الصحافيين كان ل«التونسية» معها الحوار التالي: أولا مبروك التكريم شكرا لكم وللتونسيين الذين يحبون الناس والذين هم منفتحون على الآخر... للتونسيين الذين آمنوا بقضيتهم ويواصلون نحت مصيرهم وشكرا لمن فكر في تكريمي لأن التكريم والتقدير يُحمّلانني مسؤولية أكبر في انتقاء أعمالي.. وأتمنى أن أكون دائما في مستوى ثقتكم الغالية وعند حسن ظنكم بي فالفنان يحتاج لأن يرى صدى ما يقدمه في أعين وقلوب وعقول المتلقّي وشكرا لأرض تونس الخضراء. سوزان جئت إلى تونس مباشرة من بلاتوهات التصوير... لو تحدثينا عن إطلالتك الرمضانية لموسم 2015؟ كان متوقعا أن أصل إلى تونس السبت الفارط ولكن تصوير مشاهدي مع المخرج نجدت أنزور تأخر إلى الجمعة حوالي منتصف الليل وبادرت بالإعتذار لأنني ربما لن أستطيع أن أكون في الموعد ولكن في آخر لحظة وجدوا لي مكانا في الطائرة وجئت لأسعد معكم بعد أن أنهيت كامل مشاهدي في مسلسل «امرأة من رماد» (تأليف جورج عربجي، وإخراج نجدة أنزور، وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي)، ويؤدي أدوار البطولة إلى جانبي كل من صباح الجزائري، ووائل رمضان، وسعد مينه، وزهير عبد الكريم، ونادين تحسين بيك، ومحمد خير الجراح، ومحمد الأحمد، ويحيى بيازي.وأجسد في العمل الاجتماعي شخصية «جهاد» التي تعاني من خلل نفسي له مسبّباته. لكن هذا الخلل غير واضح المعالم بسبب قدرتها على السيطرة عليه بفضل قوة شخصيتها. مضاعفات هذا الخلل النفسي يجعلها تنتقم من كل من هو سعيد، خصوصاً الأطفال في عمر ابنها الذي وافاه الأجل في حادث مؤلم (تفجير) تعرّضا إليه معاً وفقدته على إثره، فلا ترى سوى أشلاء وبقايا من ثيابه، وتقنع نفسها بأنّه لم يمت، على أن تبدأ الأحداث في زمن ما بعد الحادثة بسنة تقريباً.وتعيش الشخصية نوعاً من الفصام، حين تلجأ إلى التبنّي، لكنّها تجابه بالمانع الديني، ثمّ تتمكن من شراء طفل خاصة أنّها فقدت قدرتها على الإنجاب، فتثير تصرفاتها غير المنطقية التساؤلات باعتبارها تسبّب الأذى لأطفال أبرياء. أما في الدراما المصرية فسأعود مباشرة إلى القاهرة لإستكمال مشاهدي في مسلسل «وش تاني»، وهو من تأليف وليد يوسف، وإخراج وائل عبد الله، وبطولة: كريم عبد العزيز وحسين فهمي ومنة فضالي ومحمد لطفي وميار الغيطي. بعيدا عن الفن ماذا عن بعدك عن أولادك وأنت لم تُفارقيهم يوما؟ غالبت نفسي وغالبت دموعي وأخفيت وجعي فكيف لأطفال أبرياء أن يعيشوا في وسط مشحون وجّو خانق وحرب مفروضة عليهم؟ كان لابد من إتخاذ القرار وفعلا سافرت بالأولاد إلى أمريكا أين يزاولون دراستهم هناك وقد كبروا اليوم قليلا وبدؤوا يعون الواقع الأليم و لكني أحمد الله أن شخصيتهم متوازنة وأنا أعمل ما في وسعي لأزورهم بإستمرار ولا أحرمهم من شيء وعاطفتي بلا حدود فالأمومة هي الأساس. تحدثت عن أجواء الحرب التي جعلت أبناءك ينتقلون للدراسة بأمريكا فما تأثيرها على الدراما السورية؟ أثرت على الجميع وربما يكون الانعكاس على مستوى الكم خاصة أن الدراما السورية معروفة بالعدد الهائل من المسلسلات التي تنتجها في السنة. الآن بعد مرور هذه السنوات أتصور أن 20 أو 25 عملا في السنة هو إنجاز رائع لذلك عادت الدراما السورية بقوة وشخصيّا غبت لمدة 5 سنوات و عدت هذا الموسم مع نجدت أنزور لذلك يمكن القول إن الدراما السورية ستعود بقوة وعموما فالوضع العام بالمنطقة العربية أثر على الجميع فحتى الإنتاج المصري قلّ والسينما المصرية أيضا شهدت إنخفاضا على مستوى الكم وهو ما يفسر أن العلاقة مرتبطة بجميع من في المنطقة. ولكن يبدو أيضا أن تضارب المواقف بالنسبة للفنانين حول ما يحدث في سوريا قد أثر على حصول البعض على أدوار؟ هذا موجود وواقع والمواقف متباينة وبين المنتجين والمخرجين من يتعامل بهذا المنطق ولكني شخصيا لا أرى المسألة من هذه الزاوية... فقط أنا أقول إن كلّ شخص مسؤول عن تصرفاته وآرائه وكل شخص حّر في تفكيره ولكني أكررها أرى أن هناك من باع وخان الوطن من أجل حفنة من النقود وهذا معلوم ولا نزايد فيه لا يهمني أن تكون معارضا أو مؤيدا أنا يهمني أن نحترم بعض والناس التي باعت الوطن معروفة وهذا عيب .أرى أن سوريا الأم أعطتنا الكثير فإذا لم تعترف بجميل الوطن عليك فلتصمت. أخذت الدراما السورية منذ فترة منحى دراميّا بعد أن أبدعت في الفنتازيا التاريخية لماذا حسب رأيك؟ الاتجاه السائد اليوم هو المواضيع الاجتماعية وفي رأيي أن الدراما السورية تعرف فترات مختلفة فقد كان اتجاهها في وقت ما نحو الأعمال التاريخية و«الفنتازيا» وحققت نجاحا مدويا ثم مرت بعد ذلك إلى الكوميديا. اليوم أغلب المخرجين يتجهون نحو المواضيع الاجتماعية ربما لأن المزاج اليوم لا يتحمل الكوميديا و يتجه نحو المواضيع الاجتماعية العميقة و«المودرن» التي تتماشى مع إيقاع العصر. أدوارك مختلفة ومتنوعة فما هي الشخصية التي ترغب سوزان نجم الدين في أدائها؟ أنا أنوّع أدواري فعلا ولكني مازلت اطمح إلى تجسيد العديد من الشخصيات مثل الراحلة مي زيادة وإمبراطورة روما وجوليا دونا وبديعة مصابني وهذه الشخصية كانت مطروحة منذ فترة ولكن توقف المشروع وربما نعود إلى دراسة الموضوع. سوزان يبدو انك تعدين لتقديم برنامج بإحدى المحطات الفضائية؟ الفكرة قائمة منذ فترة ومن خلال شركتي سأتولّى إنتاج هذا البرنامج ليقدم على قناة جديدة ستطل على المشاهدين والبرنامج بعنوان «جار المشاهير مع سوزان نجم الدين» وهو برنامج مع المشاهير الذين سيكونون من الفنانين بدرجة أولى و يمكن أن أتحاور مع شخصيات عربية معروفة غير الفنانين وسنعمل على أن يقدم البرنامج بشكل جيد يرضى عنه الجميع. تمثلين وتقدمين البرامج وتغنين وصاحبة شركة إنتاج وجمعيات خيرية وتقومين بعديد الأنشطة وأنت في الأصل مهندسة معمارية. كيف توفقين بين كل ذلك؟ النظام في التعامل مع الوقت يسهّل جدول الأعمال فلكل مقام مقال وكل ما أقوم به أحبه وأغرم به ولا أنجز أي عمل لا أحبه. فأنا أعشق عملي وألتزم إلى آخر لحظة ولكن في كل هذا يبقى تعلقي بعالم الهندسة هو الأصل فقد درستها لأني رغبت في أن أكون مهندسة معمارية وعلى كل ما أقوم به يدور في فلك واحد هو الفن والحضارة والثقافة والمجتمع وأمنيتي أن أعلم أبنائي أن يهتموا بحضارتنا العربية وأن ينهلوا منها ويتشبعوا بها لتكون سلاحا بين أيديهم. هل سوي خلافك السابق مع «حنبعل» وتحصلت على مستحقاتك؟ مازلت انتظر أن أتحصل على مستحقاتي المادية من قناة حنبعل ولاأدري لماذا لم يقع تسديد هذا الدين سؤالي إلى من يهمه الأمر. ختاما ماذا تقولين؟ للتونسين بلدكم جميلة فحافظوا عليها وللشعوب العربية نحن إخوة مهما أرادوا تفريقنا ولأبنائي أنتم قرة عيني ولقراء التونسية إنتظروا مسلسل «إمرأة من رماد».