نفذ عدد من الأعوان في محطة توزيع ونقل الكهرباء في تونس البحرية بالعاصمة تجمعا عماليا مرفوقا بوقفة احتجاجية انتهت بطرد الكاتب العام لجامعة الكهرباء والغاز بالاتحاد العام التونسي للشغل عبد القادر الجلاصي ورفع شعار «ديقاج» في وجهه. وعبر المحتجون الذين بدت على ملامحهم علامات الغضب والانفعال عن رفضهم القطعي لمحتوى محضر الاتفاق المبرم بين الادارة والجامعة العامة للكهرباء والغاز بتاريخ 11 ماي 2015 مشددين على ان الاتفاق لا يلزمهم في أي شيء باعتباره لا يعكس مطالبهم الحقيقية علاوة على وجود قناعة لدى الأعوان بمختلف أسلاكهم بأنّ الامتيازات المسندة لهم خلال الجلسة الصلحية غير كافية ولم تكن في مستوى انتظاراتهم. وتتمثل اهم المطالب المرفوعة في تمتيع الاعوان بجملة من منح أبرزها منحة الخطر (18 دينارا شهريا حاليا) ومنحة السكن ومنحة النقل إلى جانب تحويل منحة الاقتصاد الى منحة الشهر الرابع عشر. كما يطالب المحتجون بتسوية عمال المناولة مع ادماج الاعوان تحت طائلة القانون الاساسي للوظيفة العمومية. وبينوا أنّ من حقهم التمتع بالمنح على غرار بقية المنشآت والمؤسسات العمومية الاخرى. وأصر اعوان الشركة التونسية للكهرباء والغاز (ستاغ) بتنفيذ الاضراب العام المفتوح الذي تم الشروع فيه بداية يوم أمس بكافة أقاليم البلاد ورفضوا في تجمع عمالي في محطة توزيع ونقل الكهرباء بتونس البحرية بالعاصمة محتوى محضر الاتفاق الذي اعتبروه مخالفا لمطالبهم الأساسية وانه تم الإمضاء عليه من دون الرجوع إلى القواعد. وقال الكاتب العام لجامعة الكهرباء عبد القادر الجلاصي في كلمة مقتضبة امام اعوان ال«ستاغ»، ان الطرف النقابي يعتبر ان المطالب المرفوعة مشروعة وان المركزية النقابية اعربت عن استعدادها لتبنيها مشيرا الى انه تم عرض المطالب على الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وأنه رفعها بدوره الى رئيس الحكومة. وأضاف انه سيقع في غضون يومين عقد هيئة ادارية عاجلة تتوج بإصدار لائحة مهنية وكذلك اصدار برقية اضراب من اجل تقنين الاضراب وتأطيره. وطالب الجلاصي من المحتجين قطع الاضراب واستئناف العمل الامر الذي لم يعجب المحتجين الذين سرعان ما احتجوا على المسؤول النقابي متمسكين بالإضراب العام المفتوح الى حين الاستجابة الى مطالبهم ورفع شعار «ارحل» في وجهه. وأفاد عدد من المحتجين انهم سيُواصلون الاضراب معتبرين ان تحركهم ومطالبهم مشروعة وأنهم ملوا من سياسة المماطلة والتسويف. وبينوا ان عددا كبيرا من اعوان المنشآت العمومية تحصلوا على مطالبهم وانه من حقهم الحصول على المنح التي يطالبون بها. وتطرق عدد منهم الى ما وصفوه الظروف القاسية التي يعملون فيها مشيرين إلى أنّ حياتهم معرضة للخطر من خلال العمل وسط الجهد الكهربائي العالي (30 الف فولط). وعبر الأعوان عن رفضهم للطريقة التي تدخل بها أعوان الأمن يوم أمس لفك الإضراب في محطة توزيع ونقل الكهرباء بتونس البحرية والتزموا بألاّ يقطعوا التيار الكهربائي عن المواطنين موضحين انه تم تكوين فريق طوارئ لإعادة التيار الكهربائي في حالة حصول عطب للمؤسسات الحيوية فقط (المستشفيات والثكنات العسكرية ...). ويشار الى أنّ مصدرا من «الستاغ» أفاد بأنه تمت دعوة مجلس ادارة الشركة للاجتماع بصفة طارئة من اجل بحث تطورات الوضع وتداعياته. ودعا مصدرنا الاعوان المضربين الى الحوار والتفاوض مشيرا إلى أنّ الإدارة العامة للشركة تتفهم مطالب الاعوان. كما افاد انه بالإمكان ادراج مطالب اعوان ال«ستاغ» في المفاوضات الاجتماعية بعنوان 2015 و2016.