لئن خاب أمل حمام سوسة في تحقيق العودة الى الرابطة المحترفة الأولى إثر هزيمة زملاء سليم بن بلقاسم في الجولة الختامية من مرحلة ال«بلاي-أوف» أمام نجم أولمبيك سيدي بوزيد بهدفين مقابل هدف واحد فإن هذه الخيبة لا يجب ان تؤثر على طموحات الفريق ومشروعه النموذجي من أجل البناء المتأني للمستقبل بأمديه المتوسط والبعيد بعد ان كسب أمل حمام سوسة الرهان في تعويله على ثلة من الشبان الذين أصبحوا من الركائز واستطاع البعض منهم ان يلفت انتباه بعض الأندية الكبرى في الرابطة المحترفة الأولى وهذا ما يقيم الدليل على ان مثل هذا التمشي يتعين تدعيمه بالاستمرارية في العمل والمحافظة على مكونات الفريق والخروج بسرعة من مخلفات الفشل في تحقيق الصعود الذي تداخلت فيه عديد المعطيات وأهمها العقوبات الممنهجة التي تعرض لها لاعبو أمل حمام سوسة والتي وصلت الى درجة أن المدرب محمد دحمان لم يجد في بعض الأحيان مجموعة تتكون من 18 لاعبا. واذا ما نجح الأمل في اجتياز كل تلك الصعوبات فإنه لم يتمكن من ذلك إلّا بعد ان خسر عديد النقاط التي كانت ستحسم أمر صعوده بشكل مبكر. مكاسب ثمينة معلوم ان المدرب محمد دحمان كان في الموسم الفارط قد راهن على ما لا يقل عن 14 لاعبا شابا وأثمرت تلك العملية الشجاعة والجريئة لمعان أكثر من نجم شاب على غرار رامي الطاهي وعلاء الدين قمّش ونذير عبد النبي وعلاء الدين الحاج فرج وغيرهم وقد دعم دحمان توجهه عند عودته في مرحلة ال«بلاي-أوف» بضمّ أحمد التونسي وأمين طريطر... وفي نجاح مسيرة الأصناف الشابة ووجود مواهب فذّة في فريق النخبة الذي يشرف عليه المدرب طارق جماعة ما من شأنه ان يؤسس لظهور أسماء أخرى في الفريق الأوّل دعما لتوجه الاستفادة من خزّان الفريق الذي يعج بالمواهب. الإسراع بضبط هذه المسائل موسم أمل حمام سوسة وإن لم يتوج بتحقيق العودة الى الرابطة المحترفة الأولى فإنه يعتبر في مجمله جيّدا رغم بعض الأخطاء المتمثلة في كثرة تغيير المدربين من سفيان مرجان الى قيس الزواغي الى محمد المكشر ثم محمد علي بنور قبل ان يأتي محمد دحمان في مرحلة ال«بلاي-أوف»... والمتتبع للحياة اليومية في الأمل يشد انتباهه السير الهادئ للعمل وحالة الانسجام التي تخيم على العلاقات بين مكونات الفريق وهي نقطة قوة يتعين دعمها لما فيه نجاح لمسيرة الفريق في الموسم القادم... و«ما ضاع صعود وراء أمل متجدد» في كسب الرهان ولن يتحقق ذلك إلّا عبر دعم خيار الاستمرارية على جميع المستويات.