انتقل الى جوار ربه صباح اليوم الحارس الدولي السابق للملعب التونسي عبد الله الطرابلسي عن سنّ تناهز 73 عاما. وكان الفقيد أحد رموز فريق باردو في الستينيات والسبعينيات تألق بامكانياته العريضة وابداعاته المتواصلة مما جعله ينظم الى المنتخب ومنافسة العملاق عتوقة من 1967 إلى 1972 . الفقيد كان محبوبا من كلّ الجماهير الرياضية بطيبة أخلاقه ووداعته وهدوئه وصبره وتحمله الأعباء الثقيلة طيلة حياته الرياضية والشخصية. مع الملعب التونسي أحرز على بطولة 1965 وكأس تونس 1966 وخسر نهائي 1972 . مع المنتخب شارك في ألعاب المتوسط لعام 1967 (عوّض عتوقة في 5 مناسبات) أبدع وتألق ناهيك وأنه تلقى في آخر مباراة ودية ضدّ تركيا (0 0) في 1968 عرضا مغريا للاحتراف في فريق قالاتا سراي التركي، شوطا واحدا كان كافيا ليسيل لعاب مسؤولي هذا الفريق التركي. لكن في ذلك الوقت لم يكن يسمح للاعبي المنتخب بالاحتراف خارج حدود الوطن (بقرار من وزارة الشباب والرياضة) فرصة العمر اضاعها هذا الحارس الذي لم يكن يخشى أحدا وبمفرده كان يوقف ويتصدى لكل محاولات أبرز المهاجمين ارتماءاته فوق الارضية الصلبة جعلته واحدا من أبرز ما أنجب الملعب التونسي والكرة التونسية من حراس مرمى والمرحوم كان خجولا للغاية ولم يشترط أي شيء في حياته ورضي بوضعيته التي لم تكن مع ذلك مرضية. عمل كموظف (حارس) في مسبح القرجاني، دُعي لتدريب حرّاس مرمى فريقه الأم والوحيد لبعض الفترات ولكن دون جدوي، فضل الانزواء مع نفسه وملازمة الصمت حتى كانت اللفتة الايجابية من بعض قدماء اللاعبين نخص بالذكر منهم المنجي بن ابراهيم، حليم، ذويب، عظومة، حمادي هنية، عبد الله الحجري، زياد التلمساني والزميل عدنان بن ميلاد الذين ساهموا في ادخال بعض البهجة والفرحة عليه.. وأوقاته كان يقضيها بين المسجد وأحد المقاهي بباردو صحبة صديق العمر نجيب حليّم وكان قد برمج حضور افتتاح مركب الهادي النيفر يوم 2 جوان لكن بعض الآلام جعلته يعدل عن فكرته عن مضض. وصباح يوم أمس باغته الموت وتوقفت المسيرة وسيوارى التراب عشية اليوم بمقبرة سيدي صالح بباردو . رحم الله الفقيد رحمة واسعة ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.