تواترت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة اختفاء أو ضياع الأطفال في تونس لأسباب غير معلومة في معظمها، و لعل آخرها ما أعلنته أمس وزارة الداخلية حول حادثة اختفاء طفل من مواليد سنة 2000 بولاية بن عروس، حيث غادر هذا الأخير ، و مثله حالات عدة، منزل عائلته إلى وجهة غير معلومة. و لعل تكرر الظاهرة أصبح مدعاة للتساؤل حول مصير هؤلاء الأطفال الذين يختفون فجأة عن أنظار عائلاتهم نحو المجهول، لاسيما و أن البلاد في حالة حرب على الإرهاب، كما أنه من إيديولوجيات بل من أبجديات التنظيمات الإرهابية استقطاب و استهداف الأطفال لتنفيذ أجنداتهم. عن هذه الظاهرة، قالت الخبيرة الأمنية و العسكرية بدرة قعلول ل«التونسية» إن حوادث اختفاء الأطفال في تونس تتوزع على ثلاثة احتمالات، أولاها اختفاء تلقائي هربا من وضع عائلي أو اجتماعي ما، و ثانيها ينضوي تحت دائرة الاختطاف من طرف شبكات و مافيا الجريمة المنظمة والتصنيف الثالث لظاهرة ضياع الأطفال فهو استقطابهم لفائدة التنظيمات الإرهابية على غرار «داعش» و غيرها. خلية إرهابية و أكدت بدرة قعلول أن الوحدات الأمنية تمكنت مؤخرا من الإطاحة بخلية إرهابية في العاصمة تضم حوالي 20 طفلا تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 سنة. مضيفة أن هذه الخلية يتزعمها شخص في التاسعة عشر من عمره ومن مهامها رصد الأمنيين و مقراتهم و مساكنهم لفائدة تنظيم «داعش». وأعقبت بأن الأبحاث الأمنية لم تتوصل إلى وجود معطيات حول تقاضي هؤلاء الأطفال لأموال مقابل تقديم خدمات للإرهابيين مرجحة أنه تمت أدلجتهم لصالح هذه الجماعات و هو ما يمثل قنبلة موقوتة تهدد أمننا القومي في المستقبل. و تابعت الخبيرة الأمنية و العسكرية بأن التنظيمات الإرهابية تعمل على تفعيل خطط استراتيجية عبر استقطاب الأطفال الصغار إلى صفوفها لإعداد الأجيال القادمة من الإرهابيين. شبكات و أعقبت بأنه تم رصد حالة خطيرة من هذه الظاهرة في أحد المعاهد بالكاف، حيث حدث رهان بين طفلين حول إمكانية دخول «داعش» لتونس من عدمها مؤكدة أن هذه الحالة ليست بالبسيطة لأنها تبين أن الطفلين المذكورين يتحوزان على خلفية إرهابية اكتسباها من محيطهما العائلي أو الاجتماعي. كما أكدت محدثتنا في الإطار ذاته بأنه تم العثور على جثث لأطفال مفقودين بعد أن تم اقتلاع بعض أعضائهم مبينة أن هذه الشبكات تنشط ضمن مافيا عالمية للاتجار بالبشر بمساعدة أياد داخلية. أفادت قعلول بأن ظاهرة ضياع الأطفال تتجه كذلك نحو طريق آخر هو التسول، حيث يتم استقطابهم من طرف شبكات تنشط في هذا المجال.