بعد أن فاض كأس صبرهم وبعد أن أيقنوا بأنه لن يكون قادرا على تحقيق الأهداف التي استقدم من أجلها وإعطاء طابع مميز للمنتخب الوطني، قرر أعضاء المكتب الجامعي خلال الاجتماع الذي عقدوه عشية السبت قطع العلاقة بالتراضي مع المدرب البلجيكي جورج ليكنز ووضع حد للتجربة التي إمتدت على 14 شهرا لم يقدر خلالها الأخير على تغيير وجه المنتخب ونال خلالها سيلا من الانتقادات من قبل الإعلاميين والفنيين وأثار فيها غضب أعضاء المكتب الجامعي الذين تريثوا ومنحوه أكثر من فرصة للتدارك ولكنهم أجبروا في النهاية على الخروج من الصمت ودخلوا منذ أسبوع تقريبا في مفاوضات مع البلجيكي حول سبل قطع العلاقة التعاقدية التي تنتهي قانونيا في مارس 2016 موعد نهاية ولاية المكتب الجامعي الحالي ليصلا الطرفان في النهاية إلى اتفاق بالتراضي، أبعد ليكنز على المنتخب وأعطى الضوء لجماعة الجريء للبحث عن البديل. دموع «ليكنز» وجراية وحيدة على الحساب تقبل مسألة الابتعاد عن العارضة الفنية للنسور لم يكن بالأمر الهين على البلجيكي جورج ليكنز، حيث علمنا أن الأخير ألح على مسؤولي الجامعة بالتخلي عن فكرة فك التعاقد معه متعللا بحبه الكبير لتونس وبرغبته الشديدة في مواصلة العمل مع المجموعة. إصرار البلجيكي قابله آخر أكبر من المكتب الجامعي الذي تمسك أعضاؤه بضرورة التغيير وقد أفادنا مصدر مسؤول بالجامعة أن ليكنز ذرف الدموع لحظة توديعه لمسؤولي الجامعة مضيفا بأن الرجل لم يكن أنانيا ولم يطالب بمنحه جرايات الأشهر المتبقية في العقد بل تحصل فقط على جراية شهر أوت ( شهر عطلة خالص الأجر).مصدرنا أكد بأن قرار إعفاء البلجيكي من مهامه لم يكن نتيجة العرض الهزيل في الدورة التأهيلية الأولى من تصفيات «الشان» والتي تعادل خلالها المنتخب مع المغرب وانهزم ضد ليبيا وإنما كان نتيجة عديد الهنات التي لم يوفق الرجل في تقويمها رغم اجتهاده في تكوين مجموعة كبيرة واكتشافه لبعض العناصر، وأوضح مصدرنا بأن الجامعة انطلقت منذ ما يزيد عن الثلاثة أشهر في عملية تقييم لنتائج المنتخب وطريقة أدائه مع ليكنز لتصل في النهاية إلى قناعة بضرورة التغيير على اعتبار وأن المنتخب لم يتطور في الفترة المذكورة وبات صيدا سهلا لصغار إفريقيا. فيتو في وجه «الكنزاري» بمجرد الإعلان عن القطيعة مع البلجيكي انطلقت التخمينات بخصوص هوية الربان الجديد للمنتخب الوطني، حيث طفى على السطح إسم مدرب المنتخب الوطني الأولمبي ماهر الكنزاري والذي سبق وأن شغل خطة مدرب مساعد للكينز في النهائيات الإفريقية الأخيرة قبل أن تمنحه الجامعة مهمة تدريب المنتخب الأولمبي على إثر الاختلافات الكبيرة بينه وبين ليكنز. ولئن كان الكنزاري يحظى بثقة رئيس الجامعة وديع الجريء الذي كان سببا في عودته إلى حضيرة المنتخب، فإن شقا كبيرا من أعضاء المكتب الجامعي يرون أن الوقت لم يحن بعد لتسليم المدرب السابق للترجي الرياضي التونسي مهمة قيادة النسور. وحسب ما بلغنا من أخبار فإن هنالك جبهة معارضة كبيرة لتولي الكنزاري تدريب النسور وأن هناك من اقترح تعيين الأخير في خطة مدرب مساعد للمدرب الجديد لاكتساب مزيد من الخبرة قبل أن يتحمل مسؤولية قيادة النسور. الكنزاري وبحسب ما رصدناه من أخبار أظهر رغبة كبيرة في تعويض ليكنز ولكن جبهة المعارضة رفعت «الفيتو» في وجهه والذي قد يرفع في أي وقت بقرار من رئيس الجامعة وديع الجريء الذي يكن محبة خاصة لمدرب المنتخب الأولمبي. المدرسة الفرنسية في البال و«جيراس» مرشح فوق العادة المكتب الجامعي أعلن في البلاغ الذي أصدره بمناسبة الإعلان عن خبر القطيعة مع جورج ليكنز أن المعوض سيكون بنسبة 80 بالمائة أجنبيا وهو ما أكده لنا مصدر مطلع على كواليس وخبايا الأمور في جامعة المنزه، حيث أكد لنا بأن النية تتجه للتعاقد مع مدرب فرنسي قوي الشخصية يكون بإمكانه التعامل مع عقلية اللاعب التونسي والقدرة على إعطاء طابع مميز للمنتخب. مصدرنا أكد لنا بأن الربان الجديد للنسور سيكون أحد المدربين الذين قادوا أحد المنتخبات الإفريقية في النسخة الأخيرة من النهائيات الإفريقية. ومن بين الأسماء المرشحة لنيل ثقة المكتب الجامعي نجد المدرب السابق للمنتخب السينغالي ألان جيراس الذي يحظى بدعم كبير من شق واسع من أعضاء المكتب الجامعي وفي انتظار الدخول معه في مفاوضات رسمية ومع بقية المرشحين تشير مصادرنا بأن الاعلان عن خليفة ليكنز سيكون في غضون الأسبوعين القادمين.