بقلم: فؤاد العجرودي التونسية (تونس) فيما تؤكد أرقام إحدى الدوائر الرسمية أن عدد الكلاب السائبة في تونس يناهز 400 ألف فإن معطيات أخرى رسمية أيضا ترجّح أن يكون بين نصف مليون و700 ألف كلب سائب رغم الإرهاق الذي أصاب «القناصة» بسبب إبادة نحو 40 آلف كلب سائب سنويا بعد مطاردات دامية في أغلب الحالات. وفي انتظار أن يحسم هذا الجدل يمكن القول إن بلادنا «تتميز» بكثافة كلبية مرتفعة تتجاوز 4 كلاب سائبة في الكلم المربع وهو ما يسبب نزيفا حادا على كثير من الأصعدة أولها عشرات المليارات التي تنفق كل عام لتلقيح البشر والحيوانات جراء نحو 30 ألف «عضّة» ترتكبها الكلاب السائبة كل عام. مملكة الكلاب السائبة قد تكون على ضراوتها مصدرا لكثير من الدروس والعبر وأولها الضريبة القاسية للإهمال. إهمال البلديات واجباتها في السنوات الأخيرة هو الذي كاد يحوّل البلاد برمتها الى مصب عشوائي كبير ووفر بالتالي ملجأ للكلاب السائبة.. وإهمال الناس لكلابهم التي ما أن يولعوا بتربيتها في بيوتهم حتى يلقوا بها في الشوارع وهذا هو الذي صنع «تسيّب» الكلاب... وإهمال الكلب يجعله يعض حتى «صاحبه».. تماما كتلك العائلات التي تهمل أبناءها لتجعلهم لقمة سهلة لتجار السموم أو صناع «الداعشيّين».. أو الدولة التي تهمل مسؤولياتها لتترك مساحات واسعة للفعل أمام كل من هب ودب.. لأن الطبيعة تأبى الفراغ. ما يسمى انفلاتا عندنا هو في الواقع وفي الأصل «تسيب» يوسع الاقتناع بأن البلاد «سائبة..» لأن المتمردين وَمَن وراءهم استثمروا الفوضى للإستكراش وإتيان أشياء ما أنزل بها الله من سلطان.