تحيي اليوم تونس الذكرى 58 لعيد الجمهورية وفي مثل هذا اليوم من سنة 1957 أعلن من أعلى منبر المجلس الوطني التأسيسي بباردو عن الغاء النظام الملكي بصفة نهائية واعلان قيام الجمهورية، في فترة كانت تونس تواجه تحديات فجر الاستقلال من تركيز المؤسسات ..الدولة وغيرها من الرهانات التي رفعت في تلك الفترة، اما اليوم فيعود عيد الجمهورية بطعم خاص ..يعود وتونس تواجه تحديات بطعم ولون آخر .. تحديات اقتصادية والاهم تحديات امنية ومخاطر ال«ذئاب» تحدق بها وتتحين فرصة الانقضاض عليها.. في هذه المناسبة رصدت «التونسية» مواقف ممثلين عن الرباعي الحاكم في تونس والذين اكدوا على قيمة الجمهورية والمكاسب التي تحققت متحدثين في ذات الاطار عمّا يلزم لمواجهة التحديات أكّد عبد الحميد الجلاصي القيادي في حركة «النهضة» ان الشعب اعاد بعد الثورة الجمهورية بفضل صياغة دستور يحقق قيمها اضافة الى التوفقات التي رافقت المرحلة التي اعقبت الثورة، مضيفا في تصريح خص به «التونسية» ان الحركة وكل الاطياف تدعو الى المحافظة على الجمهورية. وابرز الجلاصي ان الشوط الاول من المشوار نحو ارساء كافة مقتضيات الجمهورية قد تم خصوصا في ما يتعلق بالحرية واجراء انتخابات حرة وشفافة شهد العالم باسره بنزاهتها ونجاح تونس في تنظيمها، مشيرا الى ان الجهود تنكب الان على الشوط الثاني والمتعلق بتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية والتنمية العادلة بين الجهات. وأوضح عبد الحميد الجلاصي ان تونس تواجه تحديات كبرى على رأسها ما هو اقتصادي واجتماعي والاهم الامني والمتمثل في المخاطر المحدقة ببلادنا والمتأتية من المحيط الاقليمي وتابع قائلا:«ليس هناك وصفة سحرية سوى العمل والحوار والوحدة الوطنية والاهم الثقة في عبقرية الشعب التونسية القادرة على تحويل المستحيل ممكنا...». من جانبه قال بوجمعة الرميلي المدير التنفيذي لحزب حركة «نداء تونس» ان عيد الجمهورية هو تاريخ من اهم تواريخ الحركة الوطنية والشعب التونسي على غرار 20 مارس حيث انه تاريخ تغيير نمط حكم البايات بحكم جمهوري يقوم على قيمة مصالح المواطنين عبر الانتخاب. وبيّن الرميلي ان مسيرة الجمهورية في بدايتها انصبت على بناء الدولة الحديثة والتنمية والتعليم وتحرير المراة مشددا على ان تلك القيم مربوطة بالجمهورية وتمثل السيادة الوطنية والشعب، غير ان الديمقراطية لم تجسد بالسرعة المطلوبة وان ذلك دفع «التوانسة» الى التمسك بالدعوة الى الجمهورية التي تنعم بالديمقراطية فجاءت الثورة لتعطيها الطابع الجديد على حد تعبيره. وابرز القيادي في حركة« نداء تونس» ان العمل اليوم مركز على بناء مؤسسات الدولة والايفاء بالتعهدات المتمثلة في التنمية والمحافظة على مكتسبات الجمهورية وتابع :«الجمهورية اليوم مهددة بالارهاب والرجوع الى الوراء قرونا ..اليوم على اولاد الجمهورية ..اولاد تونس ان يتمسكوا بمقومات الجمهورية ويدافعوا عليها..» امّا محسن حسن القيادي في «الاتحاد الوطني الحر» ونائبه في مجلس نواب الشعب فقد شدّد على ان الاحتفال اليوم بذكرى الجمهورية يتزامن مع الجمهورية الثانية، متوجها بالشكر الى مؤسسي الجمهوريتين الاولى والثانية على ما قدموه من مجهودات لتركيز مقومات الدولة، كما دعا محسن حسن الى الوحدة الوطنية والمحافظة على مكاسب الشعب التونسي التي بذل من اجلها شبان تونس الدماء والروح . وقال محسن حسن ان الوحدة الوطنية اليوم هي صمام الامان للتصدي للمخاطر التي تتربص بتونس، حاثا كل النقابات والاعراف وغيرها من القطاعات والاسلاك ومكونات المجتمع المدني على الاصطفاف في صف واحد للدفاع عن الجمهورية والنهوض بها. أما علي بنور عضو مجلس نواب الشعب عن حزب «آفاق تونس» فاكتفى برفع شعار «تحيى الجمهورية ..تحيى الجمهورية الثانية» موضحا انه على كل التونسيين رفع هذا الشعار اليوم والدفاع على مكاسب الجمهورية.