اتّجهت الأضواء داخل شركة اللحوم بالوردية إلى نقطة بيع اللحوم بشكل عكس بوادر تحول في هيكلة الاستهلاك بمناسبة عيد الأضحى. تحوّل من أبرز سماته تراجع تدريجي في الإقبال على الأضاحي تعمّق هذا العام بفعل تأثيرات تعاقب المواسم الاستهلاكية وتزامن العيد مع العودة المدرسية في المقابل مثلت اللحوم الجاهزة البديل للكثير من العائلات وهو ما عكسته نقطة البيع التابعة لشركة اللحوم التي عرفت منذ السبت الفارط نسقا تصاعديا في الإقبال بلغ ذروته يوم أمس الثلاثاء علما وأنّ الشركة كانت برمجت منذ نحو شهر توريد نحو أربعة آلاف «سقيطة» لمجابهة تزايد الإقبال على لحم العلوش. 3100 «سقيطة» وقد تجاوزت مبيعات الشركة إلى حدّ يوم أمس 3100 «سقيطة» مقابل 1300 أضحية في نقاط بيع الأضاحي.. علما وأنّ الإقبال المكثّف على لحم العلوش ومنتوجات أخرى مثل «الكبدة» و«المرقاز» يعود أيضا إلى اعتدال أسعارها مقارنة بما هو معتمد في مسالك التوزيع العادية حيث لم يتعدّ سعر لحم العلوش 17 دينارا. في المقابل عرفت رحبة تونس يوم أمس ارتفاعا لأسعار الأضاحي بعد هدوء تواصل على امتداد نحو أسبوعين وهو معطى يعود أساسا إلى استنفاد مخزون الأضاحي في نقاط البيع التابعة لشركة اللحوم إلى جانب تصاعد وتيرة الطلب يومان قبل العيد.. وكذلك إلى خصوصيات هذه السّوق الكبرى التي تشهد عادة وضعيتين مختلفتين في اليوم ذاته حيث تكون الأسعار معتدلة في مرحلة التزويد أي خلال الليل وساعات الصباح الأولى بفعل كثافة حضور المنتجين، ثم ارتفاعا في بقية ساعات النهار بعد تدخل حلقة ثانية من التجار. هدوء في بن عروس هذا المعطى قد يفسّر ارتفاع الأسعار في هذه السّوق مقابل تواصل هدوئها في أسواق أخرى مثل المروج حيث ولئن سجّلت الأسعار صباح أمس ارتفاعا نسبيا مقارنة بما كانت عليه يومي الأحد والإثنين فإنها ظلت دون أسعار العيد الفارط. الوزير يتفقّد رضا لحول وزير التجارة تحوّل صباح أمس إلى منطقتي المروج الخامس والمحمدية من ولاية بن عروس حيث تفقد سير نقاط البيع من المنتج إلى المستهلك التي اعتمدت سعرا موحّدا في حدود 10٫8 دنانير. وقد تحدّث بهذه المناسبة إلى عدد من المواطنين والمنتجين مبرزا حرص الوزارة بالتعاون مع سائر الأطراف على دعم القدرة الشرائية للمواطن عبر التوقّي من كلّ الممارسات الاحتكارية سواء عبر تكثيف نشاط المراقبة الاقتصادية أو من خلال البرنامج التعديلي الذي مكّن من توفير الأضاحي واللحوم بأسعار معقولة رغم الاستغناء هذا العام عن توريد الأضاحي. وأكدت معاينات ميدانية لفرق المراقبة الاقتصادية ببن عروس تواصل هدوء الأسعار إجمالا رغم الارتفاع النسبي المسجّل في بعض الفضاءات بسبب كثافة الطلب مع اقتراب العيد.