نظرت أمس إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس في جريمة قتل تورّط فيها شاب عمد إلى إزهاق روح كهل بعد أن تفطن هذا الأخير لوجود علاقة بينه وبين زوجته ثم قام بمعية الزوجة بالتخلص من الجثة وقد قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى شهر نوفمبر القادم استجابة لطلب دفاع المتهمين. وتعود القضية إلى شهر نوفمبر 2014 عندما تغيب المجني عليه عن منزل عائلته لمدة تفوق 10 أيام وتكتمت زوجته على الأمر ولم تبادر بإشعار عائلته ولا السلط الامنية الى ان تفطنت أسرته لأمر اختفائه عن طريق صديق يعمل معه اعلم والده انه متغيب عن العمل منذ فترة فظن انه مريض فتوجه الى منزله للاطمئنان عليه غير أن زوجته نفت رواية مرضه وأعلمته انه يعمل الأمر الذي أثار ريبته خاصة أنّ معالم الارتباك لاحت على وجهها فقرر إعلام السلط الأمنية وانطلقت الأبحاث. وقد أفاد والد الضحية عند التحري معه ان زوجة ابنه هي التي تعلم سر اختفائه خاصة أنّ ابنه اسرّ له في آخر مرة بأنّ علاقته بزوجته تشهد فتورا وبأنّ لديه شكوكا في تصرفاتها قد تدفعه الى التقدم ضدها قريبا بقضية في الطلاق وأنه طلب منها التريث وعدم رميها بتهمة مشابهة باطلا أو لمجرد ظنون. وأضاف الأب أن شكوك ابنه إزاء سلوك زوجته تواصلت مرجحا أن تكون تخلصت منه عندما واجهها بالأمر وهددها بإفشاء أمرها الى أسرتها وتقديم شكاية ضدها في الزنا وعلى ضوء هذه المعطيات تم استدعاء زوجة الهالك وبسماع أقوالها فندت الاتهامات الموجهة لها وأكدت انه لا يمكنها ان تقدم على فعل مشابه وانه لا يوجد ما يدفعها الى ذلك. أما في ما يتعلق باتهامات عائلة زوجها فقد قالت انها ناجمة عن الحالة النفسية التي هم عليها ومن غير المعقول ان تكون جدية. وبمواجهتها بسبب عدم إعلامها عن أمر اختفاء زوجها أفادت انه اعلمها انه سيتوجه في مهمة تابعة لعمله ستستغرق أسبوعين وأن ذلك أمر مألوف وأنها لذلك لم تكلف نفسها عناء البحث عنه. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالإبقاء عليها بحالة سراح على ذمة القضية لانعدام أية أدلة تدينها. في المقابل تم إخضاعها لمراقبة مستمرة في ما يتعلق بتنقلاتها والمكالمات الهاتفية الواردة عليها الى ان توصل باحثو البداية الى معلومة هامة وهي تردد هذه الأخيرة بصفة مستمرة على منزل يقطنه شاب في عقده الثالث كانت تقضي كامل اليوم معه فضلا عن اتصالات هاتفية دائمة بينهما. وبعد الحصول على أذن من النيابة العمومية تمّت مداهمة المنزل والقبض على الطرفين في حالة تلبس وإحالتهما على فرقة الابحاث بالقرجاني لمواصلة التحري معهما. وبسماع أقوال الشاب اصدح بالحقيقة وهو انه على علاقة بزوجة الهالك وانه قام بقتل زوجها بالتنسيق معها وأنها ساعدته على التخلص من الجثة بمكان مهجور. وأضاف المتهم انه قرر التخلص من المجني عليه بعد ان تفطن هذا الأخير لأمر العلاقة وهدد زوجته بتقديم قضية ضدها في الزنا وأنه اعترض سبيله في اليوم الموالي ليلا عندما كان عائدا الى منزله في ساعة متأخرةوسدّد له سلسلة من الطعنات ثم ساعدته عشيقته (زوجة المجني عليه) على التخلص من جثته وذلك بإلقائها بمكان بعيد عن المنزل طمسا لمعالم جريمتهما مشيرا إلى أنه رمى بسكين الجريمة في بالوعة مياه وظنا بذلك أنهما طمسا معالم جريمتهما للأبد. وقد تمسك ا المتهمان بأقوالهما في جميع مراحل التحقيق وبعد ختم التحقيق وجهت لهما التهمة المذكورة أعلاه وأحيلا على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس التي قررت تأجيل النظر في القضية إلى موعد لاحق.