يبدو أنّ مشاكل التسيير الرياضي في كرة القدم التونسية ليست حكرا على كبار القوم فالأخبار التي تطالعنا من حين إلى آخر والقادمة إلينا من الرابطات السفلى توحي بأنّ ما يحدث هناك قد يكون أخطر و«أقذر» وبما أنّ الصورة قد تكون قاتمة هناك بحكم التعتيم الإعلامي الذي يمارسه البعض فقد وجد آخرون الفرصة سانحة ليفعلوا ما يحلو لهم وما خفي كان أعظم... ما جرّنا إلى هذا الحديث هو ما يحصل في مدرسة عريقة في كرة القدم ونعني بذلك فريق أهلي بوحجر المنتمي إلى الرابطة الثالثة مجموعة الوسط والذي يعيش هذه الأيّام على وقع انقسامات وتجاذبات بين عائلته الواحدة... أًصل الخلاف هو أنّ الرئيس المتخلّي سليم الفقيه رفض ما أفرزته صناديق الاقتراع ولم يمتثل لرغبة الجماهير التي انتخبت على طريقة الفرق الكبيرة هيئة مديرة جديدة برئاسة نبيل الصياح من خلال الاحتكام الى صناديق الاقتراع ومع انّ الجلسة الانتخابية الحدث مرّت في كنف الروح الرياضية باحترام نواميس الديمقراطية حيث كانت الكلمة العليا لصوت الجماهير فإنّ الرئيس السابق للفريق رفض الامتثال إلى قانون اللعبة وامتنع عن تسليم المهام الى الهيئة الجديدة بتعلّة وجود خروقات في الجلسة الانتخابية التي أشرفت عليها لجنة مستقلة يراها سليم الفقيه الرئيس السابق فاقدة للشرعية رغم أنّه بارك تنصيبها في البداية... المهمّ الآن ليس الوضعية القانونية للفريق والخلاف الحاصل بين الهيئة الحالية المنتخبة شرعيا وبين الرئيس السابق الذي يرفض تسليم المشعل ولكن الإشكال الحقيقي هو الوضعية الرياضية للفريق الذي يعاني من حالة فراغ تسييري وإداري والموسم الرياضي على مشارف البداية خاصة مع رغبة هذا الأخير في التصعيد والدفع إلى غلق الملعب البلدي للفريق في وجه أبناء النادي وممارسة أسلوب ليّ الذراع مع بقيّة الأطراف المحبوبة في الفريق والتي تسعى جاهدة لحلحلة الإشكال والغريب في الأمر أنّ هيئة التحكيم الرياضي أقرّت بشرعية الهيئة الحالية بما يجعل وصولها الى سدّة التسيير قانونيا ولا تشوبه شائبة كما أنّ الجماهير قالت كلمتها ولا نعرف حقيقة ما الذي ينتظره سليم الفقيه حتى يعترف بالأمر ويترك الكرسي الذي يجلس عليه منذ أكثر من 11 سنة... كما تتساءل جماهير الفريق بكل حيرة عن سرّ الصمت المريب الذي تلتزمه الجامعة التونسية لكرة القدم والتي تتجاهل الموضوع برمّته كأنها غير معنية بالأمر تماما كما هو الحال لسلطة الإشراف في وزارة الشباب والرياضة التي لها سلطة الردع ومن صلاحياتها تنصيب الهيئة الشرعية وإقرار اختيار الجمهور الذي يعرف مصلحة جمعيته ويدرك جيّدا من هو الرجل المناسب. ملف فريق أهلي بوحجر مرشّح لمزيد التصعيد خصوصا وان التجاوزات التي رصدناها على امتداد المرحلة الانتخابية تؤكّد بأنّ الأمور ليست على ما يرام بدءا بحجز الإنخراطات من طرف الرئيس السابق وتجاوزات أخرى أتينا على ذكرها والتي لن تمثّل عنوان النهاية لهذا المسلسل المملّ بل أكّدت مصادرنا أنّ الفريق الآن يعيش حالة مدّ وجزر بين قطبين أحدهما يمثّل صوت الجماهير ونعني الهيئة الشرعية والثاني يصطنع مفاتيح صنع القرار في الجمعية بحكم استحواذه على الفريق لأكثر من 11 سنة... لغة العقل تفترض أن تتدخّل الهياكل المعنية لفضّ هذا الإشكال قبل استفحال الأزمة لأنّ الشارع في بوحجر بدأ يغلي وما نخشاه هو أن يتحوّل الشارع إلى مسرح لتسوية هذه الخلافات. ثمّ إنّ مصلحة الجمعية تقتضي التحليّ بروح المسؤولية ورغم أننا لسنا طرفا في النزاع إلاّ ان لغة العقل تدفع إلى الاعتراف بما أقرته صناديق الاقتراع وهذا ما يجب ان يفهمه الرئيس السابق سليم الفقيه لانّ التداول على الكرسي سنة حميدة ولا يليق بنا كرياضيين ان نتحدّث عن رئيس جمعية بصلاحيات مدى الحياة لانّ ذلك الزمن ولّى وانتهى...