التونسية ( مكتب القيروان ) نشرت « التونسية» يوم 28 أوت الماضي تحقيقا تحت عنوان « الجريمة المنظمة تجتاح أرياف القيروان: سطو مسلح ليلا نهارا...والفلاحون يطالبون برخص السلاح». وهو موضوع أثار انتباه كل الأوساط الجهوية المهتمة بهذا الملف و في مقدمتهم السلط الأمنية التي عقدت مباشرة بعد هذا التحقيق مجلسا جهويا للأمن احتضنته معتمدية بوحجلة وأشرف عليه والي القيروان شكري بن حسن. و في عودة لهذا الموضوع اتصّل بنا عدد من الفلاحين من عمادة عبيدة الشرقية التابعة لمعتمدية الشبيكة التي تعتبر أكبر منطقة فلاحية في الولاية من حيث المنتوج الفلاحي و كذلك من ناحية تربية الماشية والتي لا تبعد عن مدينة القيروان سوى 25 كلم و طرحوا من جديد ملف العصابات المنظمة التي مازالت تعبث بهم في منطقتهم و تستولي على مواشيهم بالقوة باستعمال بنادق الصيد و السيوف و السكاكين و الهراوات مشيرين الى حادثة عاشها مؤخرا فلاحون عندما داهمتهم عصابة تتكون من خمسة أشخاص مدجّجين بالأسلحة واستولوا على 10 نعاج تابعة لعجوز ( أم السعد الجبيلي ) حالتها الاجتماعية صعبة وتمثل مصدر رزقها و قوتها و في كفالتها عدد كبير من الابناء القصر. وقد روت العجوز لنا تفاصيل الواقعة و قالت إنها عاشت ليلة رعب بأتم معنى الكلمة صحبة عائلتها و اكدت حرفيا: « داهمنا في المنزل 5 افراد و رفع احدهم في وجه ابني الكبير بندقية و هدّده بالقتل في صورة القيام بأية حركة بينما حاصرنا اثنان اخران داخل غرفتنا و رفعا في وجوهنا سكينا و سيفا كما هدداننا بعدم التحرك فيما تحول الاثنان المتبقيان و استوليا على القطيع و وضعوه داخل شاحنتهم ثم لاذوا كلهم بالفرار». واضافت محدّثتنا بكل حسرة أنها تقدمت بشكاية أمنية في الغرض لدى مركز الحرس الوطني بالشبيكة و مازالت تنتظر نتائج التحقيق والبحث. و في نفس المنطقة ايضا قال لنا الفلاح محمد الرمضاني : « داهمتني في منزلي مجموعة مسلحة ببندقية صيد و سكاكين و سيوف و هراوات و اعتدوا عليّ بالضرب و خلفوا لي اضرارا بدنية كبيرة بشهادة الطبيب ( 7 غرز و جروح بليغة في كامل الجسم ) و طلبوا مني تسليمهم قطيع اغنامي . و بينما نحن نتناقش افاق الجيران فلاذوا بالفرار». و تابع الرمضاني متسائلا: « أين الامن الذي يتحدثون عنه و الفلاح يعمل بالنهار ثم يحرس ممتلكاته بالليل...وقد رفضت السلطات المعنية مدنا ببنادق صيد وفق القانون لحماية انفسنا لأن هذه المجموعات مسلحة». ماذا قال كاتب الدولة للأمن ؟ في مقالنا السابق حول هذه الظاهرة التي ما فتئت تتفاقم من يوم الى آخر قال لنا مصدر أمني ان مثل هذه السرقات لا تعدو ان تكون الا ظاهرة موسمية لا غير تتزامن عادة مع اقتراب حلول عيد الاضحى غير ان عمليات السطو و السرقة المنظمة تواصلت بشكل يوحي بأنها ظاهرة غزت و لا تزال ارياف القيروان بأساليب وأشكال مختلفة, ممّا جعل الفلاحين والمواطنين يتساءلون عمن يقف وراء هذه العصابات و من يدعمها و لفائدة من يقومون بهذه الجرائم؟. و في سؤال وجهته « التونسية» لكاتب الدولة المكلف بالأمن رفيق الشلي لدى زيارته التفقدية الأخيرة لولاية القيروان حول هذه النقطة بالذات أجاب بأن الأمن بصدد وضع خطة استراتيجية محكمة للتصدي لهذه الظاهرة وأنه سيتعامل معها بحنكة. و في ردّه على طلب الفلاحين تسليمهم اسلحة ( بنادق ) وفق القانون للدفاع عن انفسهم و ممتلكاتهم قال كاتب الدولة إنه لا يرى مانعا في ذلك شرط الالتزام بالقانون. من جهته أكد لنا رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بالقيروان المولدي الرمضاني انه لم يسلم هو الآخر من هذه الظاهرة وأنه تم السطو على شاحنته و طالب باسم المنظمة بتوفير أمن فلاحي لتأمين الفلاحين و الثروات الفلاحية للحدّ من استنزافها من قبل هذه العصابات المسلحة على حدّ تعبيره مطالبا باتخاذ اجراءات فورية رادعة.