التونسية (تونس) تتجه نية أحزاب المعارضة إلى التشكّل في تحالف سياسي موحّد لخوض استحقاق الإنتخابات البلدية المقبلة التي لم تتوضح معالمها القانونية والزمنية إلى غاية اليوم. وإن كان من السابق لأوانه الخوض في هذه المسألة من حيث بناء الجبهات والتكتلات الحزبية والسياسية، فإن التوجه العام داخل مختلف أحزاب المعارضة ينحو نحو إمكانية تجميع الشتات الحزبي والإيديولوجي عبر التحالف ضمن قائمات إنتخابية موحدة لمواجهة الإستحقاق الإنتخابي القادم، وذلك لعدة اعتبارات سياسية وانتخابية مطروحة بقوة خلال المرحلة المقبلة لعل أهمها مواجهة هيمنة القطب الثنائي (النداء النهضة) على الساحة السياسية وما يعنيه استحواذه على سلطة القرار من تداعيات على بقية نواحي الحياة في المجتمع. «التونسية» طرحت الموضوع على عدد من ممثلي أحزاب المعارضة، وحصلت على اجابات: فلقد قال القيادي في «الجبهة الشعبية» أحمد الصديق إن الحديث عن قائمات موحدة تجمع أحزاب المعارضة خلال الإنتخابات البلدية المقبلة فكرة موجودة ولكن يبقى الخوض فيها مسألة سابقة لأوانها في الوقت الراهن نظرا لأن مشاريع النصوص القانونية المنظمة للجماعات المحلية والجهوية لم تتبلور بعد إلى حد الآن. و أكد أحمد الصديق في اتصال مع «التونسية» أمس أن إمكانية دخول أحزاب المعارضة في قائمات موحدة لخوض الإنتخابات البلدية القادمة فكرة مطروحة ولكن لم يتم تداولها بشكل رسمي ولا حتى أوّلي في الوقت الراهن. وأوضح أن «الجبهة الشعبية» لا تفكر بمنطق الحيلولة دون صعود هذا الطرف السياسي أو ذاك، وأن ما يقودها في هذا الإتجاه هو بناء مؤسسات السلطة المحلية والجهوية بما يضمن التوازن والتعدد والتنوع وبما يخدم الديمقراطية في البلاد. «الجبهة الشعبية» مفتوحة على الدخول في تحالفات و أشار الصديق في الأثناء إلى أنه بإمكان «الجبهة الشعبية» أن تتوسع في تحالفاتها الإنتخابية على الكثير من القوى والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية على قاعدة الحد الأدنى من المشترك المجتمعي والاقتصادي والإجتماعي وتحت قوس التوجه السياسي الديمقراطي العام، ملاحظا أنه من الطبيعي أن يكون خارج هذه الأرضية وذلك القوس أكثر من طرف سياسي ممن لا يزالون يدافعون عن رؤى وتوجهات العنف السياسي أو يمارسون سلوكاته أو يرتبطون بقواه. المسألة مطروحة بحدّة الأمين العام ل «حزب العمل الوطني الديمقراطي» عبد الرزاق الهمامي، اعتبر بدوره أن توحيد كل القوى السياسية الوطنية التقدمية فكرة مطروحة وأن هناك مساع إلى تطوير هذا الإتجاه الوحدوي في الأداء النضالي والسياسي والانتخابي، مضيفا أن توحد أحزاب المعارضة في قائمات انتخابية موحدة خلال الإنتخابات البلدية المقبلة مسألة مطروحة بحدة خاصة أن مجمل التحركات الميدانية الأخيرة تمكنت من توحيد مواقف المعارضة. فكرة سطحية في المقابل، أكد ممثل «حركة الديمقراطيين الإجتماعيين» أحمد الخصخوصي أن الموضوع سابق لأوانه، لاسيما أن التقسيم الترابي والإنتخابي والقانوني الخاص بالإستحقاق المقبل لم يجهز بعد . واعتبر أن إمكانية خوض أحزاب المعارضة الإنتخابات البلدية القادمة بقائمات موحدة فكرة سطحية وسابقة لأوانها لأن هناك أولويات أخرى في البلاد أكثر إلحاحا للإنكباب عليها، مبينا أن التناول السطحي لمثل هذه القضايا سيزيد من رداءة الساحة السياسية، مشددا على ضرورة التوقف لاستخلاص العبر مما من شأنه نفع البلاد. و أعقب بأن مسألة انضمام «حركة الديمقراطيين الإجتماعيين» من عدمه إلى هذا التحالف في حال أصبح واقعا تبقى مطروحة للنقاش والتشاور. التوجّه نحو التحالف موجود من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم «الحزب الجمهوري»، عصام الشابي، إن دخول أحزاب المعارضة في تحالف وفق قائمات موحدة خلال الإنتخابات البلدية القادمة مطروح، مستطردا انه من السابق لأوانه الخوض في هذه المسألة في الوقت الراهن. وأوضح الشابي أن الإطار القانوني للإنتخابات البلدية المقبلة لم يتوفر بعد خاصة المتعلق بالتقسيم الترابي للبلديات، مشيرا الى أن ذلك مسألة هامة ومن شأنها التأثير على هذا الإستحقاق الإنتخابي. وتابع بأن 5000 مترشح سيشاركون في الإنتخابات البلدية المقبلة، وهو ما يستدعي بداهة أن تكون هناك تحالفات واسعة بين الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والكفاءات المواطنية في الجهات لمواجهة الإستحقاق المذكور. لقاء تشاوري مرتقب بين «المسار» و«الجبهة الشعبية» الناطق الرسمي باسم حزب «المسار الديمقراطي الإجتماعي»، سمير الطيب، أفاد من جانبه بأن لقاء سينعقد بعد غد بين قيادات من حزبه وأخرى من «الجبهة الشعبية» للحديث في مختلف أشكال التنسيق الثنائي، ومن بينها موضوع الدخول في تحالف لخوض الإنتخابات البلدية المقبلة بقائمات موحدة.