التونسية (تونس) من المزمع ان تنظر هذا الأسبوع إحدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية عقوق تورطت فيها فتاة عمدت الى الاعتداء على والدتها بالعنف المادي واللفظي لأنها منعتها من الفرار من المنزل . وقد انطلقت التحريات في هذه القضية على إثر شكاية تقدمت بها إمرأة الى السلط الأمنية أفادت ضمنها انها تعرضت الى التعنيف من قبل ابنتها (20 سنة) وأنها عمدت الى مسكها من شعرها وتعنيفها ممّا تسبب لها في خدوش بوجهها فضلا عن كدمات في انحاء متفرقة من جسدها بعد ان دفعتها بقوة وأن الإطار الطبي منحها راحة ب 16يوما. وأضافت الشاكية ان سبب خلافاتها المتكررة مع ابنتها تعود الى تعرف هذه الأخيرة على مجموعات من الفتيات يعرفن في المنطقة بسوء سلوكهن وإدمانهن على تعاطي المخدرات وأنها طلبت منها مرارا الابتعاد عنهن خوفا على سمعتها وسمعة العائلة إلّا أنها رفضت ذلك بشدة مؤكدة أن ما زاد الطين بلّة أنهن دفعنها الى الفرار من المنزل وطلبن منها العيش معهن بمنزل يُقمن فيه على وجه الكراء. وأضافت الأم أنها عندما منعت إبنتها من ذلك ساءت علاقتهما كثيرا واضطرت الى منعها من مغادرة المنزل نهائيا خوفا عليها وأن إبنتها عوض ان تتفهم تصرفها على انه حماية لها اصبحت تروج لدى الجميع ان والدتها تسيء معاملتها وتعنفها بسبب أو بدونه وأنه صادف في احدى المرات وفي غفلة منها ان غادرت المنزل ولم تعد فاضطرت والدتها الى الاعلام عن غيابها وعثر عليها بمنزل الفتيات. وقد تمسكت الأم بأن تمضي صديقات إبنتها التزاما بعدم التعرض اليها مباشرة رغم أنهن تمسكن بأنهن لم يكن سببا في قرارها الفرار من المنزل وأنها غادرت لأنها سئمت المعاملة القاسية التي تتلقاها من والدتها. وقد أيدت الفتاة حينها أقوالهن وظنت الأم أنها طوت الى الأبد هذه الصفحة إلّا أنه تبيّن لها بعد حوالي شهر ان ابنتها ماضية قدما في تصرفاتها المستهترة. وفي يوم الواقعة أرادت الخروج من المنزل للقيام بجولة فعزمت والدتها على مرافقتها الا انها رفضت بتعلّة أنها غير قاصر ومن غير المعقول ان تعامل كذلك وانتابتها حالة هيسترية وعمدت الى تهشيم بعض الأواني ثم الى شتم والدتها وامسكتها من شعرها وعنّفتها ودفعتها أرضا حتى سقطت ثم غادرت المنزل وهي في حالة هيسترية. وقد تمسكت الأم بتتبع ابنتها من أجل ما نسب إليها واعتمادا على هذه الشكاية تم ترويج برقية تفتيش في شأن المظنون فيها والقي عليها القبض بمنزل الفتيات التي دلت عليه والدتها. وباستنطاقها اعترفت بما نسب اليها وأفادت أن والدتها تعاملها على أنها طفلة صغيرة ولم ترغب في تركها تتحمل مسؤوليتها وذلك بحجة الخوف عليها وأن ذلك ولّد لديها حالة من النقمة نحوها لأنها تسيطر على كل تفاصيل حياتها الى درجة انها فكرت في الفرار من المنزل. وأضافت أنها طلبت منها يوم الخصومة السماح لها بالقيام بجولة لأنها سئمت البقاء بالمنزل لكنها منعتها فجن جنونها واندلعت مناوشة كلامية بينهما دفعتها في لحظة غضب الى تعنيفها ودفعها بقوة. وقد اعربت الفتاة عن ندمها وطلبت الصفح من والدتها التي رفضت وتمسكت بتتبعها وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيها التي من المنتظر ان تمثل هذا الأسبوع أمام المحكمة .