قررت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بالكاف مؤخرا نقض قرار قاضي التحقيق بالإفراج عن متهمة يشتبه في تورطها في جريمة قتل شاب وذلك لوجود سلسلة من الاتصالات بينهما قبل الجريمة ويومها وأعادت القضية إليه للقيام بأعمال تكميلية مع إبقائها قيد الاحتفاظ . وتعود اطوار هذه الجريمة الى موفى 2013 اثر عثور احد المارة على جثة شخص تحمل اصابات بآلة حادة في مناطق متفرقة من جسده في حدود السابعة والنصف صباحا بالقرب من مدخل أحد المباني ، فتم الاتصال بأعوان الأمن، الذين حلّوا على عين المكان، كما قام ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالكاف بمعاينة جثّة الهالك، وبدا واضحا أنها تحمل اصابات على الصدر والرقبة واليد، بواسطة آلة حادة فتم ايداعها على ذمّة الطبيب الشرعي لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة، كما تعهّد أعوان فرقة الشرطة العدلية بالكاف بالبحث في ملابسات هذه الجريمة. وبانطلاق الابحاث انحصرت الشبهة في ثلاثة شبان الا انه بعد القيام بالتحرير عليهم تم الافراج عنهم لعدم وجود أي دليل يدينهم خاصة انه ثبت عدم تواجدهم بالمنطقة اساسا أثناء وقوع الجريمة. كما اتضح من خلال تقرير الطبيب الشرعي أن المجني عليه كان ثملا وان الجثة تحمل اثار زرقة على مستوى الرقبة وخدوش جراء الجرّ خاصة أن ارضية الشارع كانت مبللة والشارع عبارة عن طريق غير معبدة تحتوي على حجارة كما أن هناك اثار طعنات بآلة حادة على مستوى الذراعين والرقبة وواحدة طالت القلب 4 صم- كانت وراء وفاته . كما اتضح من خلال الأبحاث المجراة من قبل أعوان الضابطة العدلية أنّ الهالك تعّود الاعتداء على ذاته وذلك من خلال اثار جروح قديمة على مستوى صدره ومعصميه فضلا عن آثار طعنات بالموسى على مستوى الوجه كما اتضح انه صاحب سوابق عدلية في مجال استهلاك المخدرات وانه سبق ان حكم عليه ب 3 سنوات سجنا. في المقابل نفت العائلة أن يكون الهالك قد اعتدى على ذاته وأن يكون قد هلك بسبب ذلك واستندت عن طريق محاميها على تفاصيل التقرير الشرعي ووجهت سهام اتهامها إلى فتاة كانت على اتصال بالهالك قبل وفاته بأيام ومشيرة الى أنها قد تكون على علم بلغز وفاة ابنها مبينة انه نسي جوّاله الثاني في المنزل قبل أن يلقى حتفه وان الهاتف يحتوي على أرقام الفتاة وارساليات قصيرة بينهما. وقد اتضح اثر التحرّي حول الفتاة ان مكان الواقعة لم يكن بعيدا عن مقر اقامتها وبسؤالها عن واقعة الوفاة وعلاقتها بالهالك أفادت انه لم يكن لها مورد رزق وأنها قرّرت أن تستغل رأسمالها الذي بين يديها في التوجه الى الجزائر عن طريق البر والتسوق من هناك ثم بيع الملابس في السوق الاسبوعية وفي المنازل ومضيفة ان الهالك وعدها بتسهيل بيع الادباش في أسواق بتونس العاصمة في مقابل مبالغ بسيطة يتحصل عليها وكان هذا محتوى الاتفاق بينهما وهو الذي جعلها تكرر اتصالها به لتعلمه أنها عادت من الجزائر حتى يتسلم منها السلع ويتصرف فيها بالبيع مشيرة الى أنه وعدها بالقدوم لكنه لم يفعل وأن ذلك جعلها تكرر الاتصال به وترسل له بعض الارساليات القصيرة مضيفة انها فشلت في الحصول على اجابة منه إلى أن علمت بنبإ وفاته ونفت أن تكون بينها وبينه أية علاقة عدائية او عاطفية وان ذلك كان محتوى اتفاق بينهما لكن العائلة أكدت أنها استمعت إلى عديد المكالمات بينهما والتي تبين بوضوح وجود خصومات بينهما وتهديدات وباستشارة النيابة العمومية أذنت بإخلاء سبيل المتهمة لعدم كفاية الحجة ضدها وافرجت عنها .لكن عائلة القتيل تمسكت بتتبع الفتاة وطعنت في قرار الإفراج لدى دائرة الاتهام التي نقضت قرار قاضي التحقيق .