التونسية (مكتب صفاقس) ستكون صفاقس اليوم مرة أخرى محط أنظار كلّ المواكبين والمتابعين للشأن العام... بعد فشل مساعي اللحظات الأخيرة سيكون القطاع الخاص بجهة صفاقس اليوم في إضراب عام جهوي قطاعي عن العمل دعت له الهيئة الادارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل بتاريخ 8 نوفمبر 2015 كما أعلنت الدخول في إضرابات جهوية تصاعدية من اجل فرض الزيادة في الاجور للشغالين بالقطاع الخاص على غرار ما تحقق لزملائهم بالوظيفة العمومية والقطاع العام... هذا الإضراب لن يكون خاصا بصفاقس وانما ستكون هذه الجهة هي فاتحة الاضرابات العامة في القطاع الخاص حيث ستتلوها اضرابات عامة قطاعية ببقية الجهات وفق روزنامة اقرها المكتب التنفيذي الموسع للاتحاد العام التونسي للشغل وهي بالنسبة لاقليم تونس الكبرى يوم 25 نوفمبر وبالنسبة لولايات زغوان ونابل والمنستير والمهدية يوم 26 نوفمبر وبالنسبة لولايات باجة وبنزرت وجندوبة والكاف يوم 27 نوفمبر وبالنسبة لولايات سليانة والقيروان وسيدي بوزيد والقصرين يوم 30 نوفمبر وبالنسبة لولايات مدنين وقابس وتطاوين وقبلي وقفصة يوم 1 ديسمبر... المواكب للمشهد السياسي والاجتماعي والنقابي وطنيا يلاحظ بكل يسر وسهولة أنّ صفاقس تكون دائما قاطرة كل التحركات ووقودها الدافع... وهي الجواد الذي يراهن عليه الاتحاد العام التونسي للشغل لإعطاء الزخم والدفع القوي لتحركاته في بقية الجهات وهو يراهن جيدا على القيمة النضالية والنقابية الكبيرة لصفاقس التي دائما ما تلعب الدور المؤثر في المشهد... نعم صفاقس هي محرار «ترمومتر» التحركات وصراع الإرادات... فإذا نجح الاضراب القطاعي بصفاقس فإن بقية الجهات ستعرف حتما نجاحا مماثلا... نعم هي هكذا صفاقس... لاعب مؤثر ورقم صعب في المعادلات ولهذا لم يكن غريبا ان يقصدها في نهاية الاسبوع الذي ودعناه امينان عامان مساعدان بالاتحاد العام التونسي للشغل وهما عبد الكريم جراد وبلقاسم العياري واحتضنت دار الاتحاد الجهوي اجتماعا كبيرا وحاشدا للاطارات النقابية وزارها في بداية هذا الاسبوع وفد من الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية تقدمه خليل الغرياني وباجتماع كبير بدار الاتحاد الجهوي وكل غنّى على ليلاه... صفاقس اللغز... صفاقس الإرث... صفاقس الأرقام الصعبة قد يحتار البعض في فهم سر لعب صفاقس دور القاطرة القوية لمختلف التحركات والاحداث الوطنية... وسر رهان الاتحاد العام التونسي للشغل على هذه المدينة لتكون دائما جواده الرابح... قد يعجز البعض عن فهم كيف ان صفاقس مدينة العمل والانتاج... ومدينة الكد والاجتهاد... ومدينة التألق الدراسي والتفوق العلمي... هي نفسها قاطرة كل حراك وطني او اجتماعي... كيف لهذه المدينة ان تجمع كل المتناقضات والأضداد؟... لكن العارفين يدركون ان صفاقس رقم صعب... ورقم مؤثر .... رقم دلالاته عميقة... ورسائله قوية ومضمونة الوصول... وهي لم تستورد هذه المواصفات ولم تتطبع بها... وانما هي طبع فيها... والتاريخ القريب على سبيل الذكر لا غير خير شاهد ودليل... فصفاقس هي آخر القلاع التي سقطت في يد وقبضة الاستعمار الفرنسي وكانت لها ملحمة كبيرة بصمود اسطوري رائع في مواجهة الاسطول الفرنسي الناري... ملحمة 16 جويلية 1881... وصفاقس انجبت عددا من الثوار والفلاقة بمثل ما انجبت عددا من كبار المناضلين ومن بينهم شهيدا النضال الوطني الهادي شاكر في الحركة الوطنية الدستورية وفرحات حشاد في النضال النقابي الراقي المتصل بهموم ومشاغل الوطن... وصفاقس كان لها الدور المميز في تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل يوم 20 جانفي 1946... وصفاقس احتضنت في 15 نوفمبر 1955 المؤتمر الفاصل في صراع شقي الحزب الدستوري الحبيب بورقيبة صالح بن يوسف... وصفاقس هي التي كانت القاطرة لأصعب امتحان خاضه الاتحاد العام التونسي للشغل بإعلان الاضراب العام يوم 26 جانفي 1978... وصفاقس هي التي دقت المسمار الاخير في نعش نظام المخلوع زين العابدين بن علي بمسيرتها الحاشدة والمدوية يوم 12 جانفي 2011 والتي اعلنت خلالها بالصوت الهادر : يسقط نظام السابع... يسقط حزب الدستور، يسقط جلاد الشعب... يحكم بشهادة طبية... يخرج بإرادة شعبية... وغير ذلك من الشعارات المدوية التي هزت اركان النظام واسقطت عرش بن علي... صفاقس وورقة التوت المر عود على بدء... لماذا تكون صفاقس دائما هي القاطرة؟ لماذا يراهن عليها الجميع ويحجون اليها لانجاح تحركاتهم ؟... لماذا تكون دائما المحرار؟... وبالمقابل ماذا اخذت وماذا أعطوها ؟... ألم نقل ان صفاقس هي مدينة المفارقات؟ فبالرغم من انها مدينة صناعية وتجارية بامتياز منذ قديم الزمان... وبالرغم من انها قطب اقتصادي مؤثر بمثل ما انها قطب علمي... وبالرغم من حجمها الديمغرافي وموقعها الاستراتيجي... وبالرغم من كل عوامل القوة التي تختزنها الا انها ظلت على امتداد العقود الطويلة مدينة مهمشة بامتياز حيث لا وجود للمشاريع الانمائية الكبرى ولا للبنية التحتية التي يمكن ان تعزز نقاط القوة... كما انها ظلت مدينة التجارب والاختبارات سواء بالنسبة للدولة التي كلما ارادت تجربة شيء ما تبدأ عملية الاختبار من صفاقس لترصد ردة او ردات الفعل... وكلما ارادت منظمة او جهة الحشد لاختياراتها تكون نقطة الانطلاق من صفاقس ولا عجب ولا تثريب... فهذه المدينة معطاء رغم ان المركز همشها ولا يزال على مستوى المشاريع والبنية التحتية... هذه المدينة تختزل الصراعات وفيها اختبار موازين القوى... لأن هذه المدينة رغم التهميش والاقصاء حافظت على الهامة مرتفعة وعلى الميزان التعديلي للأشياء لذلك لا يتم التعامل مع مشاكلها التنموية والاجتماعية والاقتصادية بما تستحقه حتى تبقى دائما مدينة التجارب ورصد ردود الافعال... ويرى كثير من ابناء الجهة ان صفاقس لو وجدت الحد المعقول من اهتمام المركز بها لكانت قاطرة للبلاد في النمو الاقتصادي والعلمي وفي الاشعاع الداخلي على ما يجاروها وفي الاشعاع على المحيط الاقليمي والقاري .... من يمكن ان يجد التفسير لسبب عدم انجاز المشاريع الكبرى لمدينة صفاقس والتراخي في ذلك على امتداد العقود؟ من يمكن ان يفسر سبب عدم تطوير نشاط الميناءين البحري والجوي للمدينة الاقتصادية؟ من يمكن ان يوضح سبب اغراق صفاقس وهي المدينة الصناعية والتجارية بالبضائع المهربة المضرة بالنمو الاقتصادي والتي تسببت في اغراق السوق واغلاق عديد المؤسسات وتحويل عديد الفضاءات بالمناطق الصناعية الى مستودعات لا غير؟... اكيد انه بمثل هذه السياسات تكثر المفارقات والاضداد فالمدينة ديمغرافيا كبيرة وانمائيا وبنيويا ضعيفة لتطال المعاناة الجميع من رجال اعمال ومن موظفين وشغالين ومن طبقات فقيرة ومهمشة... فهل هناك من يريد للصراع بين منظمة الاعراف والمنظمة الشغيلة ان يتأجّج لمزيد ارباك المدينة التي ستبقى دائما تدفع الثمن... ؟ هل هناك من يبحث عن الازمات والفتن... ؟ هل هناك من يريد ضرب المنظمتين العريقتين اللتين تأسستا اثناء الفترة الاستعمارية للدفاع عن حقوق منظوريهما وايضا للدفاع عن الوطن والمساهمة في النضال الوطني ؟... لمصلحة من هذا التصادم ولماذا لم تتحرك الدولة بقوتها من اجل سياسة اقتصادية واضحة تثمن المنتوج المحلي وتقيه من المنافسة غير الشريفة ومن التهريب وتساعد فيه ارباب العمل على الانتشار واكتساح الاسواق تراجع فيها مجلة الاستثمار والاداءات ؟ ولماذا لم تتحرك الدولة بكامل قوتها ايضا من اجل حفظ حقوق الاجراء والشغالين والحفاظ على السلم الاجتماعي لا سيما وانه لا يمكن الحديث عن نفع الاقتصاد وعن ترفيع الانتاج الا بمناخ اجتماعي سليم لا يجوع فيه العامل ولا يشتكي فيه صاحب العمل ؟ هل يستقيم الحديث عن انفراج الاوضاع في ظل تصدع علاقة منظمتي الاعراف والشغالين؟ امتحان لا رابح فيه الاضراب العام في القطاع الخاص بجهة صفاقس هو كما اسلفنا بمثابة اختبار الارادات والصراعات... هو امتحان لا رابح فيه لأن كلا المنظمتين سيدفع فيهما المنخرطون بعض الثمن او كل الثمن .... كل من المنظمتين يدرك انه ليس من مصلحته تحطيم الآخر والكل يدرك ان الوضع الاقتصادي العام في البلاد صعب وانه «كل واحد يا حليلو» ومن هنا جاء ممثلون عن منظمتي الاعراف والشغالين الى صفاقس لعقد اجتماعات مع منظوريهما شدد خلالها كل من ناحيته على التمسك بالمطالب وشرعيتها حيث ان الشغالين لا ينبغي ان يدفعوا بمفردهم الثمن وهم الذين تدهورت مقدرتهم الشرائية بشكل كبير ويريدون زيادات مجزية ترقع الى حد ما خلل ضعف المقدرة الشرائية... وحيث ان رجال الاعمال بدورهم يعانون من الصعوبات الاقتصادية الكبيرة ومن المنافسة غير الشريفة عبر البضائع المهربة والتجارة الموازية ويرون ان الظروف الحالية تحتم نجدة المؤسسات الاقتصادية عوض مزيد انهاكها الذي يؤدي الى اغلاقها وبالتالي الدفع بأعداد كبيرة من العمال نحو آفة البطالة والعطالة... مسؤولو المنظمتين الذين حلوا بصفاقس شددوا على الواقع المر لمنظوريهم ولم ينسوا الاشارة الى انهم يحملون غصن الزيتون الذي لا يعني الاستسلام لكل المطالب... عود على بدء من جديد... لمصلحة من الدفع بالتصادم بين المنظمتين العريقتين اللتين نالتا مؤخرا جائزة نوبل للسلام الى جانب عمادة المحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان تكريما لمجهودات هذه الاطراف في رعاية الحوار الوطني... ؟ صفاقس مخبر التجارب او هكذا اريد لها ان تظل، ستكون اليوم على موعد مع الاضراب العام في القطاع الخاص ما لم تنجح مساعي اللحظات الاخيرة فيه... صفاقس ستكون هي القاطرة مرة أخرى وهذا أمر ليس بالجديد وحتى في آراء من استجوبناهم نجد السر في التعويل على صفاقس كمحرك حقيقي لفرض حقوق طالبيها. بلقاسم العياري (الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل) صفاقس وفية لتاريخها وهذا أمر ليس بالجديد عليها والاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بمكتبه التنفيذي وإطاراته النقابية وكل قطاعاته ونقابييه يستحقون الشكر لأنهم دائما في الموعد ويتقنون تنظيم تحركاتهم واستعدادهم الكامل واللا مشروط لخوض معركة نضالية بمفهومنا النضالي الاجتماعي. وبخصوص الإضراب الذي ستعرفه صفاقس في القطاع الخاص فإننا صراحة لا نتخذ الإضراب هدفا في حد ذاته بل نسعى من خلاله الى التوصل الى اتفاق مجز يعطي حقوق الشغالين ويلبي الحد الادنى من تدهور المقدرة الشرائية وخلال تحركاتنا وتنقلاتنا لمسنا تمسك النقابيين والشغالين بالزيادات المجزية في القطاع الخاص كما حصل في الوظيفة العمومية والقطاع العام .. لذلك نأمل في التوصل الى اتفاق مع منظمة الاعراف ينهي الملف ويساهم في انهاء التوتر الاجتماعي القائم وان لم يحصل ذلك فإننا مجبرون من خلال قناعاتنا النقابية من اجل تكريس قرارات الهيئة الادارية الوطنية بتنظيم اضرابات قطاعية بالجهات. وهناك قناعة كبيرة وتامة لدى عموم الشغالين في القطاع العام والوظيفة العمومية والقطاع الخاص وكذلك لدى الرأي العام بأن وضع القطاع الخاص تدهور من حيث المستوى المعيشي الى حد لا يطاق وعليه لا بد من نظرة جدية ومسؤولة لتمكين هذه الشريحة التي تعد اكثر من مليون ونصف عامل من زيادات تلبي الحد الادنى وتساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية. لدينا حقوق مشروعة في الإضراب للدفاع عن حقوقنا والاضراب هو شكل مدني سلمي وهو حق دستوري ونحن لسنا في حالة حرب مع منظمة الاعراف ولا نعادي احدا بل نحن نناضل بشكل سلمي من اجل حقوق منظورينا ونمد ايدينا الى الجميع دون ان يكون ذلك على حساب الشغالين والكادحين. الهادي بن جمعة (الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس) عادي جدا ان تكون صفاقس هي المبادرة بالتحركات النضالية سواء كانت التحركات نقابية او نضالية وطنية والكل يعرف ان اتحاد الشغل بصفاقس دائما سباق مع المنظمة الشغيلة الى التحركات الفارقة في مسيرة البلاد وذلك منذ فترة الاستعمار والى بناء تونس الحديثة ولا ننسى اخيرا المسيرة التي قام بها الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوم 26 سبتمبر 2013 من اجل دفع عجلة الحوار الوطني ودفع الاطراف التي كانت ترفض الدخول في الحوار الوطني لمراجعة موقفها والانضمام الى الحوار الوطني ومن قبلها مسيرة 12 جانفي 2011 التي عجلت بإسقاط نظام المخلوع واليوم يأتي التحرك من جديد من صفاقس في قضية نقابية لها بعد وطني لأن فشل المفاوضات الرامية الى انصاف شريحة واسعة من العمال التونسيين وتمكينهم من زيادة مجزية في اجورهم وهنا جرم كبير وضيم في حق هؤلاء العمال يسبب المشاكل والتوتر الاجتماعي وهذا ما لا نريده ولذلك يأتي التحرك من صفاقس من اجل دفع منظمة الاعراف الى مراجعة مواقفها والدخول في حوار جدي مع المنظمة الشغيلة لايجاد الحلول المناسبة ونتمنى الوصول الى حل سريع لأن بلادنا لا تتحمل الآن أزمات جديدة. يوسف العوادني (الكاتب العام المساعد بالاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس المسؤول عن النظام الداخلي) صفاقس قلعة من قلاع النضال الوطني وهي آخر جهة قاومت الاستعمار الفرنسي وآخر مدينة سقطت بيد الاستعمار وهي المدينة التي احتضنت سنة 1955 مؤتمر تصحيح مسار الحزب الدستوري وجهة صفاقس كانت السباقة والدافع لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل... جهة صفاقس تختزل كل المحطات النضالية في البلاد... وصفاقس انجبت مناضلين كبار على الصعيد الوطني من بينهم الشهيد المرحوم فرحات حشاد وايضا شهيد العمل السياسي الهادي شاكر... صفاقس كانت لها نضالات في الستينات رفضا لسياسات التهميش واللامبالاة وكذلك خلال الإضراب العام في 26 جانفي1978 كما كان لها دور بارز في أزمة 1986 التي استهدفت المنظمة الشغيلة وصفاقس مثلما كان لها فضل تسيير مسيرة 12 جانفي 2011 التي اسقطت حكم المخلوع... هذه هي صفاقس وفيّة لإرثها ونضالاتها وعراقتها تلعب دائما دورا مؤثرا في التاريخ وهي رافد من الروافد الاساسية لتونس العزيزة وصفاقس دائما حاضرة في كل المعارك النضالية من أجل عزة تونس. نحن في صفاقس ندافع عن القضايا العادلة والإضراب العام بالقطاع الخاص الذي ندخل فيه غدا ليس هدفا في حد ذاته ونتمنى ان ننجح جميعا في نزع الاحتقان واعطاء عمال القطاع الخاص حقوقهم. محمد عباس (الكاتب العام المساعد بالاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس المسؤول عن القطاع الخاص) تاسيس الاتحاد العام التونسي للشغل انطلق من صفاقس وتاريخ الاتحاد يعطي فكرة عن اسهامات جهة صفاقس في التحركات الوطنية الكبرى وحتى خلال الاضراب العام في 26 جانفي 1978 والمحطات النضالية للاتحاد الجهوي اكثر من أن تعد من بين الاضراب العام والمسيرة الحاشدة يوم 12 جانفي 2011. وفي 26 جانفي 2011 كانت صفاقس الجهة الوحيدة التي تحركت بقوة لإسقاط حكومة محمد الغنوشي وتحركت أيضا في ديسمبر 2012 بعد الاعتداء الذي استهدف مقر الاتحاد العام التونسي للشغل عند إحياء ذكرى استشهاد الزعيم الخالد فرحات حشاد والآن ستكون صفاقس من جديد وفية لنضالاتها ولأدوارها التاريخية وستكون هي السباقة والقاطرة لتحركات القطاع الخاص ونحن كنا منذ ماي الماضي نشتغل على هذا الموضوع في مجمع القطاع الخاص ويوم 19 نوفمبر إن يعتبر تصعيدا نضاليا فسيكون من صفاقس كالعادة واكبر دليل على انه في هيئة ادارية استثنائية للاتحاد الجهوي سينفذ أعوان القطاع العام والوظيفة العمومية يوم الخميس 19 نوفمبر 2015 اضرابا بساعة تضامنا وانخراطا مع عمال القطاع الخاص ولتحميل المسؤولية للسلطة. خليل الغرياني (عضو المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية) هناك في تونس قطبان اقتصاديان هما صفاقس وبن عروس وهذا واضح من خلال عدد المؤسسات ومن خلال التشغيلية وتركيز المؤسسات الصناعية والاقتصادية بهما وطبيعي أن الإضرابات تنطلق منهما... نحن نريد نجاح السلم الاجتماعية والعمل والنسبة المقبولة والممكنة والمرضية للاجراء... نحن نريد التمشي المسؤول ونريد أن ننظر الى مسألة الزيادة في الاجور من زاوية تراعي مصلحة الجميع ولا تكون لطرف على حساب الاخر... الاضراب حق دستوري ونحن نريد ان نتعامل معه بإيجابية ولكن دستورية الاضراب لا تعطي الحق لأحد في الضغط على المفاوضات لأن الضغوطات في المفاوضات مرفوضة دوليا باعتبارها عيبا في الرضا. ونحن نريد مع اخواننا في الاتحاد العام التونسي للشغل ان يكون لنا جميعا خطاب يعطي اكثر اطمئنانا للمؤسسات حول السلم الاجتماعي الذي يمكن تحقيقه معا كأطراف اجتماعية وكمنظمات ويمكن حينها الحديث عن استثمار وتصبح الزيادات استثمارا والسلم الاجتماعي يصبح زيادة استثمار لتحقيق السلم الاجتماعية وإذا لم يكن هناك ضغط يكون ضغطا بالسلم الاجتماعية لا ضغطا بالإضرابات وإن كان هناك اليوم عطاء إضافي فيكون للسلم الاجتماعي لا للإضراب... نحن نعول على التفهم ولن نفقد الأمل في التفاوض والوصول الى حلول مرضية للطرفين ونحن نقف مع مؤسساتنا بروح المسؤولية واشير الى ان الاجراء هم اجراء مؤسساتهم والمطلوب اليوم من هؤلاء الاجراء ان يعرفوا ان المؤسسات منهم وهم منها وان يقيموا مواقف المنظمتين على مستوى الزيادات في الاجور وعلى مستوى جدية المقترحات من هنا وهناك. أنور التريكي (رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس) اتحاد الشغل يبحث عن انجاح اضرابه العام في القطاع الخاص ونحن نتمنى الوصول الى ارضية اتفاق تنهي الاحتقان... الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة نحترمها وقد تأسست المنظمتان فترة الاستعمار ولكل واحد منا تاريخه النضالي الوطني وهناك عقلاء في المنظمتين لذلك أنا متفائل من أجل صالح البلاد بعيدا عن لغة لي الذراع التي تكون فيها الخسارة مشتركة وللبلاد... أنور العذار (عضو مجلس نواب الشعب عن جهة صفاقس) رمزية صفاقس النضالية تاريخية حيث ان تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل انطلق من صفاقس وتاريخيا أيضا كل التحركات والاحتجاجات العمالية والوطنية تنطلق من صفاقس والاتحاد الجهوي بصفاقس له هيكلته وتنظيمه ولذلك يتصدر تحركات المنظمة الشغيلة على المستوى الوطني واتحادا الشغل والاعراف شريكان متكاملان والدليل حصولهما على جائزة نوبل للسلام واليوم مطلوب تفهم الوضع الاقتصادي الصعب للبلاد والجهة ولا ننكر ان العامل مرهق ويعيش ظروفا اجتماعية صعبة ونفس الشيء بالنسبة لصاحب المؤسسة الذي يعيش صعوبات خانقة بسبب الركود التجاري وفقدان اسواق مهمة وتراجع التصدير نحو سوقي ليبيا والجزائر. رجال الأعمال اليوم أمام تحدّ إما إغلاق المؤسسات في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة او تفهم اتحاد الشغل لأن تكون الزيادات معقولة وتراعي الواقع المر الذي تعانيه المؤسسات الاقتصادية بشكل يضمن الحد الادنى للطرفين. نطلب من اتحاد الشغل تفهم الوضعية بالوصول الى تسوية مرضية ينطبق عليها المثل « حتى لا يجوع الذئب ولا يشتكي الراعي»... هناك معاناة حقيقية لرجال الأعمال بسبب الصعوبات الاقتصادية الخانقة وفي وجه رجال «العمايل» الذين افتكوا الاقتصاد التونسي بشكل تجاوز 50 بالمائة عبر التهريب والتجارة الموازية التي أضرت باقتصاد البلاد ودمرت ايضا المؤسسات الصناعية والتجارية المنظمة لتربك الاقتصاد وتلقي بظلالها على استقرار البلاد اقتصاديا واجتماعيا... المرحلة دقيقة والوضع صعب والمطلوب التلاقي بدل التجافي للتقليل من حدة الخطر المحدق بالجميع. نريد التعقّل ووضع اليد في اليد تحدثنا في موضوع الاضراب القطاعي بجهة صفاقس مع عديد المواطنين ومن المجتمع المدني وكان التأكيد على ان الوضع خانق بالفعل للشغالين ولرجال الاعمال على حد السواء وان الواجب يفرض الجلوس الى طاولة واحدة بروح من المسؤولية يتم خلالها وضع اليد في اليد بين المنظمتين الوطنيتين الكبيرتين اللتين تبدو طلباتهما لمنخرطيهما مشروعة... كما تبدو الحاجة اكيدة لدى الدولة للتدخل من اجل حلحلة الاوضاع عبر عديد الخطوات والاجراءات ومنها الحد من ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة والوقوف الى جانب الشغالين وكذلك اصحاب المؤسسات المشتغلين ضمن الاقتصاد المنظم وذلك من اجل تعزيز السلم الاجتماعي والحاجة اكيدة ايضا الى ايجاد حلول حقيقية تقطع مع التجارة الموازية وتدخلها في صلب الاقتصاد المنظم لتتكافأ الفرص بين الجميع على مستوى الضريبة والأداءات... الكثيرون قالوا لنا إنّ صفاقس التي تلعب الآن قاطرة التحركات النقابية والنضالية تحتاج أن تنهي السلطة المركزية حال التهميش واللا مبالاة تجاهها وتجاه مشاكلها الحقيقية المزمنة وان توليها العناية الكبرى على مستوى المشاريع المعطلة والبنية التحتية والتشجيعات باعتبار ان صفاقس قدرها ان تكون قطبا اقتتصاديا واجتماعيا كبيرا وقادرة على ان تكون قاطرة حقيقية للتنمية وبمنح الاستقرار للسوق الوطنية الى جانب اكتساح الأسواق الخارجية بفعل كفاءة اهلها ونسيجها المجتمعي النشيط.