مع اقتراب ميركاتو الشتاء شيئا فشيئا فإن السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه اليوم في الأوساط الترجية هو هل أن المجموعة الحالية في حاجة فعلا إلى تعزيزات خلال فترة التنقلات الشتوية؟ ... صحيح أن الإجابة يملكها المدرب عمار السويح بوصفه المسؤول الفني الأول في الفريق غير أن ذلك لا يمنع القراءات والتحاليل لدى الملاحظين والمتتبعين عن كثب لمسيرة نادي باب سويقة. البداية تكون بتقييم المجموعة الحالية بكثير من الموضوعية والواقعية دون اكتراث بالأسماء ولا بتاريخ بعض اللاعبين ودون عاطفة ومصالح ضيّقة لأن مصلحة الترجي الرياضي لا تعترف إلا بالعطاء فوق الميدان وتقتضي بالتالي أن يكون المكان في المجموعة للجديرين بذلك والقادرين على إفادة الفريق وتقديم الإضافة المطلوبة ناهيك وأن الأحمر والأصفر ملزم بتحقيق الأهداف المرسومة والعودة أولا إلى التتويجات المحلية ومنها إلى التألق القاري في أمجد الكؤوس الإفريقية. لاعبان على الأقل في كل مركز الإنطباع الأول الذي تعطيه القراءة في المجموعة الحالية للترجي الرياضي هو أن الفريق يملك ثنائي على الأقل في كل مركز ونؤكد هنا على كلمة على الأقل لأن بعض المراكز تتضمن ثلاثة عناصر مثل الجهتين اليمنى واليسرى للدفاع من خلال تواجد المباركي والنفزي والدربالي في الأولى وشمام والربيع والعابدي في الثانية، الدربالي لم يتأكد بعد خروجه من الفريق ويجب علينا بالتالي وضعه في الحسابات إلى غاية صدور قرار رسمي ونهائي في شأنه في حين أن العابدي لا بد أن يأخذ فرصته مستقبلا خصوصا وأن إدارة النادي وعلى رأسها حمدي المدب قررت تمديد عقد الدولي الأولمبي وهو ما سيحصل مباشرة بعد عودته من الكأس الإفريقية للأمم لأقل من 23 سنة والتي تنطلق في نهاية الأسبوع الجاري بالسينغال. نبقى مع الخط الخلفي لنؤكد على وجود لاعبين في المحور قادرين على تأمين المهمة على الوجه الأكمل بداية بالثنائي الأساسي والمثالي المتركب من شمس الدين الذوادي الذي تماثل إلى الشفاء وانضم إلى المجموعة وعلي المشاني قائد المنتخب الأولمبي الذي يعد من أفضل الصفقات التي أبرمها أبناء باب سويقة في الميركاتو الصيفي الأخير، إضافة إلى هذا الثنائي نذكر المالي إيشاكا ديارا الذي ستتاح له فرصة جديدة للظهور في التشكيلة الأساسية وبالتالي تقديم مستوى أفضل مما قدمه في دربي البقلاوة ومحمد علي اليعقوبي الذي لا يزال على غرار سامح الدربالي موجودا مع مجموعة عمار السويح وخليل شمام الذي يمثل حلا في محور الدفاع بالنسبة للإطار الفني عند الحاجة نظرا لاضطلاعه سابقا بهذه الخطة وامتلاكه الخبرة الواسعة التي تعتبر ضرورية في هذا المركز. نواصل مع قراءتنا في المجموعة الترجية الحالية لنمر إلى خط الوسط في جانبيه الدفاعي والهجومي حيث يتضمن الأول حسين الراقد وفوسيني كوليبالي وشاكر الرقيعي وغيلان الشعلالي والثاني سعد بغير والياس الجلاصي وربما عند الحاجة ادريس المحيرصي، هنا يعد التعزيز مفروضا على المستويين أي دفاعا وهجوما في هذا الخط لبعض الإعتبارات المنطقية مثل سن الراقد والرقيعي وضرورة تفكير الترجيين من الآن في مستقبل فريقهم وفي عملية التداول وهي سنة الحياة مع التأكيد على أن هذا الثنائي قادر على تأمين المهمة فيما تبقى من هذا الموسم. أما على الصعيد الهجومي الذي تميّز فيه سعد بغير بشكل لافت وبإمكان الياس الجلاصي أن يقتفي خطى زميله في المنتخب الأولمبي إذا تمنح له الفرصة كاملة في المستقبل نظرا لإمكانياته الفنية الكبيرة فإن تدعيم هذا الثنائي بصانع ألعاب آخر يظل من الأوليات في ظل التزامات الفريق وخاصة دخوله لاحقا في مغامرة قارية جديدة في كأس الإتحاد الإفريقي والتي تفرض حلولا أكبر للإطار الفني لضمان النجاح في هذه المسابقة. بالنسبة للخط الأمامي بإمكان الترجي الرياضي مواصلة نجاحه بالزاد البشري الحالي الذي يعد ممتازا كما وكيفا ويضم أفضل الأسماء الموجودة على الساحة يتقدمها ياسين الخنيسي هداف البطولة وفخر الدين بن يوسف المهاجم الحاسم في اللقاءات « الكبرى « وهيثم الجويني وآدم الرجايبي ثنائي الهجوم في المنتخب الأولمبي والذي لا يشك أحد في إمكانيات كل منهما ويمثلان بالتالي حلا إضافيا مجديا للإطار الفني دون أن ننسى برنار بولبوا الذي يسجل تطورا كبيرا في الآداء من لقاء إلى آخر وأضحى ركيزة هامة في مخطط المدرب عمار السويح في الخط الأمامي وكذلك ادريس المحيرصي الذي نجح في تقديم الإضافة كلما احتاجه الإطار الفني وأعطى الحلول الناجعة في جل المقابلات. هذه المجموعة قادرة على تحقيق أهداف النادي على المستوى الهجومي ومن الطبيعي جدا أن تتصدر طليعة الخطوط الأمامية في البطولة. تعزيز يفرض نفسه إذن فإن المجموعة الترجية الحالية يمكن اعتبارها متكاملة وقادرة على إنجاح مسيرة النادي مع محاولة تدعيم وسط الميدان أكثر في جانبيه الدفاعي والهجومي على حد السواء حتى تتوفر للإطار الفني الحلول المناسبة عند الحاجة أي في حالة غياب هذا العنصر أو ذلك لسبب من الأسباب لكن المركز الذي يفرض تعزيزا جديدا بلا منازع هو حراسة المرمى إذ تستدعي التزامات الفريق المتعددة وكذلك أهدافه المرسومة تواجد ثلاثة عناصر على ذمة المدرب يقدر كل منها على الذود على الشباك في أي مباراة وضد أي منافس هذا فضلا على المنافسة التي يجب أن توجد بين هؤلاء الحراس لتطوير مستوى كل منهم. صحيح أن معز بن شريفية يملك كل مواصفات الحارس الكبير وله فضل كبير في العديد من الإنجازات التي حققها نادي باب سويقة في السنوات الأخيرة وصحيح أيضا أن وسيم القروي حارس شاب وواعد وصاحب إمكانيات كبيرة تجعله قادرا على طمأنة الترجيين على مستقبل حراسة المرمى لفريقهم لكن الثابت والأكيد كذلك أن وجود حارس آخر مع هذا الثنائي أمر ضروري في فريق كبير يطمح إلى التتويجات ولا يمكن بالتالي أن يترك أي شيء للصدفة. لا نذيع سرا حين نقول أن المسؤولين والإطار الفني فكروا في الموضوع وحسموا أمرهم بقرار انتداب حارس مرمى جديد لكن الإختيار هو الذي سيحدد النجاح في هذا الملف من عدمه لأن المركز صعب جدا ولا يمكن لحارس عادي أن يوفق في المهمة في فريق مثل الترجي الرياضي وهذا ما يجب أن يدخل في حسابات المسؤولين والمدرب عند تحديد الإسم الذي سيحل مستقبلا بمركب حسان بالخوجة. لكن لا تنسوا هذه الأسماء الأسماء التي ذكرناها والتي تجعل المجموعة الترجية الحالية طيبة عموما لم تقدم كلها الدور المطلوب منها بل إن بعض اللاعبين ملزمون بتدارك وضعهم وتطوير آدائهم وبالتالي إضافتهم للفريق ، أبرز هؤلاء هو آدم الرجايبي الذي يعد من أكثر الصفقات قيمة في الميركاتو الصيفي المنقضي وكانت بالتالي الإنتظارات كبيرة في شأنه لكنه لم ينجح إلى حد الآن في الظهور بالمستوى الأدنى المطلوب وهذا ما جعله يفقد مكانه كأساسي وهذا طبيعي جدا ومفهوم إلى حد كبير بحكم المنافسة الموجودة وحرص المدرب عمار السويح على منح الفرصة للأجدر. في المقابل هناك لاعبون خارجون اليوم من التركيبة الأساسية لكنهم يملكون المؤهلات التي تسمح لهم بالدخول مستقبلا في حسابات الإطار الفني وبالتالي الإنضمام تدريجيا إلى التشكيلة المثالية وهم هيثم الجويني وعلي العابدي والياس الجلاصي وغيلان الشعلالي وجميعهم دوليون في المنتخب الأولمبي ويتأهبون إلى التألق في نهائيات كأس إفريقيا ويملكون خاصة قابلية كبيرة جدا للتطوّر بالنظر إلى صغر سنهم ويشكلون بدون منازع الركائز والآمال المستقبلية لمجموعة الأكابر.