تحقيق: عبد المجيد الجبيلي خلفت زيارة الوفد الحكومي الذي قاده يوم الخميس الفارط رئيس الحكومة الحبيب الصيد الى ولاية القيروان ردود فعل مختلفة ومتباينة لدى أهالي وسكان الجهة الذين لم يقتنعوا بالقرارت التي تم الإعلان عنها لدفع التنمية بالجهة ورأوا أنها «مشاريع ذر الرماد على العيون لا تغني ولا تسمن من جوع» بل وذهب شق آخر منهم الى حد القول بانها مشاريع برمجت في عهد النظام السابق وظلت معطلة الى يوم الناس هذا وتم تفعيلها لا غير وان هذه الزيارة ( التي تأجلت اكثر من مرة ) لم تأت بالجديد وكانت «زيارة مجاملة لا غير». مما دفع بالبعض الى الحديث عن حالة من التململ والاحتقان خاصة في أوساط الشباب. «التونسية» تحدثت الى عدد من أهالي مدينة القيروان عن هذه الزيارة فكان الريبورتاج التالي: حمادي الوهايبي: تمنيت.. ولكن « حضرت المجلس الوزاري المخصص للقيروان بحضور عدد من الوزراء وأطياف المجتمع المدني بالقيروان ولم أتدخل لاني دعيت بصفتي الادارية ولم يطلب مني التدخل وبعد 4 ساعات استنتجت ان المدير الجهوي للتنمية عرض بالاحصائيات الواقع التنموي بالجهة و فيما شخّص الوالى مشاكل القيروان بدقة وأتى على كل النقائص وفي كل الميادين أمّا نواب الشعب فقد كرّروا مقتطفات من تقرير الوالي فيما كان تدخل نائب «الجبهة الشعبية» بعيدا كل البعد عن أطروحات «الجبهة» بينما تعامل نواب «النداء» مع الموضوع بمنطق «وليدها وربيبها» وكان نواب «النهضة» قريبين من الاقتناع . نائب «الوطني الحر» كان مقنعا ونائبة «العريضة» غائبة كحزبها وكنت اتمنى من الاعضاء النواب ان يتركوا ويفسحوا المجال للمواطنين والمسؤولين الجهويين ليتحدثوا عن الوضع في القيروان عوضا عنهم باعتبارهم سبق لهم أن تقابلوا وتحدثوا في المجلس وكان من المفروض ان ينصتوا فقط . تمنيت كذلك لو لم يتدخل بعد الوالي أحد وأن تتمّ مطالبة أعضاء الحكومة بأجوبة واضحة لان اجابات رئيس الحكومة غير مقنعة ولم ترتق لانتظارات المواطنين رغم صراحته وشفافيته. وتتلخص مشاكل الجهة في الفلاحة ( ربط السدود بمياه الشمال وطرح ديون صغار الفلاحين وانشاء وحدات صناعية تحويلية في كل معتمدية حسب انتاجها ومقاومة ظاهرة سرقة المواشي). أما في التجهيز فالمطلوب طريق سيارة مع النفيضة وطريق سيارة مع سوسة وسكة حديدية مع النفيضة وتطوير شبكة المسالك الفلاحية وتهيئة المناطق الصناعية في المعتمديات. وفي الثقافة ينتظر الأهالى بناء مركز للفنون الدرامية بالفسقية وبناء مقر للمندوبية الجهوية للثقافة وبناء مسرح للهواء الطلق وبناء داريْ ثقافة في بوحجلة والوسلاتية وتخصيص اعتمادات للمهرجانات الدولية وفي التعليم يطمح المواطنون الى تقسيم الادارة الجهوية واحداث كليات للفلاحة والهندسة والطب وفي ميدان الشباب والرياضة يريدون انشاء مسبح في كل معتمدية وقاعات مغطات وتهيئة ملعب العواني والاعتناء بمحيطه وايجاد تمويلات ذاتية لفريق الشبيبة ثم بعث نواد شبابية في الأرياف. وفي السياحة تهيئة المنطقة السياحية وتحويل متحف رقادة الى وسط المدينة والتشجيع على بعث وحدات سياحية في المدينة العتيقة ورفع القيود عن بيع الكحول ومقاومة بيعها خلسة ثم التشجيع على السياحة البيئية. وفي الشؤون الدينية يحلم الأهالي ببعث كليةللشريعة وتطوير معهد الخطابة ودار القرآن وجعلها مركز بحث. وفي الختام أتمنى أن ينظم لقاء مع كل وزير على حده. عادل النقاطي: لن نرضى بالفتات « مقارنة بما قدمه لولاية سيدي بوزيد يبدو ان السيد رئيس الحكومة قدم الفتات للقيروانيين الذين انتظروا الكثير من هذه الزيارة ورغم بعض المشاريع التي يبدو انها لن تنطلق قريبا لغياب الدراسات فإنه يمكن القول أنها كانت أفرغ من فؤاد أم موسى. لان مشاريع الماء الصالح للشرب مثلا لا يمكن القول انها مشاريع تنموية لانها حق شرعي حُرم منه السكان وعُطشوا لسنوات، ومشروع المستشفى معطل منذ 5 سنوات ومشروع الفسقية اعلن عنه منذ عهد الرئيس الفار بن علي. هناك تململ شبابي في القيروان وحالة من الغليان ستؤدي ربما الى بعض الانفلاتات قريبا ان لم تتدارك الحكومة أمرها». سعيدة الجلاصي: لا جديد « رئيس الحكومة لم يأت بالجديد وخطابه لم يرتق البتّة الى مستوى انتظارات القيروانيين وكان الأجدى ان يبقى في مكتبه ويصدر القرارات التي تم الاعلان عنها. الصيد وقف حيث لقنوه ما هو موجود مثل موضوع المستشفى الجامعي الذي نفخوا بيه رؤوسنا بالاضافة الى المشاريع الاخرى التي قال عنها انها مشاريع قرارات لا غير وستنطلق بعد دراستها ربما في سنة 2017 بعد حلحلة المشاكل العقارية الغير قادرين على حلّها أصلا. وبالتالي ومع الاسف فانني لم اسجل اي قرار جريء وهو نفس الكلام الذي سمعناه من سنوات 2012 او 2013 . ان الحديث عن مضاعفة طريق سوسةالقيروان بالخرسانة الاسفلتية يعد قرار مهزلة في حق اهالي الجهة. وهنا أتسائل عن سرّ مشروع السكة الحديدية الرابط بين القيروانوالنفيضة الذي لم يتم الى حدّ الآن الحسم فيه بشكل نهائي. كما اتسائل عن جدوى ومغزي احداث معتمديتين لمنزل المهيري وعين جلولة باعتبارهما لا تمثلان أولوية. وكان الاجدى بهم ان يسرعوا في انجاز محكمة استئناف في القيروان...فحتى مكافحة ظاهرة الانتحار قال انه سيعمل على اعداد دراسة لها بدون ان يقدم التفاصيل. ضياء الدين الخشين: مشاريع معطّلة « لا جديد يذكر في هذه الزيارة التي اداها رئيس الحكومة الى الولاية رفقة وفد وزاري هام فاطلع على تقدم انجاز عدد من المشاريع التنموية المعطلة بالجهة منها الطريق الرابطة بين سوسةوالقيروان والمستشفى الجامعي وتهيئة الفسقية والمنطقة الصناعية السبيخة 2 والوقوف امام المشاريع المعطلة منذ سنوات. كما ان احداث معتمديتين جديدتين بكل من منزل المهيري وجلولة سيثقل كاهل الولاية في الوقت الحاضر لكن ذلك يدخل في اطار الاعداد الى تقسيم الولاية في المستقبل.. يبقى الامل قائما والسؤوال مطروحا, هل تستطيع الولاية التقدم بمشاريع معطلة في السنة القادمة؟ وخاصة الطريق السريعة بين سوسةوالقيروان وكذلك المستشفى الجامعي الذي ظل حلم في ربوع الوسط لتخفيف معاناة المرضى الذين لم يعد لهم مكان في زحام وصفوف الانتظار والمواعيد البعيدة بمستشفيي سهول وحشاد»؟. عبد الرحمان الخراط: « حسب رأي القرارات التي أعلن عنها رئيس الحكومة لا ترتقي الى مكانة القيروان, وأرجوا أن تتدارك الحكومة الموضوع في غضون أيام والاعلان عن قرارات أخرى». الحبيب الماجري: الخلل ليس في الحكومات المتعاقبة « في الحقيقة كنت اتوقع مثل هذه القرارات حتى قبل قدوم رئيس الحكومة باعتباري دائم الحضور في زيارات مختلف الوزراء الذين قدموا الى القيروان بصفر من المشاريع. والسيد رئيس الحكومة جاء بمشاريع قديمة من عهد النظام السابق لكن لم يقع تفعيلها وبالمقارنة مع الولايات الاخرى التي كانت المشاريع فيها بأكثر من ألف مليار فإن نصيب القيروان هو التهميش وذرّ الرماد على العيون... لا شغل ولا تنمية ولا بنية تحتية ومن هذا المنطلق تيقنت أن الخلل ليس في الحكومات المتعاقبة على الحكم وإنما الخلل في أهالي القيروان الذين ظلوا الى يومنا هذا بلا احتجاج على هذا الوضع إلا من رحمة ربك . نحن لا نستجدي فحق القيروان في التنمية استحقاق وسنتحرك ان شاء الله بعد ان نفد صبرنا». حمدة الوحيشي: « تعتبر القرارات التي أعلن عنها رئيس الحكومة لدى زيارته الأخيرة إلى القيروان هامة وتستجيب بصفة عامة للمطالب المتعددة غير أن ذلك لم ينتزع رضا الشباب من حاملي الشهائد العليا وغيرهم من العاطلين الذين يعانون من الخصاصة خاصة إذا تمت المقارنة مع ولايات أخرى, لهذا يجب الإسراع بتفعيل القرارات المعلن عنها حتى تتعزز الثقة بين الحكومة والأهالي في القيروان».