بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كريم شريط (مدير المهرجان الدّولي للواحات بتوزر)ل«التونسية»:السياحة في توزر مهدّدة بالانقراض
نشر في التونسية يوم 28 - 12 - 2015


قرارات رئيس الحكومة جريئة ولكنّها غير كافية
حاورته خولة الزتايقي
على إثر مواكبتها فعاليات الدورة 37 من المهرجان الدولي للواحات بتوزر، التقت «التونسية» رجل الأعمال ومدير المهرجان كريم شريط، وهو أصيل منطقة توزر، الذي قدم لنا برمجة المهرجان وضيوفه. كما تحدث شريط عن المشاكل والصعوبات التي اعترضتهم أثناء التنظيم، وشواغل أهالي المنطقة عموما. كريم شريط ركّز في اللقاء الذي جمعنا به على الأخطار التي تهدّد قطاع السياحة بالجهة، خاصة بعد أن تم الإعلان عن نية غلق نزلين من أشهر النزل في المنطقة في شهر جانفي القادم، كما أبدى رأيه في القرارات الأخيرة التي أتخذها رئيس الحكومة لدفع التنمية بالجهة.
وفي ما يلي نص الحوار.
لو تقدم لنا المهرجان الدولي للواحات، وأبرز العروض التي قدمتموها في هذه التظاهرة؟
مهرجان توزر الدولي للواحات تظاهرة تقام سنويا وتشمل عدّة أنشطة، ترتكزّ أساسا على إبراز مختلف جوانب الحياة الواحية والصحراوية والتقاليد التي يتميز بها ساكن هذه المنطقة. طبعا هذه التظاهرة الثقافية والسياحية والتنموية هامة جدا، وهي تهدف إلى تنمية الجهة وتجميل المدينة وتقديم الجديد في كل دورة على غرار برنامج الإضاءة الذي انطلق منذ الدورة المنقضية حيث تم انجاز نافورة الأضواء، كما شملت هذه العملية مآذن المساجد ، وضيعات ومسالك من الواحة القديمة في هذه الدورة، وقد أعدت اللجنة (أجري هذا الحوار قبل اختتام المهرجان ليلة أمس) برنامجا ثريا ومتنوعا تم التركيز فيه بالخصوص على الجانب الموسيقي قصد ترسيخ التوجهات الفنية للمهرجان، حيث تمت برمجة مشاركة العديد من الفرق العالمية من فرنسا وبلجيكا و ليبيا والجزائر، اضافة الى العديد من الفقرات الخاصة بالفنون التشكيلية و المسرح، والتي ستشتمل على الورشات المفتوحة ضمن برنامج متكامل بعنوان «على ضفاف الواحة»، إضافة إلى مجموعة «حس» للثنائي لبنى نعمان ومهدي شقرون في عرض «كان يا مكان» ومجموعة «خنافس» و مجموعة برقو08 و«امران تيري» الليبية وعرض للفنان العروسي الزبيدي، كذلك مجموعات موسيقية من البوب والريقي والجاز والروك والراي، على غرار مجموعة «زنزانا»، وتقديم معارض الفنون التشكيلية ومنتوجات الصناعات التقليدية والحرف اليدوية، وأمسيات الشعر الشعبي، وغيرها من العروض التي تعكس أوجه الحياة اليومية بجهة الجريد، وما تتميز به من موروث ثقافي وحضاري وتاريخي ثري ومتنوع، يجسد تعاقب الأزمنة والحضارات على هذه المناطق الضاربة في القدم. كما تم تنظيم عروض مسائية داخل الواحة قرب وادي «القرهمان» للفنانات مريم، سليمة، أمال الشريف وميرا، كما قدمنا عروضا يومية لمسرحيات مخصصة للأطفال، وأنشأنا ورشات لتعليم الأطفال كيفية صنع الدمى المتحركة.
ما هي الاستعدادات التي اتخذتموها في هذه الدورة؟
منذ انقضاء الدورة الفارطة للمهرجان، اتخذنا جملة من التدابير والاستعدادات بعد تجربة السنة الماضية، بمعية كافة أعضاء الهيئة المديرة وبعض أحباء الجهة من المختصين في مختلف فقرات برنامج المهرجان، على غرار أوجه المقارنة مع مهرجانات أخرى غربية وأوروبية وإفريقية، واتخذنا محاور محددة على مستوى جمالية المدينة وإبرازها في ثوب جديد من خلال ضبط برنامج يجعل من توزر مدينة الأنوار.
كما قمنا بضبط برنامج لتنشيط الشوارع والأحياء والساحات العامة، موزعة على أغلبية مناطق الجهة، كما هيئنا فضاءات ترفيهية في المناطق الواحية المتاخمة للأحياء السكنية، من خلال تحويلها إلى مواقع ترفيهية للعائلات، وتفعيل الفرق الطرقية والصوفية (الحضرة والزردة) المعروفة في الجهة، بعد أن دعمناها بمختلف الآلات الموسيقية والأزياء المناسبة للتظاهرة. واخترنا لهذه المناسبة مجموعة من العروض الفنية والموسيقية لفرق وطنية ودولية معروفة، والتي ستقدم في الشوارع والفضاءات العامة المخصصة للغرض على مدار 12 ساعة، انطلاقا من يوم 24 إلى غاية يوم 27 ديسمبر الجاري.
ما هي المعايير التي اعتمدتموها في اختياركم للفرق والعروض الفنية التي ستقدم خلال المهرجان؟
طبعا المعيار الأساسي الذي اعتمدناه في اختيار العروض التي ستقدم خلال المهرجان الدولي للواحات بتوزر هو إستئناسنا بالتجارب المقارنة، حيث أننا عاينا مهرجانات أخرى، وقد واكبت شخصيا العديد من التظاهرات بدول عربية، وإفريقية و أوروبية التي لها قاسم مشترك بجهة الجريد، ولعل أبرزها أوجه التشابه في العادات والتقاليد والمقومات السياحية والثقافية، فضلا عن تكوين لجنة فنية برئاسة المخرج السينمائي والمسرحي عبد الواحد مبروك تولت ضبط المقاييس والمعايير ونوعية الموسيقى والأغاني المقدمة من خلال القيام بإعلان طلب عروض إلكتروني يقتضي تقديم عروض موسيقية تراثية متطورة ومواكبة لتطلعات شباب المنطقة تم على إثره اختيار الفرق المناسبة بعد أن شاهدنا ما قدمت لنا من ومضات عن أعمالها الفنية وبعد الاستفادة طبعا من التجارب الناجحة التي واكبناها، حيث أخذنا بعين الاعتبار النقائص التي شهدتها تلك التظاهرات، وحاولنا تفاديها، كما قمنا بتعزيز أعمال الهيئة المديرة للمهرجان بوضع مكتب للاتصال تولى مسؤولية الإشهار والتعريف بالمنطقة والتواصل مع الإعلاميين والصحافيين.
بالعودة إلى الاستعدادات، شهدت البلاد مؤخرا موجة من التهديدات، خاصة مع تغلغل الإرهاب ووصوله إلى العاصمة، ناهيك عن المناطق الداخلية والحدودية، كيف كانت استعدادتكم على المستوى الأمني؟
دون شك، وضعنا استراتيجية عمل من خلال التنسيق اليومي والفوري مع السلط المعنية الممثلة في شخص والي توزر وكل من رئيس منطقة الحرس الوطني ورئيس الأمن العمومي وكافة الإطارات الأمنية، دون أن ننسى المجهود العظيم الذي يقوم به الجيش الوطني التونسي، وطبعا نعول في ذلك على التعاون مع سكان المنطقة والفاعلين في المجتمع المدني، الذين أجدد لهم جزيل الشكر والامتنان.
لكن ألا تعتقدون أن الوضع الأمني الذي تمر به البلاد اليوم يمكن له أن ينعكس سلبا على نسبة المشاركين والحاضرين في المهرجان؟
إن ما شهدناه في المنطقة منذ 14 جانفي 2011 يجعل ثقتنا كبيرة في المؤسستين الأمنية والعسكرية لتجاوز كل المحن، فما بالك بتأمين مختلف فقرات برنامج المهرجان وبعث روح الطمأنينة في نفوس جمهوره، وما أريد أن أذكر به أن الوضع الأمني المهتز ليس في تونس فقط، وإنما هو مشكل تعاني منه جل دول العالم، على غرار باريس والجميع يتذكر الهجمات الإرهابية الأخيرة التي وقعت فيها، الاضطرابات التي تشهدها مصر، الحروب الأهلية في ليبيا وسوريا واليمن وغيرها، وتبقى تونس آمنة مقارنة بالدول الأخرى.
هل تلقيتم الدعم من أطراف معيّنة؟ما هي الجهات التي دعمت المهرجان؟
لا يخفى على الجميع أن المهرجان الدولي للواحات في دورته الحالية تطور تدريجيا نحو الأفضل بسبب النقلة النوعية لبرنامج المهرجان وما قامت به وزارتا السياحة والثقافة من ترفيع في الدعم المادي والمعنوي للمهرجان، حيث خصصت وزارة السياحة مبلغا قدره 250 ألف دينار فيما خصصت وزارة الثقافة مبلغ 65 ألف دينار إلى جانب دعم عدد قليل من المستشهرين، كما تلقينا مساعدة على مستوى الإحاطة الفنية من طرف غرفة «تنمية السياحة الواحية والصحراوية»، خاصة المجهودات المبذولة من طرف نبيل القاسمي، وبعض محبي وأبناء الجهة، ورغم ذلك فإننا في حاجة إلى مزيد من الدعم لتحقيق طموحاتنا وبرامجنا وأهدافنا وتصوراتنا لهذا المهرجان.
ما الذي يميّز هذه الدورة عن الدورات السابقة؟
أبرز ما يميز هذه الدورة عن سابقتها هو خروج الهيئة الحالية من البرامج المستنسخة طوال ال35 دورة السابقة التي حققت نجاحا نسبيا، والارتقاء بالدورتين السابقة والحالية إلى مرتبة العمل المحترف والمواكب للتطورات التي شهدتها المهرجانات الأخرى.
هل يعني ذلك أن الدورات السابقة لم تكن في مستوى الاحتراف المطلوب؟
طبيعي جدا، نظرا لضعف الاعتمادات والإمكانات التي خصصت لها، وعزوف جمهور المهرجان عن مواكبة نفس الصورة.
هل حققت فعاليات المهرجان تطلعاتكم؟ وكيف كان انطباع الجمهور الحاضر؟
أعتقد أننا كنا موفقين في اختياراتنا بمختلف فقرات المهرجان، وقد ساهمنا بشكل كبير وواضح في دفع عجلة الحركة السياحية بالجهة من خلال توافد أعداد متزايدة مقارنة بالسنوات الماضية، وشاهدنا فرحة وبهجة أبناء الجهة وزوارها بشكل واضح لا يخفى على أحد وهو ما تؤكده مختلف وسائل الإعلام السمعية والبصرية والمكتوبة التي واكبت المهرجان منذ يوم انطلاقه، رغم تزامنه مع المهرجان الدولي للصحراء بدوز.
ما هي الصعوبات التي اعترضتكم خلال الدورة؟
كان الأمل أن نؤثث فقرات برنامج المهرجان باعتمادات لا تقل عن مليون دينار، ولكن للأسف اضطرنا حجم الاعتمادات الذي ذكرناها سابقا إلى تقليص البرنامج، كذلك كنا نصبو إلى مزيد تكثيف حملات النظافة وتحسين الواجهات ودهن حواشي الأرصفة وإصلاح الحفر بالطرقات وتزريب المسالك السياحية للواحات، وتعهد وصيانة التنوير العمومي ورفع الأتربة من حواشي الطرقات، إلا أن الضرورة حالت دون تحقيق البعض من ذلك.
لاحظنا أثناء مواكبتنا فعاليات المهرجان توافد عدد كبير من السياح، مما أحيى الحركة التجارية في المنطقة، وجعل النزل ممتلئة بنسبة مائة بالمائة، إلا أن السكان وخاصة التجار يشتكون من الوضع الكارثي للسياحة بتوزر بقية أيام العام؟
فعلا لقائل أن يقول إن الحركة السياحية مكثفة خلال هذا الشهر وأن النزل ممتلئة بنسبة مائة بالمائة، وأن الفرحة ظاهرة على سكان المنطقة، ولكن لا ننسى أن ذلك جزء من كل، باعتبار أحقية تخوفات أهالي المنطقة من القادم، إسوة بالسنوات الماضية وذلك لتراجع منسوب السياحة الداخلية والخارجية وانعدامها شبه الكلي خلال بقية أشهر السنة، إلا بأعداد متفاوتة خلال عطلتي الربيع والشتاء، وعدم وجود إستراتيجية واضحة لمستقبل السياحة الصحراوية والواحية من طرف أصحاب القرار وارتهانها بسياحة العبور رغم ما يزخر به الشريط الجنوبي الشرقي والغربي من معالم ومكونات ومناخ ومواقع سياحية وثقافية وإيكولوجية (السياحة البيئية)، مما أدى إلى تراجع عدد الليالي المقضاة بالنزل خلال ال10 سنوات الأخيرة، خاصة من سنة 2011 إلى سنة 2015، مما أدى إلى غلق حوالي 17 نزلا من مختلف الأصناف وإفلاس العديد من وكالات أسفار السيارات رباعية الدفع، وشلل أغلب المنتزهات والمراكز الترفيهية وعزوف العديد من المستثمرين في مجال السياحة الصحية والثقافية والبيئية، الذين عبروا عن رغبتهم في الاستثمار خلال السنوات الماضية، فضلا عن فقدان العديد من الأشخاص موارد رزقهم المتأتية من الصناعات التقليدية والحرفية وغيرها.
قلتم إن أغلب المنتزهات والمراكز الترفيهية في حالة شلل تام، في المقابل كل منتزهات دار شريط تشهد حركية مكثفة، وإقبالا كبيرا من الزوار؟
كنت أتوقع هذا السؤال، ولكن ها أنا أؤكد مرة أخرى أن تجذر انتمائي العائلي لهذه المنطقة ووطنيتي، دفعاني الى المحافظة على نشاط منتزهات دار شريط خلال السنوات الأخيرة رغم ما تعرضنا له من صعوبات، ناهيك حالة الإتلاف والحرق التي طالت «المتحف» و«دار زمان» و«مدينة الأحلام» بدار شريط، كذلك النزل ومنتزه «الشاق واق» عقب 14 جانفي 2011، وما تكبدناه من خسائر فادحة وما تطلبته من اعتمادات لإعادة التعهد والصيانة. وأنا أؤكد في هذه المناسبة أن مداخيل المشاريع المذكورة أعلاه لا تغطي جزءا من المصاريف، باحتساب كامل السنة، وليس النشاط الظرفي، بل إنها لا تغطي مصاريف استهلاك الماء والكهرباء والإنترنات والصيانة اليومية.
هل كان لليد العاملة في هذه المنطقة نصيب في مجال التشغيل أم لا؟
أؤكد أنه رغم إيماني بأن الأحقية في التشغيل هي من حق الكفاءات والمتميزين في اختصاصاتهم بغض النظر عن مسقط رأسهم، فإن عملة كل مشاريعنا في المنطقة هم من أبناء المنطقة، بل فيهم عدد كبير من القارين والقليل من الظرفيين، ولا يفوتني في هذا الصدد أن أذكر بأنني بمعية الهيئة المديرة للمهرجان الدولي للواحات قمنا بتشغيل 1000 شاب وشابة من أبناء وبنات المنطقة، بمختلف المراحل التحضيرية والتنفيذية للمهرجان.
ما هو تقييمك للقرارات الأخيرة التي أعلن عنها رئيس الحكومة بمناسبة زيارته إلى توزر، والتي تزامنت مع المهرجان الدولي للواحات؟
لقد نالنا شرف حضور رئيس الحكومة الحبيب الصيد والوفد الوزاري المرافق له سهرة اليوم الثاني من المهرجان الدولي للواحات بتوزر، وقد نلت أنا وفريق العمل شرف هذه الزيارة، وقد شجعنا رئيس الحكومة، ووزيرتا الثقافة والسياحة واعدا إيانا بمزيد دعمنا ومساندتنا في أعمالنا المستقبلية، وامتننا للقرارات التي أعلن عنها لفائدة الجهة، غير أننا نؤكد مرة أخرى أن جهتنا في حاجة ماسة إلى لفتة أكبر، كما نحن في حاجة إلى قرارات جريئة مثل اتخاذ حلول عاجلة لتصفية وضعية الأراضي الاشتراكية لمجموعة أولاد سيدي عبيد، وتحويل مركز بحوث النخيل بدقاش إلى كلية لعلوم الواحات، وتمكين أحد المستثمرين من التراخيص اللازمة لإنجاز كلية لعلوم الصحة تسند شهادة علمية فرنسية. كما نحن في حاجة إلى حلول مناسبة وعاجلة للنزل المغلقة أو التي في طريقها إلى الإغلاق حتى لا تكون أوضاعها كوضعية نزل «صحراء بلاص» في نفطة وإنقاذ أصحابها من الإفلاس، كأن يتم تنظيم تظاهرات سياحية ترفيهية ثقافية أو رياضية كل شهر، والاستغلال الأمثل لموقع تصوير فيلم «حرب النجوم» خاصة بعد حصول عدد من الجمعيات في توزر على حق البث ، وبعد انتشار الفيلم عالميا، وجعله دافعا لاستقطاب السياح وتنشيط السياحة الداخلية والخارجية، خاصة بعد إقرار رحلات يومية بين تونس وتوزر، وإرجاع خط باريس توزر.
كذلك وجب علينا استغلال الملح بشط الجريد وتحويل المستشفى الجهوي بتوزر إلى مستشفى جامعي وتعزيز كل من المستشفى المحلي بنفطة والمستشفى المحلي بدقاش بالإطارات الطبية وشبه الطبية المختصة، كما أنه من الضروري إحداث منطقة للتبادل التجاري الحر بالمنطقة الحدودية «حزوة»، والإسراع بإحداث بلدية ثانية بمدينة توزر.
كلمة الختام؟
أؤكد على أهمية الدور الفاعل للمهرجان الدولي للواحات بتوزر، باعتباره أحد الركائز الأساسية في إنقاذ القطاع السياحي بالجهة، وأشدد على ضرورة دعم كل من مهرجان «الشلالات بتمغزة» ومهرجان «الخيام بحزوة» بالاعتمادات الكافية، حتى يكونا ركيزتين آخريين لدفع عجلة الاستثمار السياحي، إلى جانب تنظيم تظاهرات بصفة شهرية لما تحتويه المنطقة من معالم ومواقع ومقومات تاريخية ثقافية أثرية ثرية ضاربة في التاريخ، من خلال العمل التشاركي بين سلطة الإشراف والمجتمع المدني وأهل الاختصاص، وذلك تفاديا للوضع المتردي خلال أغلبية أيام السنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.