رغم كل الجهود التي بذلت إلى حد هذه الساعة للنهوض بالمنظومة الصحية و خاصة فيما يتعلق بطب الاختصاص فإن الطريق مازال طويلا و يتطلب جهودا استثنائية بحكم حساسية هذا الملف الذي شكل لسنوات طويلة تحديا كبيرا تحول إلى شبه الرهان الذي يجب كسبه بالنسبة لوزارة الصحة خصوصا في هذه السنة التي شهدت في الآونة جدلا واسعا شابه في الكثير من الأحيان بعض اللغط والمغالطات . وفي إطار حرص الوزارة على دعم طب الإختصاص و خصوصا في الجهات ذات الأولوية ، عقد السيد سعيد العايدي وزير الصحة أول أمس بمقر الوزارة ندوة صحفية كشف خلالها عن مضمون برنامج متكامل لدعم طب الإختصاص بالعديد من المناطق التي هي الان في أمس الحاجة لخدمات صحية أكثر من غيرها. وحضر الندوة الصحفية كل من الدكتورة سمر صمود مستشارة الوزير و السيده حنان عرفة المديرة العامة للمصالح المشتركة و الدكتور الهادي خيري رئيس مجمع طب النساء و التوليد ،وقد أعلن العايدي عن حزمة من الإجراءات في هذا المجال حيث تم سن أحكام استثنائية بشان إبرام اتفاقيات لدعم طب الإختصاص في الجهات ذات أولوية من صنف أ ستغطي 13 مستشفى وهي جندوبة و طبرقة و الكاف و سيدي بوزيد و القصرين و توزر ونفطة و قفصة و المتلوي و قبلي و مدنين و بن قردان و تطاوين ، أما الجهات ذات أولوية من صنف ب وهي باجة و سليانة و القيروان و وزغوان و قابس و جرجيس و جربة و قرقنة و منزل بورقيبة و منزل تميم . وأوضح وزير الصحة أنه تم تحديد شروط ومدة العمل المطلوبة من أطباء الإختصاص في أمراض النساء و التوليد و طب الأطفال و الجراحة العامة و جراحة العظام و التحذير و الإنعاش و التصوير الطبي مضيفا أن ميزانية ملف طب الاختصاص تم رصد ميزانية هامة تقدر بحوالي 26 مليار و ذلك بالتنسيق مع وزارة المالية و بتنسيق خاص مع الديوان الوطني للأسرة و العمران البشري الذي سيسهر على متابعة سير هذه العملية و سيشرف على خلاص أتعاب الأطباء المتعاقدين . وذكر السيد وزير الصحة في اللقاء الإعلامي أنه سيتم تنفيذ هذا البنامج وفق خارطة صحية وضعت جدولا دقيقا للنقائص و الأولويات و هذا مع تأكيده على استمرارية تواجد أطباء الإختصاص في مركز عملهم على امتداد كامل ساعات اليوم ،منوها بدور الإطباء التونسيين في الإرتقاء بالمنظومة الصحية ومشيدا بتضحياتهم الكبيرة مؤكدا على ان الوزارة تعول عليهم كثيرا في نجاح برنامج دعم طب الإختصاص الذي سينطلق عمليا في بداية العام الجديد و تحديدا يوم 4 جانفي القادم و ذلك في جهات تطاوين و قبلي و القصرين و الكاف على أن يتم تعميمه لاحقا في آجال قريبة على بقية الجهات المعنية . كما أوضح الوزير إن اصلاح المنظومة الصحية بشكل عميق يتطلب بعض السنوات من العمل و الصبر و المثابرة لأنه ليس في حيز زمني قصير يتم النهوض بواحد من أكبر و أعقد القطاعات . وفي مداخلتها عرجت الدكتورة سمر صمود على أن الملف سيتم متابعته ميدانيا من قبل الوزارة و أن التجاوب من أطباء الاختصاص كان في المستوى المأمول أما الدكتور الهادي خيري فقد أكد أن الإنتقادات التي توجهت مؤخرا لأطباء الإختصاص لم تكن في محلها و مردود على أصحابها الذين الذين لا يريدون نجاح المنظومة الصحية في حين اختتمت السيدة حنان عرفة الجلسة بمداخلة بينت فيها أن الإعتمادات المخصصة لطب الإختصاص في المرحلة الأولى جاهزة و أن كل الآمال معلقة على نجاح هذا البرنامج . بدرالدين الجبنياني