تعاني بلادنا منذ حوالي شهرين من انحباس الأمطار إذ لم يعرف شهر ديسمبر المعروف بأنه شهر الأمطار إلا تهاطل النّزر القليل من الغيث فيما تراوحت معدلات الحرارة خلاله بين 18 و20 درجة مما سيؤثر حتما على القطاع الفلاحي وبصفة أدق على موسم الزراعات الكبرى العمود الفقري للفلاحة التونسية. ووفق مشروع الميزان الاقتصادي فإنّ القيمة المضافة لقطاع الفلاحة والصيد البحري ستكون في حدود 1 بالمائة في سنة 2016 مقابل 6.2 بالمائة سنة 2015 بما يعني أنّ القطاع الفلاحي سيعرف وللموسم الثاني على التوالي صعوبات في النمو وبالتالي انخفاض مساهمته في نمو الاقتصاد الوطني. وحسب الخبراء الاقتصاديين فإنّ تجميع 10 ملايين قنطار من الحبوب يساهم بنقطة واحدة في نسبة نمو الاقتصاد الوطني وهو ما لم يتحقق الموسم المنقضي ومن الصعب أن يتحقق هذا الموسم بسبب تواصل انحباس الأمطار. وحول تأثير انحباس الغيث على الزراعات الكبرى، قال مصدر فلاحي أنّ الوضع الراهن مقلق ويبعث على الانشغال وانه إذا تواصل غياب الأمطار في الفترة القادمة فان الوضع قد يكون صعبا وغير مطمئن على مصير صابة الحبوب للموسم الفلاحي 2015 / 2016. وأفاد مصدرنا أن نقص المخزون المائي في التربة تراوح بين 40 و60 مليمترا ممّا يعني أن التربة تشكو من نقص في الماء والرطوبة مع ما يثير ذلك من حيرة في صفوف المزارعين. ولفت محدثنا إلى أنّ تواصل انحباس الأمطار يعني تضرّر الصابة انطلاقا من تواضع المحصول مرورا بجودة الحبوب ووصولا إلى تراجع العائدات المالية للفلاحين مقابل الكلفة الباهظة . ورغم قطرات الأمطار التي نزلت مع مطلع العام الجاري فإنها تبقى غير كافية لمواصلة القيام بالأعمال الفلاحية اللازمة لا سيما المداواة بالأمونيتر وقلع الأعشاب الطفيلية. وبيّن محدثنا أن الوضع يتسم بالترقّب وانتظار نزول كميات محترمة من الأمطار قد تنقذ الموسم الذي تم خلاله بذر حوالي مليون و450 ألف هكتار منها 800 ألف هكتار في الشمال الغربي. وللإشارة فإنّ تونس في الموسم الفارط (2014 / 2015) أنتجت 13 مليون قنطار من الحبوب وجمعت 7 ملايين قنطار مقابل صابة بنحو 23 مليون قنطار وتجميع 13 مليون قنطار في موسم 2013 / 2014 .