التونسية(تونس) التشوهات الخلقية بالأطراف لدى الرضع أمر صادم بالنسبة للأولياء يحوّل سعادة قدوم المولود إلى مرارة مع تفكير الأولياء في طرق علاج رضيعهم وفي تواصل تعايشه مع الإعاقة والتشوه طيلة حياته وأيضا في ما سيكلف ذلك العائلة من مصاريف علاجية جد باهظة, مما يصيب بعضهم أحيانا بالانهيار والمرض النفسي. الطبيب التونسي المختص في العلاج الطبيعي وتقويم الأعضاء فرج الميلي اخترع منذ سنة 2008 طريقة ناجعة لعلاج الأقدام المعكوفة أوالملتوية وتشوهات العضام في وقت قصير عند الرضع ,دون اللجوء إلى الطريقة التقليدية كالجبس والعمليات التي تعتبر جد مكلفة ومؤلمة للرضيع ,وهي طريقة فريدة من نوعها ولا وجود لمثيل لها في العالم ككل. وأكد الدكتور ل« التونسية» أنه تحصل على جائزة المخترعين التونسيين بفضل هذا الاكتشاف ,مبينا أن الطريقة العلاجية التي اخترعها لا يجب أن يقوم بها إلا أخصائي في العلاج الطبيعي لأنها جد حساسة وتتطلب معرفة وطرق لمس دقيقة للأطراف التي تحتوى على تشوهات دون أن يخلف ذلك تأثيرات سلبية على نموالعظم مستقبلا . وبين الميلي أن إرجاع 26 عظما إلى مكانه الطبيعي يتطلب دراسة, وأن ذلك يعدّ كطريقة ميكانيكية لإعادة كل عظم دون اللجوء إلى عمليّة جراحية, وأكد الدكتور أنّه تمكن من معالجة أكثر من 200 حالة . وأضاف محدثنا أن العلاج يكون أكثر نجاعة في حال كان أبكر ومن الأشهر الأولى للولادة ولم لا الأسبوع الأول, وأنه وحسب صعوبة الحالة يتواصل لفترة تتراوح بين شهر وشهرين, وأن حصص العلاج تكون على النحوالتالي: حصّتان في الأسبوع ثم حصة في الأسبوع, وفي ما بعد حصة في كل نصف شهر وبعدها حصة في الشهر حتى يقف الطفل على رجليه ويعود كل عظم لمكانه الأصلي. وأفادنا الدكتور انه يمكن اكتشاف حالات الاعوجاج والتشوه هذه حتى قبل الولادة مؤكدا وجود عدد هام من الحوامل اكتشفن التشوّه لدى الجنين, وبمعرفتهم بالطريقة ونتائجها عدلوا عن عمليات الإجهاض التي قرروا القيام بها, وهناك أخريات ألغين العمليات التي كانت ستجرى على أطفالهم. وأضاف الميلي أن طريقته غير مكلفة بالمرة مقارنة بالطرق التقليدية المعتمدة للعلاج بتكلفة تقدر بعشر ما هو متعارف عليه من تكاليف, مبينا أن الطريقة التي يعتمدها غير موجودة في العالم وأنّه يمكن إن توفرت الإرادة الحقيقية أن يقام مركز عالمي يقبل عليه المرضى من شتى أنحاء العالم للعلاج, كما يمكن أيضا أن تدرّس الطريقة بالجامعات التونسية ليقع الاستفادة منها . وقال الدكتور«بعد الجائزة لم أحظ بالاهتمام المرجومن طرف الدولة, ورغم العروض المتكررة التي تتقدم لي من الخارج وآخرها دعوة صديق ألماني لي بالعبارة التالية «ألمانيا تنتظرك» لكني مع ذلك لم أرغب في المغادرة, ولازلت أرغب في رفع معنويات التونسيين بإصراري على النجاح في بلدي والتأكيد على أن التونسي كالأمريكي والياباني قادر على الاختراع والتمييز والتجديد وتقديم الإضافة». كما بين محدثنا أن اختراعه وبشهادة الجميع يعتبر ثورة في العلاج الطبيعي خاصة أن هذا التشوه الخلقي يصيب قرابة 17 ألف حالة يوميا بالعالم . وشدد الميلي على أهمية أن يجمعه لقاء بوزير الصحة لمزيد التباحث والتحاور بخصوص العمل بهذه الطريقة بصفة أكثر نجاعة كي تعم الفائدة والمعرفة أيضا . وباتصالنا بوزارة الصحة أكدت لنا سمر صمود المستشارة لدى وزير الصحة عدم تدخل وزارتها في البرنامج الدراسي لطلبة كليات الطب مؤكدة أن ذلك يعود بالنظر لوزارة التعليم العالي ,وبينت صمود أن وزارة الصحة يمكن أن تقوم بلجنة تدرس هذه الطريقة المعتمدة في العلاج, وتقدم اقتراح تدريسها للوزارة المعنية بالأمر التي لها أن تقرر في الموضوع. وعن إمكانية لقاء الدكتور الميلي بوزير الصحة سعيد العايدي أكدت لنا صمود أن الدكتور الميلي لم يقدّم طلبا في الغرض, وأنها في إطار التفاعل الايجابي مع الموضوع ستسعى لترتيب موعد له مع الوزير للوصول للنتيجة المرجوة لفائدة تطوير مجال الصحة في تونس.