التونسية (تونس) فيما اعلنت وزارة الداخلية حظر التجوّل بكامل التراب التونسي، عاد أمس الهدوء النسبي إلى بعض الولاياتكالقصرين وسليانة وسيدي بوزيد، التي شهدت اولى التحركات الاحتجاجية للمطالبة بالتشغيل. وفتحت بعض مقرات المعتمديات ابوابها أمام عدد كبير من العاطلين عن العمل الراغبين في تسجيل أسمائهم كما فتحت المؤسسات التربوية أبوابها أمام التلاميذ وذلك بعد ليلة طويلة من الكر والفرحيث تواصلت الاشتباكات والمواجهات الى ساعة متأخرة من الليل، خاصة على مستوى مفترقي حي الزهور وحي النور وفي معتمدية فوسانة. وفي القصرين كوّن عدد من عقلاء الجهة لجنة قيادة وتسيير هدفها توحيد مطالب الجهة وتفويت الفرصة، حسب قولهم، على من يريد التلاعب بالمطالب المشروعة والابتعاد بها عن مسارها الصحيح فيما تجمع عدد آخر من المواطنين بمعتمدية حفوز من ولاية القيروان لحماية الممتلكات العامة والخاصة. ورغم استقرار الاوضاع النسبي والحذر في سيدي بوزيد وزوال حالة الاحتقان التي شهدتها المدينة، شهدت معتمديات ولاية القصرين تواصل اعتصام اصحاب الشهائد المعطلين عن العمل حيث قضوا كامل ليلة أول أمس في مقر المعتمدية ومركز الولاية. اما في معتمدية بوحجلة من ولاية القيروان فقد قام عدد من المنحرفين باقتحام مقر القباضة المالية وأقدموا على تهشيمها وسرقة محتوياتها رغم تدخل الأمن برصاصات في الهواء. كما قامت هذه العناصر بإشعال العجلات المطاطية فيما تدخل عدد من المواطنين وقاموا بمساعدة رجال الأمن خاصة بعد اصابة 5 منهم إصابات بالغة بآلات حادة و سواطير . وتمكنت الوحدات الأمنية بالقيروان من إلقاء القبض على 55 شخصا ممن شاركوا في تخريب وحرق مقر الديوانة بالجهة. في المقابل، دخل امس عدد من المعطلين عن العمل في اعتصام مفتوح داخل مقرّ ولاية المهدية بعد أنّ تمّ نصب خيمة للغرض. ويذكر أنّ عددا من العاملين في الآليتين 20 و16 كانوا احتجوا اول أمس أمام مقر الولاية وقاموا باجتياح الأبواب الخارجية قبل أن يتدخل الأمن ويقوم بتفريقهم باستعمال الغاز المسيل للدموع، مع العلم أنّ بعض العاملين في القطاع السياحي التحقوا صبيحة امس بهذا الاعتصام للمطالبة بحقهم في الشغل. وكان عدد من المحتجين في المدينة قد اقدموا مساء اول أمس على حرق العجلات المطاطية وغلق بعض الطرقات وبثّ الفوضى والرعب في صفوف الأهالي. وحسب مصدر أمني، فإنّه لم يكن للمحتجين، الذين قدرعددهم ب 20 شخصا، وتتراوح أعمارهم بين 17 و 20 سنة من هدف، سوى بثّ الفوضى ومسايرة ما يحدث في بعض المناطق الأخرى. كما أفاد المصدر ذاته بأنّه تمّ خلع المستودع البلدي، و مستودع التضامن الاجتماعي بالمدينة، وسرقة ونهب محتوياتهما في ساعة متأخّرة من ليلة أول أمس. في بن قردان: الجيش يتصدّى ويردّ في بن قردان، تم القبض على 4 أشخاص تونسيي الجنسية على متن 5 سيارات محمّلة ببضاعة مهربة في منطقة الحقف من معتمدية بن قردان حيث تمّ العثور داخل أحد السيارات على كلاشنيكوف ومخزني ذخيرة. وقالت المصادر الامنية ان هؤلاء حاولوا استغلال تفرغ الأمن والجيش لحماية المؤسسات الحكومية والمالية والممتلكات العامة خلال الاحتجاجات لإدخال الأسلحة للبلاد والقيام بأعمال إرهابية. في المقابل، أعلنت أمس وزارة الدّفاع في بلاغ لها أنّه رغم تعزيز التواجد العسكري بالمنطقة العسكرية العازلة بالجنوب التونسي، لوحظ في اليومين الأخيرين تصاعد وتيرة محاولات التهريب المختلفة وفي عديد الأحيان باستعمال القوة في محاولة لتحدي القوات العسكرية، على غرار ما تم صباح أمس بسيدي التويّ. وذكرت الوزارة أنّ تشكيلة عسكرية قامت امس حوالي الساعة الثانية بعد الزوال، برصد سيارات ليبية وتونسية مشبوهة لمهربين بصدد تبادل السلع، وأنه باقتراب الدورية العسكرية قام المهربون بفتح النار عليها لمنعها من التقدم ولتأمين انسحابهم إلى التراب الليبي.ونتج عن ذلك إصابة تونسيين اثنين برصاص المجموعة المسلحة، توفي أحدهما على عين المكان، قبل أن تقوم التشكيلة العسكرية برد الفعل والتقدم لإجلاء المصاب ونقله إلى المستشفى المحلي ببن قردان. كما تم إلقاء القبض على 4 أشخاص آخرين 2 من جنسية ليبية، 1 سوري و1 ليس لديه وثائق هوية صرح بأنه تونسي من جهة باجة. وتحسبا لأي طارئ، علمت «التونسية» ان السلطات قررت غلق معبر الذهيبة على الحدود مع ليبيا بسبب موجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. فرنسا تحذر وتدعم في المقابل، دعت السفارة الفرنسيّة بتونس رعاياها إلى توخّي الحذر واليقظة بسبب موجة الاحتجاجات التي تعيشها البلاد وحالة الاحتقان. من جهته، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان «فرنسا ستطبق خطة دعم لتونس بقيمة مليار أورو على السنوات الخمس المقبلة».