تعتبر بداية الموسم الكروي الحالي استثنائية على جميع الأصعدة بالنسبة لفريق النادي الرياضي الصفاقسي الذي حقق حصيلة من النقاط في سبعة عشر جولة لم يسبق له البتة أن حققها على مر التاريخ حيث انتزع نقاط الفوز في 14 مباراة مع هزيمتين وتعادل في مباراة واحدة وتلعب عدة عوامل دورها في ما حققه الفريق الى حد الآن ومن بينها الانضباط الكبير داخل المجموعة والجدية التي يشتغل بها الاطار الفني والاداري وثراء الرصيد البشري رغم الاصابات الخطيرة التي تعرضت لها عدة ركائز في الفريق مثل فالونيانغ وكريم العواضي وغيرهما اضافة الى القيمة الفنية الثابتة لركائز الفريق مثل القائد علي معلول وماهر الحناشي وجونيور اجايي وقلب الهجوم ايزيكال ندواسال الذي يمر بفترة فراغ في المرحلة الأخيرة وفي حقيقة الامر فإن ما جرنا الى كتابة هذا المقال هوالضغط النفسي الذي يعيشه هذا اللاعب في الآونة بسبب فترة فراغه من جهة وبسبب بعض الضغط المسلط عليه اثناء المباريات من جهة أخرى خاصة في ما يتعلق بردة فعل الجماهير نحوه في العديد من الأحيان. في البداية يجب علينا ان نذكر ان ما يعيشه النادي الرياضي الصفاقسي هذا الموسم يعود فيه الفضل بدرجة كبيرة الى ايزيكال أحب من أحب وكره من كره فبالعودة الى المباراة الافتتاحية للبطولة والتي جمعت النادي الرياضي الصفاقسي بضيفه الملعب القابسي الذي مازال منتشيا بمردوده الكبير في نهائي الكأس امام النجم الساحلي قدّم النادي الصفاقسي واحدة من أسوإ مبارياته وكاد ينقاد الى هزيمة على ارضية ميدانه ولكن دخول ايزيكال في الشوط الثاني غير نتيجة المباراة رغم النقص البدني الذي يعاني منه حيث تحصل على ضربتي جزاء حوّلهما علي معلول إلى هدفي انتصار واما في الجولة الثانية فقد سجل ايزيكال هدف الانتصار على النادي الرياضي البنزرتي في بنزرت قبل ان يعيد الكرة في الجولة الرابعة امام الملعب التونسي حيث سجل ايضا هدف الفوز وبالتالي فقد كانت مساهمة ايزيكال كبيرة في انتصارات فريقه في بداية الموسم حيث أهداه تسعة نقاط هذا دون اعتبار بعض الاهداف الاخرى التي سجلها اوحتى التمريرات الحاسمة والتي تقيم الدليل على حجم واهمية وجود الدبابة التشادية في تشكيلة الفريق. إضافة الى مساهمة ايزيكال الفعالة في انتصارات فريقه فإن المتتبع الجيد لمردوده في الفريق وخاصة من ناحية تمركزه وتحركاته فوق أرضية الميدان يكتشف ان دوره يعتبر فعالا ومفصليا خاصة من الناحية التكتيكية حيث يشكل وجوده مصدر قلق وازعاج متواصلين على دفاعات الفرق المنافسة وذلك بفضل لياقته البدنية العالية وتحركاته المتواصلة التي ترهق المنافسين مما يجعل زملائه في الفريق وخاصة جونيور اجايي متحرّرا من كلّ رقابة في ردهات كثيرة من المباريات مثلما حصل في مباراة مستقبل المرسى وسيدي بوزيد وغيرهما والتي وجد فيها اجايي نفسه منفردا في مواجهة الحراس ومن جهة اخرى يعتبر ايزيكال المدافع رقم واحد في الفريق حيث يضغط على دفاعات الفرق المنافسة عندما تكون الكرة بحوزتها مما يعطل بناء الهجمة لديها. تحدثنا على الصعيدين الفني والتكتيكي واما بالحديث على مستوى الجانب الانساني فيعتبر ايزيكال من بين اللاعبين المفاتيح في الفريق والذين يؤطرون بقية زملائهم وبفضل حسن اخلاقه مع زملائه وايضا روح الدعابة التي يتميز بها والتي تساهم في بعث اجواء منعشة داخل المجموعة والحد من الضغط النفسي قبل واثناء المباريات وهوعامل جد مهم بالنسبة للفرق الطامعة في الحصول على الألقاب. أخيرا وليس آخرا فإن فترة الفراغ النسبية التي يمر بها ايزيكال يجب أن تكون درسا مفيدا لجماهير النادي الرياضي الصفاقسي خاصة في ظل التألق اللافت لقلب الدفاع محمود بن صالح وايضا متوسط الميدان الدفاعي وسيم كمون الذين كاد يلفهما النسيان فلطالما عانيا من الضغوط النفسية الكبيرة من قبل الجماهير وخاصة بالنسبة لكمون الذي نادت طائفة من الجماهير في الاشهر الأخيرة بضرورة التخلص منه ولكنه عمل في صمت وخرج صحبة بن صالح أبرز لاعبين في المباراتين الماضيتين مع الملعب القابسي والنادي البنزرتي واستفاد الفريق كثيرا من جهودهما وخلاصة القول هنا هو أنه يجب على جماهير الفريق الصبر على كل اللاّعبين وليس على ايزيكال بالتحديد لأن فترة الفراغ حتمية في كرة القدم ويمر بها كل اللاعبين في شتى البطولات.