بلغ عدد محاولات وحالات الانتحار في تونس المسجلة خلال السنة الماضية 549 حالة مقابل 203 حالات سنة 2014 بتطور بنسبة 170 بالمائة وفق ما أعلنه أمس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وقال أستاذ علم الاجتماع وعضو المنتدى عبد الستار السحباني خلال ندوة صحفية لتقديم التقرير السنوي حول الانتحار ومحاولات الانتحار بتونس للعام الماضي انه تم تسجيل 302 حالة انتحار أدت إلى الموت العام الماضي مقابل 153 حالة سنة 2014 بتطور بنسبة 55 بالمائة. كما سجلت محاولات الانتحار زيادة بنسبة 44.9 بالمائة لتصل مع موفى العام المنقضي إلى 247 حالة مقابل 50 محاولة انتحار في السنة التي سبقتها. واستغرب السحباني من عدم متابعة الجهات المعنية لمحاولات الانتحار خاصة من حيث المتابعة الاجتماعية وتوفير الإحاطة النفسية تفاديا لتكرار المحاولة. ولفت الانتباه إلى عدم التغافل عن الرقم الأسود من محاولات وحالات الانتحار التي تقع في بعض الأوساط الاجتماعية ولا يقع الإبلاغ عنها خوفا من الوصم. ولاحظ أن الدراسات الدولية تشير إلى أن كل عملية انتحار تقابلها 8 محاولات انتحار. وبالنسبة إلى التوزيع الجغرافي لحالات ومحاولات الانتحار استأثرت ولاية القيروان بالمرتبة الأولى بنسبة 16.2 بالمائة (89 حالة) تليها في المرتبة الثانية ولاية بنزرت ب 12.9 بالمائة (71 حالة) فولاية قفصة ب 11.1 بالمائة (61 حالة)، في ما لم تسجل ولايات الجنوب عموما حالات ومحاولات انتحار. وأشار السحباني إلى أن اغلب حالات ومحاولات الانتحار تحصل في القرى والأرياف. وأكد أن أعلى نسبة من حالات ومحاولات الانتحار تم تسجيلها خلال شهر مارس من السنة الماضية (زيادة بنسبة 51 بالمائة) لاسيما في الوسط التربوي وارجع ذلك إلى كثرة الامتحانات والضغط الذي يصيب التلاميذ. في المقابل يشهد شهر أوت عادة تراجعا هاما في محاولات وحالات الانتحار(نقص ب 6 بالمائة) بسبب الصيف والعطلة المطولة والاصطياف. وعبر عبد الستار السحباني عن انشغاله وتخوفه من ارتفاع حالات ومحاولات الانتحار لدى الأطفال (اقل من 15 سنة) حيث تم تسجيل 54 حالة العام الفائت مقابل 18 حالة سنة 2014 بزيادة بنسبة 200 بالمائة. ولاحظ في هذا الصدد أن هذه هي الشريحة العمرية الوحيدة التي يتجاوز فيها عدد الإناث (34 حالة) عدد الذكور (20 حالة). كما تطورت حالات ومحاولات الانتحار في الشريحة العمرية 16/ 25 سنة من 52 إلى 93 حالة بين 2014 و 2015 أما الشريحة العمرية 26 /35 سنة فقد شهدت فيها حالات ومحاولات الانتحار قفزة محيرة من 69 إلى 224 حالة في الفترة ذاتها. وفي ما يتعلق بالشريحة العمرية التي تفوق 60 سنة فقد ارتفع العدد من 4 إلى 27 حالة وقال السحباني في هذا الإطار أنه تم تسجيل زيادة ب 20 حالة ومحاولة انتحار بالنسبة إلى الذكور . وعن طرق الانتحار ومحاولات الانتحار اظهر التقرير انه تم تسجيل 238 حالة بواسطة الشنق و 105 حالات حرق و 29 حالة بمواد سامة و 20 حالة عبر الإلقاء من مكان مرتفع.