مثلت أمس أمام أنظار الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة فتاة في ال 25 من عمرها وشاب في عقده الثالث بتهمة التسبب في الاضرار بنفس بشرية واضرام النار بها. وجاء في أوراق القضية أن الحماية المدنية بالعاصمة تلقت اتصالا هاتفيا يفيد باحتراق رضيعتين داخل شقة بعمارة باحدى ضواحي العاصمة وبتحوّل أعوان الحماية الى المكان تمّ اسعاف الرضيعتين بعد تعرّضهما لحروق بليغة من الدرجة الثالثة وفتح أعوان الفرقة العدلية بالمنطقة تحقيقا في الواقعة وبالتحري مع والدة الطفلتين ذكرت أنها ذهبت لاقتناء بعض الأغراض لابنتيها من محلّ مواد غذائية بالحيّ وتركت ابنتيها برفقة عمّهما وأنها عند عودتها الى المنزل وجدت النار مشتعلة به وأعوان الحماية بصدد إطفائها. وبالتحرير على عمّ الرضيعتين أكد أن لا علاقة له بالحادث وأن الأمّ هي المسؤولة وأنها لم تذهب الى «العطّار» وإنما غادرت المنزل ليلة السبت للالتقاء بشخص ليسلمها المال وانها طلبت منه أن يبقى بجوار الرضيعتين حتى تعود. وأضاف انها اكدت له انها لن تتأخر ملاحظا انها اعتادت السهر ليلة السبت وقال إنها خرجت منذ الساعة الثامنة ليلا وبقي هو رفقة الرضيعتين وان الأم لم تعد إلى حدود منتصف الليل وأنه طلبها عديد المرات بالهاتف لكنها لم تردّ عليه وأضاف أنه أعاد الاتصال بها في حدود منتصف الليل والنصف فردت عليه فتشاجر معها لأنها تأخرت ولم تعد بسرعة كما وعدته وأخبرها أنه سيغادر الى بيته وانها وافقت على ذلك بعدما تأكدت منه ان رضيعتيها نامتا. وأكد عمّ الرضيعتين أنه غادر عندما أخبرته أنّها في طريق العودة وأصبحت قريبة من المنزل وأضاف أنه لم يعلم باحتراق المنزل والرضيعتين إلا عندما قدمت الأم إلى منزله في حالة هستيرية لتخبره أن ابنتيها قد احترقتا بالمنزل. وقد تمّ الاحتفاظ بالأم وعمّ الطفلتين ووجهت لهما التهمة المذكورة آنفا. وباستنطاق الأم تمسكت بأقوالها مؤكدة أنها كانت قد قصدت «العطار» لاقتناء بعض الأغراض لابنتيها وأنها تأخرت قليلا وعند عودتها وجدت منزلها قد احترق ولمّا سئلت من طرف هيئة المحكمة عن سبب عودتها على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ليلة الواقعة ارتبكت ولم تجد إجابة وبمجابهة المحكمة لها بأن وضعية المنزل الذي تقطنه رفقة ابنتيها هي وضعية متردية وأن كل الأسلاك الكهربائية مكشوفة وغير محمية وأن المنزل غير قابل للسكن واستفسارها عن سبب تشغيلها سخان كهربائي بجانب ابنتيها قبل خروجها من المنزل والحال أنها كانت تعلم خطورة ذلك على حياتهما أجابت المتهمة أن الجوّ كان باردا وانها اضطرت لتشغيل السخان الكهربائي قبل خروجها ولم تكن تعلم أن الأمور ستؤول إلى احتراق ابنتيها. وأضافت أنها تعاني من حالة نفسية سيئة لأن زوجها بالسجن وتعاني الأمرين لأجل توفير لقمة العيش لطفلتيها. أما عمّ الرضيعتين فقد تمسك بأقواله لدى باحث البداية وقاضي التحقيق مؤكدا أن وضعية الشقة التي تقطنها المتهمة رفقة ابنتيها في غاية الخطورة وأن كلّ الأسلاك الكهربائية غير محمية وأنه احيانا عند استعمال الحنفية يتعرض الى صعقة كهربائية وأن الشقة على ملك والدي المتهمة وانهما تركاها لأنها غير قابلة للسكن. أما الدفاع فقد تدخل طالبا تأجيل القضية لإعداد وسائل الدفاع. وقد تم تأجيل القضية ليوم 30 مارس.