تستعد مدينة تطاوين لإحتضان دورة جديدة لمهرجان القصور الصحراوية التي ستلتئم هذا العام من 17 مارس الجاري الى غاية 20 من نفس الشهر، ويسعى منظمو الدورة الى اعطاء عدة اضافت للمهرجان خاصة أمام تراجع المؤشرات السياحية جراء تكرر العمليات الإرهابية التي أضرت بالقطاع السياحي، وقد أعدت ادراة المهرجان لهذه الدورة برنامجا حافلا بالتظاهرات الثقافية والترفيهية الموجهة بالأساس الى العائلات التونسية التي دأبت منذ عشرات السنين على التحول الى تطاوين خلال عطلة الربيع المدرسية ومواكبة فعاليات المهرجان. السيد الضاوي موسى مدير الدورة الحالية وحوار خاص ب"التونسية". حوار صباح توجاني - ماهي ملامح الدّورة الحالية للمهرجان؟ * أول أهداف هذه الدّورة ارجاع الثقة بين المهرجان و أهل الجهة وهو ما أسميناه دورة المصالحة ، و أعني بها مصالحة المهرجان مع متساكني الجهة و في مقدمتهم المثقفون الذين ظلوا سنين مجرّد متفرجين دون أن يشركوا في أمر من شؤون المهرجان و دون أن ينظر لتطلعاتهم من هذه التظاهرة .ثمّ إن المهرجان يؤكّد على دوره التّنموي من خلال بعث حركيّة اقتصادية في الجهة ينتفع الناس بمردودها على كل المستويات من أجل تنشيط الحركة الإقتصاديّة التي تعاني ركودا كبيرا. كما يطمح المهرجان إلى اشراك أغلب الفئات الإجتماعية في مختلف أنشطته و لاسيما تلاميذ المدارس الإبتدائية و الثّانوية و طلاّب الجامعة من خلال مسابقات علميّة لها صلة بالمهرجان و بالموروث التراثي و الثقافي و التّاريخي ، كما ان لذوي الحاجات الخصوصية مكانا في المهرجان. - المهرجان مر في السنوات الاخيرة بعديد الصعوبات وفقد بريقه وشهد تراجعا لو تبرز لنا اهم هذه الصعوبات؟ * من اهم اسباب تراجع المهرجان إعداد مكوناته في فترة وجيزة من الوقت ، كما أنّه في كثير من الدّورات و لاسيما فيما قبل الثّورة كان معيار تكليف الهيآت بتسييره يقوم على مبدإ الولاء للسّلطة ، ثمّ إن المهرجان كان قي أغلب دوراته مستنسخا من نمط واحد ظنّ مسيروه أنه الأمثل فلم يراع التجديد و لا فسح المجال أمام الطاقات و الإبداعات و ظلت ملامح الطّبل و المزمار صورة وحيدة تحيل على المهرجان ، يضاف إلى ذلك سوء التنظيم و عدم اعداد ملفات الدّعم في آجالها مما حرم المهرجان من مداخيل هامة كان من المفروض ان ترصد له. - ماهي برأيكم استراتيجية ادارة المهرجان لتطوير السياحة الثقافية بالجهة؟ * تزخر تطاوين برصيد كبير من المواقع و المعالم التي يمكن أن تشكّل جذبا سياحيا كبيرا سواء من داخل الوطن أو من خارجه ، و لكن هذه المعالم و المواقع لم يقع استثمارها على الوجه الأكمل فأنت تجد الزيارت التي كانت تنظّم للقصور مثلا متشابهة ليس فيها تجديد و لا تدقيق فهي فرقة طبالة و رجال يلبسون " الحوالي " و خبز طابونه و عسل في كلّ قصر ، أما ما ينفع الجهة فهو غائب تماما و من ذلك أن زيارات القصور يجب أن تكون ذات محاور ففي كلّ زيارة تنوّع و حديث عن موضوع جديد متعلّق بالقصور مثل الحديث عن الرسوم و الأشكال و الحديث عن نمط اليناء و الحديث عن الأبواب و الأقفال و تجسيم عملية الخزن و الحديث عن الجانب الإجتماعي للقصر باعتباره مجال اللقاء و عقد الحل و الرّبط و الحديث عن الحرف داخل القصر و عن نظام الحراسة ... كلها مواضيع تشدّ فضول الزّائر و تشبع جزءا من حبّ الإطلاع لديه ... - نترك لكم كلمة الختام تتوجهون بها لمتابعي مهرجان الدولي القصور الصحراوية؟ * ننتظر أن تكون تطاوين مقصدا للزائرين خلال عطلة الرّبيع ، فالربيع في تطاوين له طعم خاص و نعدهم بأننا سنقدّم لهم مهرجانا في ثوب جديد يطمح لإرضاء انتظارات الكثيرين منهم ففي المهرجان معارض تجارية و أخرى للصناعات التقليدية و معرض للمواد الفلاحية مع معارض للفنون التشكيلية و فيه ألعاب تراثية و مناسبات لتذوّق الأكلة الشّعبية مع سهرات تراثيّة كبيرة كامل أيام المهرجان إضافة إلى فرجة مشوّقة في ألعاب الفروسيّة و سباقات الرّماية و ركوب الخيل ... مع أربعة مسالك سياحيّة منتقاة سيرافقكم فيها إدلاّء سياحيّون مهرة من أبناء الجهة الذين تشبّعوا بالتاريخ و التراث .