اختتمت، أمس الأحد، فعاليات المهرجان الدولي للقصور الصحراوية بتطاوين في دورته السادسة والثلاثين والذي امتد من 19 إلى 22 مارس 2015. سبقت الافتتاح الرسمي للمهرجان عروض فلكلورية وتنشيطية قدمتها فرق تونسية شعبية إلى جانب فرق جاءت من دول عربية كمصر وليبيا. كما كان المهرجان فرصة لاكتشاف جمال وروعة القصور الصحراوية بتطاوين، حيث تمّ تنظيم رحلات سياحية إلى العديد من المناطق مثل "شنني" و"الدويرات". هذه الرحلة أتاحت للكثيرين فرصة التعرف على القصور واكتشاف جزء مهم من تاريخ تونس وإبداع سكانها. فهذه القصور تمتاز بجمالية ساحرة رغم بساطتها وتزيد تطاوين جمالية وسحراً آسراً لا يمكن لزائرها ان ينساه. ولا يزال معظم سكانها يحتفظون بعاداتهم القديمة، ولعلّ ما يدلّ على ذلك هو معصرة الزيتون التقليدية الموجودة في منطقة "شنني". أما حفل الافتتاح الرسمي للدورة ال 36 لمهرجان القصور الصحراوية، فقد تميز بعروض فلكلورية وتقليدية لفرق تونسية وعربية ودولية قدمت عروضاً متنوعة شملت الرقص والغناء والفروسية، وأعادت إلى الذاكرة صوراً من تاريخ الصحراء التونسية والعادات التي ميّزت أهاليها. وأحيت ليالي عروس الصحراء الباردة، خلال المهرجان، سهرات ثقافية متنوعة كانت بالخصوص شعرية تراثية تمسّ الجنوب التونسي، شارك فيها شعراء من تونس وليبيا والجزائر وقدموا خلالها وصلات شعرية تراثية تفاعل معها الجمهور بحماس كبير. كما ميزت هذه السهرات عروض فروسية شارك فيها رجال وأطفال تحركوا بليونة وبراعة مع الخيول ونجحوا في إبهار الجمهور وإثارة حماسه. وكان لافتاً الإقبال الكثيف لأبناء الولاية على مختلف فعاليات المهرجان وبشكل خاص السهرات الشعرية. وعلى الرغم من هيئة المهرجان بتطاوين قد عملت على إنجاح هذه التظاهرة الثقافية في هذا الوقت الحساس، خصوصاً بعد عملية متحف باردو الإرهابية، إلا ان السلط المعنية، وبشكل خاص وزارة الثقافة ووزارة السياحة، كانت غائبة تماماً. هذا الأمر أثار استياء الكثير من المواطنين والحاضرين في مهرجان القصور الصحراوية، نظراً إلى أهمية هذا المهرجان وإلى مكانته ودوره الثقافي في مواجهة ظاهرة تهدد بلادنا. الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان القصور الصحراوية بتطاوين كانت ناجحة، رغم بعض الأخطاء التنظيمية، إلا انه عانى من تهميش سلط الإشراف التي قررت تجاهله وتهميشه، رغم أهميته. فحضور وزيرة الثقافة أو السياحة أو ممثلين لهما كان سيكون بمثابة دعم لهذا المهرجان ورسالة إلى الإرهابيين مفادها ان تونس تقاوم الإرهاب بالثقافة. إلا ان سلط الإشراف خيّرت ان تغيب عن هذه التظاهرة الثقافية موجهة بذلك رسائل سلبية في وقت تحتاج فيه تونس، من شمالها إلى جنوبها، إلى إشارات طمأنة.