من حين لأخر تطالعنا بعض الغرائب الصادمة حول ما يحدث من تجاوزات في بعض الإدارات العمومية يحتار معها المرء ولا يدري بماذا يعلق. غريبة الحال حسب الأخبار التي وصلتنا ما أتت به مديرة مجمع الصحة الأساسية ببن عروس التي تصرفت وكأنها الحاكمة بأمرها في مؤسسة عمومية لها ضوابطها ونواميسها ، حيث أقدمت على إرسال عاملتي نظافة من صنف 1 و2 كانتا خاضعتين للعمل بنظام المناولة تم انتدابهما حديثا بمجمع الصحة الأساسية ببن عروس ورغم أن مثل هذه الدورات لا تعنيهما فإن المديرة المذكورة مكنتهما مؤخرا من المشاركة في دورة وظائف الاستقبال أشرف عليها متفقد بيداغوجي يوم السبت 5 مارس الماضي وذلك قبل أن تسجلهما مجددا بعد يومين للحضور في دورة تكوينية أخرى في الاتصال والتواصل التأمت على مدار يومين 8 و9 من ذات الشهر .ومع كل احترامنا لعاملتي النظافة وعملهما فإن السؤال المطروح هو كيف سمحت المديرة المذكورة لنفسها أن تقوم بما قامت به وتعين من تشاء للمشاركة في دورتين في اختصاص له أهله يتميزون بالكفاءة والمستوى الثقافي وأكثر من ذلك هؤلاء كانوا قد حرموا سابقا من حقهم المشروع للمشاركة في دورات تكوينية مشابهة مما عطل ترقياتهم في السلم الوظيفي عبر الملفات وهو ما ينعكس سلبا على تعصير وتطوير مردودية الإدارة لما لهذه الدورات التكوينية من أهمية بالغة وفائدة كبيرة على طبيعة العمل الإداري . وما جرنا لذكر هذ الموضوع هي العديد من التشكيات التي وصلتنا من بعض الموظفين وبعض من الإطارات شبه الطبية وحتى الطبية اللاتي ألحن علينا عدم ذكر أسمائهن توقعا لبعض المفاجآت التي قد تلحقهن بعد نشر المقال لما تعرضن له من استفزازات وضغوطات وحرمانهم من الحوافز المالية كمنحة الساعات الإضافية ... عدد كبير منهم أحيلوا ظلما على مجلس التأديب بعضهم أنصفتهم الوزارة من بينهم السيدة منيرة العذارى فنية سامية رئيس بمجمع الصحة الأساسية ببن عروس التي أرادت تبليغ صوتها للوزارة على المظالم التي سلطتها عليها إدارة المجمع التي أفنت فيها عمرها حسب قولها إذ لم يبق لها سوى عامين لتحال على المعاش بعد مسيرة مهنية مثالية بشهادة زملائها هذا فضلا عن الشهائد الشكر التي بحوزتها بفضل انضباطها وخبرتها الطويلة في عملها واحترامها المطلق للتوقيت الإداري وكفاءتها وغيرتها على المؤسسة بدليل في العديد من المرات عند حلولها بالإدارة صباحا في التوقيت المحدد تجد عدد من مكاتب الإدارة مغلقة بما فيها مكتبي المديرة والمسؤولة عن الموارد البشرية والمالية حيث لم يحل بعد ركبهما بمقر الإدارة في وقت كان من المفروض أن تعطي هاتين المسؤولتين المثال لموظفيهما خاصة في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها بلادنا التي هي بحاجة لمزيد البذل والعطاء من كل الموظفين والمسؤولين والإطارت دون استثناء ورغم مسيرتها الزاهرة في القطاع الصحي فإن السيدة لعذاري تقولها بكل تأثر لقد أحالتني الإدارة مؤخرا على مجلس التأديب ظلما . وتضيف السيدة منيرة العذاري ل«التونسية» بكل جوارحها عما تعرضت له على غرار عدد من زملائها من مظالم خاصة في السنة الأخيرة كحرمانها من الدورات التكوينية والتأخر في الترقية التي طالت كثيرا ولم تنلها سوى في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى العقوبة التأديبية الأخيرة التي تعرضت لها لكن من حسن حضها أن الإدارة الجهوية بالتنسيق مع الوزارة قد أنصفتها فضلا عن حرمان العديد من الموظفين ذو مسيرة مهنية أكثر من عقدين لم تمكنهم حضرة المديرة من المشاركة في دورات تكوينية لترتكب من جهة ذنبا في حق الإدارة لكفاءاتهم وخبرتهم وأيضا لتقليص من جهة أخرى حظوظهم في الترقية عبر الملفات.