هل أصابت لجنة التحكيم باختيارها الحكم الشاب هيثم قيراط لإدارة دربي العاصمة؟ هل له من الخبرة الكافية لتحمل أعباء في حجم لقاء اليوم وهو لقاء عصف بمصير العديد من الحكام الكبار وتبعتهم لعنة الدربي طول حياتهم لهفوة لا يرى أحد طرفيْ المواجهة أنها متعمدة والحال أنها ليست كذلك وحتى وإن اقتنع «ضحية» الهفوة أنها غير مقصودة فهو لن يغفرها له وسيظل يتذكرها ويذكره بها حتى مماته عملا بالمثل الشعبي «هاك العام ذبحنا جدي». هيثم قيراط له من الكفاءة ما يؤهله لإدارة هذا اللقاء لو تعلق الأمر بكرة القدم فحسب دون أي اعتبار آخر ولجنة التحكيم أقدمت على مغامرة ومجازفة ما أنزل الله بها من سلطان ولكنها في كلا الحالتين ليست خاسرة ففي صورة اجتيازه هذا الامتحان الصعب فإنها تكون قد أثبتت نجاحها في سياسة التشبيب وإن لا قدر الله أخفق الحكم في إدارة اللقاء فإن ذلك لن يعتبر كارثيا لأنه شاب وتنقصه الخبرة ولاكتسابها عليه بإدارة مثل هذه المباريات فهو مرشح لدخول القائمة الدولية وإن حصل ذلك فإنه مدعو في يوم من الأيام لإدارة لقاء نيجيريا وغانا أو السينغال والكوت ديفوار أو المغرب والجزائر. إنه أصغر حكم يدير الدربي فهو مولود في 13 نوفمبر 1990 وقد أدار بالرابطة 1 أول لقاء له في الموسم قبل الماضي وهو لقاء ترتيبي ثم أصبح في قائمة حكام الرابطة 1 بصفة رسمية في الموسم الماضي وأدار ست مقابلات أولها يوم 3نوفمبر 2013 في الجولة الرابعة بين مستقبل المرسى وقرمبالية الرياضية إضافة إلى أربع مقابلات بالرابطة 2 ولكنه لم يدر أي مقابلة للأربعة كبار باستثناء لقاء المرسى والترجي في الجولة الأخيرة. وهذا الموسم أدار أربع مقابلات بالرابطة 1 (النادي الصفاقسي وجمعية جربة ونجم المتلوي ومستقبل قابس والنادي البنزرتي والنادي الصفاقسي ونادي حمام الأنف والملعب القابسي ) ومقابلة وحيدة بالرابطة 2 وهي المرة الأولى إذن التي سيدير فيها مقابلة للإفريقي والثانية للترجي. صحيح أن عامل الخبرة ينقصه ولكن على الجميع إعانته من لاعبين بانضباطهم فوق الميدان واحترام قراراته وكذلك المرافقين بالتزامهم الهدوء على البنك لعدم تجييش الجمهور. إنها مسؤولية تاريخية في عنق فريقي الترجي والإفريقي للمساهمة في بروز حكم سيكون له شأن كبير في المستقبل ورفع الراية الوطنية. هيثم قيراط يدير الدربي بعد 13 سنة ونصف من إدارة والده له فهشام قيراط أدار يوم 17 أفريل 2001 بالمنزه لقاء العودة بين الفريقين (1-1) وها أن ابنه اليوم يدير لقاء الذهاب بينهما مع الفرق أن والده أدار الدربي في سن 40 سنة بينما هيثم يديره وهو في سن 24 سنة.