لا يزال مصير حركة «نداء تونس» ضبابيا وغير واضح رغم تعدد المبادرات والاجتماعات من هنا وهناك. فأصحاب «النداء» من اجل إنقاذ «النداء» لم يكملوا بعد إعداد خارطة الطريق المتعلقة بمبادرتهم وأعضاء الهيئة السياسية للحزب لن يتمكنوا بسبب تواصل الاختلافات في وجهات النظر وعدم توفر منسوب منطقي من التوافق من عقد مؤتمرهم الانتخابي وفق مخرجات مؤتمر سوسة في شهر جويلية المقبل بالإضافة إلى اختلاف الآراء وعدم توفر خارطة طريق واضحة المعالم والتفاصيل تحيل «الندائيين» الى حلول عملية تدفع في اتجاه انفراج حقيقي للازمة الحادة التي يمر بها الحزب الاول الفائز في الانتخابات التشريعية 2014 . من ذلك الخطوة المفاجئة للهيئة السياسية بإحداث لجنة اقتصادية جديدة وهو ما يشبه إقرار من قيادة «النداء» الحالية بعدم وجود أيّة إمكانية لعودة أعضاء اللجنة الاقتصادية والاجتماعية للحزب وسط حديث عن مطالبة جل أعضائها بحل الهيئة السياسية كشرط من شروط العودة للحزب. وأمام تواصل الانقسامات في صفوف العائلة الندائية وسعي البعض الفاعلين في المشهد السياسي من العائلة الدستورية التي تسعى للتوحد الآن لتكون بديلا على الأقل للرافد الدستوري في «النداء» في محاولة اخيرة لإنقاذ الحزب علمت «التونسية» من مصادرها الخاصة والمطلعة ان اتصالات عديدة تمت في هذا الشأن بين كمال مرجان رئيس حزب «المبادرة الوطنية الدستورية» ومنذر الزنايدي الذي ينتظر ان يقدم مبادرة سياسية في قادم الأيام وعدد من قياديي مبادرة «إعادة بناء مشروع نداء تونس» بالقيادي السابق ب«النداء» محمد المنصف بن شريفة الذي انسحب في صمت منذ إقصائه من قائمة «النداء» لولاية سوسة خلال الانتخابات التشريعية الفارطة قصد التشاور في امكانية عودته الى الحياة السياسية من خلال عودته الى سدة القيادة صلب حزب «نداء تونس» باعتبار رصيده وتجربته السياسية والنضالية خصوصا وهو من القيادات السياسية الوازنة خاصة على مستوى الوسط والساحل باعتبار أنّ الوضع الراهن يتطلب مزيد ترتيب البيت «الندائي» الداخلي على مستوى القواعد الجهوية والمحلية. ويبدو حسب الاتصالات الأولى أنّ بن شريفة يبدو متحمسا للعودة الى «نداء تونس» باعتباره من مؤسسي هذا الحزب بجهة سوسة شريطة توفر الأرضية الملائمة للعمل السياسي وضمانات كافية لعدم الخروج على المبادئ والأهداف التي بعث من أجلها الحزب. كما علمت «التونسية» ان بن شريفة دعا «الدساترة» الى الانضمام والانصهار في حزب حركة «نداء تونس» حتى يعود هذا الحزب الذي جسد التوازن السياسي بالبلاد وانقذ تونس من الانحراف الى مطبات مجهولة العواقب ويتعافى نهائيا من الازمة التي يمر بها مشددا على ان المرحلة تتطلب بالضرورة نبذ الخلافات والمصالح الذاتية الضيقة والمرور إلى الاهتمام بالأولويات والاستحقاقات المقبلة على غرار الانتخابات البلدية في اطار تكريس الدستور مشيرا إلى انه على الحزب تكوين لجنة للنظر في المشاريع ذات العلاقة بهذه الانتخابات والأشخاص والكفاءات التي ناضلت من اجل تأسيسه وتم إقصاؤها وتهميشها وتفادي الأخطاء السابقة.. فهل يستجيب «الدساترة» الى دعوة المنصف بن شريفة للم شمل العائلة الدستورية والالتحاق ب«النداء» من جديد في ظل مشهد حزبي مازال غضّا ومازال قابلا لعديد الممكنات.. ؟؟