علمت" الصباح" ان اجتماعا قريبا سيضم رموزا دستورية وتجمعية من العهدين السابقين قصد وضع تصور دقيق لما تبقى من القاعدة الدستورية وجمع شتاتهم. ووفقا لما تحصلت عليه "الصباح" فان اللقاء سيحضره الوزير الاول الاسبق حامد القروي الذي يسعى الى اعادة تسليط الضوء على الدساترة والتجمعيين ولملمة صفوفهم ضمن مبادرة سياسية موحدة. وفي ذات السياق اصدر المدير التنفيذي السابق للتآلف الجمهوري عياض اللومي رسالة توجه من خلالها الى رئيس نداء تونس الباجي قائد السبسي حيث دعاه صراحة الى التنحي ورفع اليد عن الدساترة. وجاء في نص الرسالة:"..وحيث تم تمرير قانون تحصين الثورة رغم وعودك وجزمك مرارا بانه لن يمر واحتكارك فعليا الحديث باسم الدستوريين رغم ما صدر منك من اهانة لرموزهم وانت في الحكم ثم في المعارضة. وحيث ان مسيرة 29 جوان كللت بالفشل الذريع بكل المقاييس فانني اطلب منك الإستقالة والخلود الى الراحة وترك الدساترة لمصيرهم فهم اقدر من اي كان على الدفاع عن انفسهم ولا يحتاجون الى اعضادك للتكلم محلهم لقد مارستم الإقصاء قبل صدور القانون واوهمتم الجميع بانكم الحل الوحيد. اما اليوم فقد بلغ السيل الزبا وآن الأوان ان تقف المهزلة اقولها لك للتاريخ تحمل مسؤوليتك وانسحب بكرامة من اجل تونس". وتاتي هذه الرسالة مع تطلع العديد من الملاحظين الى مبادرة حامد القروي وهي مبادرة تبدو من ناحية التوقيت متاخرة تسبيا نظرا لكون عملية استقطاب التجمعيين قد انطلقت تقريبا منذ ان كشفت نتائج انتخابات المجلس التاسيسي عن طبيعة الخارطة السياسية الجديدة. ويعتبر في هذا الاطار كل من حزبي المبادرة ونداء تونس صاحبي السبق في هذا المجال. الا ان العديد من الاسئلة تطرح بشان الدواعي التي دفعت بحامد القروي الى الخروج بمبادرة تتزامن اساسا مع انحسار الاستقطاب في الساحة السياسية بين حركة النهضة والمبادرة. وتؤكد عودة حامد القروي على ان هناك بوادر فشل في جمع الدساترة والتجمعيين ضمن فعل سياسي موحد اخر سواء كان النداء او المبادرة بقيادة كمال مرجان. وفي قراءة متعمقة لخروج القروي في الاونة الاخيرة وتقديم نفسه كرجل ديمقراطي من العهد السابق محملا مسؤولية ما حصل وما تعرض له الاسلاميون واليساريون والقوميون في عهد المخلوع الى بن علي وحده دون غيره. فخروج القروي مهد له من قبل ايام تصريحات نجله نجيب القروي الذي كان عضوا بحركة النهضة وهو ما يرشح فكرة وجود صفقة بين مبادرة القروي والحركة يكون موضوعها اقصاء نداء تونس والا كيف يفسر المتابعون للشأن العام وانصار المبادرة المذكورة صمت الرجل لاكثر من سنتين وكذلك تنصله من المسؤولية عما حدث من تجاوزات العهدين وهو الذي شغل منصب الوزير الاول والامين العام للحزب المنحل. وترى بعض الاوساط ان مبادرة القروي لن تخرج عن حيزها وفضائها التقليدي الذي هو جهة الساحل بما ينبئ بفشلها مسبقا لعدم التحمس لها في المناطق الداخلية من قبل الكثيرين والذين حز في نفسهم غياب هذه الوجوه التقليدية للدفاع عنهم والحديث باسمهم منذ 14 جانفي2011. ووفقا لما يتناقل داخل بعض الاوساط الدستورية من ترجيح لوجود صفقة هو الغياب اللافت لرموز مبادرة القروي عن الوقفة الاحتجاجية التي نظمها نداء تونس وبعض الدساترة ضد قانون تحصين الثورة. وامام كل ما تقدم يبقى السؤال الابرز هل تنجح مبادرة القروي في تجميع الشتات وتكوين حزب ديمقراطي وهو الشخصية المركزية في كل تجارب النظام السابق؟