اشتكى عدد من فلاحي الزراعات الكبرى في ولايات الشمال الغربي بباجة تحديدا من أدوية مغشوشة يقع تداولها في السوق ممّا أثر سلبا على آلاف الهكتارات من الحبوب . وأكد فلاحون اتصلوا ب«التونسية» أنهم صدموا من انعكاسات الأدوية من أصناف «لوقام» و«أوبوس» التي يقع استعمالها في هذه الفترة من السنة على زراعاتهم مؤكدين أن هذه المواد الكيميائية التي تستعمل ضد مرض «البستوريا» و«الصديد» أدت إلى ما يشبه الحروق في صابة الحبوب لهذا العام متوقعين أن تكون المحاصيل كارثية خاصة في صورة تواصل انحباس الأمطار خلال الأيام القريبة القادمة . وقال أحد مزارعي الحبوب «مسعود الطرفاوي» في تصريح ل«التونسية» إن نسبة المحصول هذا العام قد تتراجع ب50 بالمائة عن العام الماضي إذا لم تتساقط الأمطار لتقلص من انعكاسات الأدوية المغشوشة التي تروج في الأسواق لافتا إلى أن مياه الأمطار يمكن أن تقلص من الخسائر التي سيتكبدها الفلاحون . وعبّر المتحدث عن استغرابه من عدم اخضاع الأدوية المتداولة في السوق إلى المراقبة من قبل وزارة الفلاحة مشيرا إلى أن الفلاحين في الشمال الغربي يقاومون من أجل الصمود ضد تحديات الطبيعة ومواسم الجفاف المتتالية لتعمق الأدوية غير المراقبة معاناتهم . وأبرز المصدر ذاته أن الأدوية تشهد من سنة إلى أخرى زيادة غير مسبوقة في أسعارها مقابل تراجع نجاعتها لافتا إلى أن جل الفلاحين أكدوا أنهم لم يسجلوا أي مفعول لأدوية الأعشاب الطفيلية . وفي سياق آخر قال المتحدث أن مصاعب الفلاحين في الشمال الغربي وفي باجة تحديدا لم تتوقف عند خسائر انتاج الحبوب مؤكدا أن تواصل توريد حبوب عباد الشمس التركية أحال نحو 60 ألف عامل على البطالة . وأبرز الفلاح «مسعود الطرفاوي» أن زارعة عباد الشمس توفر في الفترة المتراوحة بين شهر مارس وشهر أوت نحو 60 ألف موطن شغل يوميا وأن عدم تمكن الفلاحين من تسويق محصول موسمي 2014 و2015 لانعدام الاقبال على عباد الشمس «السوداء» جعل العديد منهم يقدمون هذا العام على حرث المساحات المخصصة لهذا المنتج الفلاحي الذي كان يمثل أحد أعمدة الإنتاج الزراعي في الشمال الغربي حسب تأكيده . وعبّر المتحدث عن استغرابه من صمت سلطة الإشراف وغياب أي نوع من التأطير والمساعدة للفلاحين الذين يجابهون مصيرهم بمفردهم رغم أنهم يوفرون قوت التونسيين والأمن الغذائي للبلاد . وزارة الفلاحة في قفص الاتهام من جانبه أكد عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين «عمر الباهي» في تصريح ل«التونسية» أن المنظمة تتابع بقلق مشكلة الأدوية التي سجلت تراجعا كبيرا على مستوى النجاعة مشيرا الى أن وزارة الفلاحة تقوم بتجاربها الخاصة على كل أصناف الأدوية غير أن نتائج هذه الإختبارات والتجارب تبقى سجينة الرفوف ولا يتم الإفصاح عنها حسب تأكيده . وأضاف الباهي في سياق متصل أن القوانين المنظمة للقطاع ولتوريد المواد الفلاحية الكيميائية تحتاج إلى مراجعات عديدة مؤكدا أن القانون يفرض على المزودين القيام بانتداب مهندس فلاحي لمتابعة استعمال الأدوية وارشاد الفلاحين غير أن أغلب الشركات المزودة لا تلتزم بهذه القوانين وهو ما يعرض الفلاحين اما لاستعمالات خاطئة للأدوية أو للوقوع في فخ الأدوية المغشوشة . وحول توقعات المنظمة للصابة الوطنية من الحبوب قال الباهي إن الرؤية لم تتضح بعد مشيرا إلى أن التقديرات ستكون جاهزة نهاية الشهر الحالي . وكانت صابة الحبوب قد سجلت الموسم الماضي تراجعا بنحو 40 بالمائة مقارنة بموسم 2014 لتبلغ جملة الكميات المجمعة نحو 16 مليون قنطار مقابل 23٫4 مليون قنطار السّنة التي سبقتها .