لما تفاعلت جريدة «التونسية» الغرّاء في أكثر من مرّة مع أنشطة «الجمعية التونسية لثقافة ومسابقات الرياضيات» في توهّجها العلمي والمعرفي والابداعي باعتبار أن هذه المادة تعتبر في الفعل التعليمي القاطرة التي تجرّ خلفها كل المواد العلمية شكلا ومضمونا حتى أن المتميّزون في مادة « الرياضيات» يشار لهم بالبنان وتطير في أغلب الحالات معدلاتهم عاليا... فما بالك وهذه الجمعية الفتيّة وقد انبلجت من تاريخ « المهدية» عاصمة الفاطمين تبهر العالم بنتائجها كلّما شارك أعضاؤها في مسابقة دولية ليعودوا بأبهى التتويجات حتى وصلت شهرتها إلى بلدان جنوب القارة الافريقية وبلدان أمريكا اللاتنية وصولا إلى مناطق أوروبا وآسيا الشرقية لندرك جيدا أن أمام مواهب من معدن الياقوت هم تلاميذ معاهدنا وطلبة كلياتنا الذين يبدعون كلّما أنيط بعهدتهم شرف تمثيل «تونس» في أكبر مسابقات الرياضيات. في نفس هذا الإطار عاد أخيرا منتخب هذه الجمعية من «السينغال» متوّجا كأبهى ما يكون التتويج في نهائيات بطولة افريقيا للرياضيات حيث واكبت جريدة «التونسية» كل ما حفّ بالرحلة الافريقية من خلال التفاعل مع رئيس الجمعية الاستاذ «محمّد ليمام» قبل أن تحط البعثة رحالها بقيادة رئيس الوفد الاستاذ «رؤوف ثابت» رفقة أبطال إفريقيا .. ندى سعيدية (ميدالية ذهبية) وشادي بن حميدة (ميدالية ذهبية) وإيهاب الغانمي (ميدالية فضية) وفرح البريكي ( ميدالية فضية) وفراس الكعبي (ميدالية برونزية) لنقف حتما أمام صورة متوهّجة ومتحفّزة كلها قداسة وإقدام وعزيمة وإصرار لقاء أبطال صغار يحلمون بالغد الباسم ويرسمون مستقبل «تونس» الوضاء طالما هم يقارعون بالعلم منافسيهم من شتى البلدان في رسالة مضمونة الوصول تؤشرّ إلى أن «تونس» اليوم تتشكل نحو الابداع والتمّيز ... والمثال يأتي بكل وضوح من أعضاء الجمعية التونسية لثقافة ومسابقات الرياضيات في نشاط لا يتوقّف إطلاقا بين مقرّها المركزي في مدينة «المهدية» الساحرة وفروعها في عديد المناطق بالبلاد التونسية وصولا إلى صور جميلة خلّدتها كلّما شاركت في مسابقة ما على الصعيد القاري أو العالمي .. برافو لتلاميذنا .. لأبناء الاستاذ «رؤوف ثابت» والشيء من مأتاه لا يستغرب.