يواجه الطلبة في حياتهم الجامعية عديد الصعوبات على جميع المستويات سواء المادية أو الإجتماعية أو الدراسية...تجعلهم يعيشون حالة من الضغط النفسي يعكر عليهم أجواء المراجعة والإستعداد الكامل للإمتحانات فلكل طالب عائق يؤرقه وعقبات تحول بينه وبين الإستعداد الجيد لإجراء الإمتحانات في أحسن الظروف... التونسية إقتربت من هؤلاء الطلبة وبحثت في أهم الأسباب التي يعاني منها الطالب في حياته الجامعية. *كثرة الدروس وقصر مدة المراجعة. -سناء الورتاني(25 سنة طالبة حقوق) تقول إنها تعيش حالة من الأرق والإنزعاج كلّما اقترب موعد الإمتحانات نظرا لكثرة المواد الدراسية التي سيتم إجتيازها فكل محور دراسي يتطلب أسبوعا من أجل الفهم والحفظ. وأضافت بأن الطلبة ليس لديهم الوقت الكافي نظرا إلى أن المدة المخصّصة للمراجعة حددت بأسبوع فقط ممّا يجعل الطالب يعيش ضغطا نفسيّا قائلة:"فكيف يمكننا أن نكون طلبة قادرين على التوفيق بين الدراسة والمراجعة في سائر الأيام فكل يوم نجتاز إمتحانات في كل مادة مدة أربع ساعات في الفترة الصباحية والفترة المسائية...كما انه لا يمكننا أن نوفّق في ظل هذه الضغوطات في مراجعة جميع المواد بشكل جيد مما يجعلنا نخفق في البعض منها... *توقيت دراسي مجهد للغاية. -أمل الجديري(20 سنة طالبة بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية بتونس) تقول معبرة عن رأيها بكل سخط وغضب عن الوضع الحالي للدراسة قائلة:"نحن ندرس السنة الأولى بشكل عادي ونجتاز في السنة الثانية مناظرة وذلك يجعلنا نشعر بأننا في خطر نظرا للخوف من الإخفاق في هذه المناظرة كما أن المدة المخصّصة للمراجعة لا تسمح لنا بالإلمام بجميع المواد على أكمل وجه هذا إلى جانب أن توقيت الدراسة متعب ومجهد للغاية حيث ندرس من الساعة الثامنة صباحا إلى حدود السادسة مساء إضافة إلى مدة التنقل في وسائل النقل فكل هذا مشوار عذاب وجهاد بالنسبة إلى الطالب إلى جانب أننا ندرس مواد صعبة للغاية 9 مواد "...كل هذا يجعلنا نشعر بضغط كبير وإحباط شديد عند اقتراب موعد الإمتاحانات النهائية والخوف من الفشل...خصوصا أمام ما يعانيه كل واحد منا من صعوبات مادية...والأغرب من كل ذلك أننا أيضا نتلقىّ دروسا خصوصية لتحسين مستوانا العلمي لكن رغم كل هذا فالنتائج السلبية هي التي نجدها في انتظارنا..." *"القرعة" تحدد مصير الطالب. -ناهد شارني(25 سنة طالبة)تقول:" إننا حقا طلبة مساكين في ظل كل ما نعيشه من صعوبات على المستوى التعليمي فمن بين 160 طالبا في مجال اللغات يجتازون الإمتحانات لا يقع إختيار سوى 8 طلبة وبالنظر إلى المجهودات القائمة في مجال المراجعة فنحن نعاني الأمرين حيث نقوم بمراجعة 4 مواد دراسية ولا يقع في اليوم الأول سوى إجتياز مادة واحدة عن طريق القرعة"TIRAGE AU SORT" وبعدها تعاد نفس الكرة في ثلاث مواد ولا نعرف أي منها سنجتازه في الإمتحان وهكذا دواليك في حين تكون المواد المختارة متباعدة عن بعضها فكل مادة نجتازها بعد مضي أسبوع كامل مما يزيد في مدة المراجعة فيوّلد ذلك مللا وضغطا كبيرا على المستوى النفسي لدى الطالب... *الضغط النفسي. -لميس عالوس(24 سنة) تقول:"صراحة أرى أننا كطلبة خصوصا في المرحلة النهائية من الدراسة الجامعية نواجه عديد المشاكل خصوصا من ناحية التأطير في رسالة ختم الدروس الجامعية إلى جانب الإستعداد من جهة أخرى للإمتحانات وكذلك القيام بتربص ميداني في مجال الاختصاص وإنجاز تقرير التربص إلى جانب كثرة المواد فكل هذا ذلك مجتمعا يسبّب لنا انهيارا عصبيّا, إضافة إلى أنّ الأستاذ المؤطر لا يكترث لحال الطالب فقط يؤطره كلاما وليس فعلا من أجل مقابل, أما الدراسة فالمواد غزيرة جدا وظروف المراجعة ليست جيدة بالنسبة إليّ أسكن بالمبيت وأواجه صعوبة في المراجعة بحكم أننا نسكن 3 فتيات في غرفة واحدة وهذا لا يساعد على التركيز نظرا لغياب الإحساس بالراحة والتفاهم.." *توفر عديد الشروط... أحمد(25 سنة طالب بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار)يقول:" ليكون الطالب ناجحا ومستعدا أتم الإستعداد للإمتحانات لا بد أن تتوفر عديد الشروط أولها تحسن ظروفه المادية الجامعية لا تفي بحاجيات الطالب المتعددة على غرار السكن، الأكل، نسخ الوثائق وغير ذلك من المستلزمات الضرورية التي يحتاجها كل طالب خصوصا وأن المنحة يتم توزيعها في شكل أقساط متباعدة كل قسط لا يمكن الطالب من أن يغطي كامل إحتياجاته الجامعية بالإضافة إلى قصر فترة المراجعة فيا حبذا لو يمكنونا من فترة مراجعة لشهر أو حتى 15 عشر يوما حتى يتمكن الطالب من المراجعة بشكل جيد ودون أي ضغط أو تخوف من ضيق الوقت..." *العمل والدراسة لتحقيق الحلم. -أيمن(26 سنة طالب في الهندسة الإعلامية) يقول:"كيف لي كطالب وأنا مازلت أعتمد على العائلة في تسديد تكاليف دراستي ومصاريفي الجامعية, أن أتمكن من شراء "حاسوب محمول" الذي أصبح إجباريا في الدراسة في حين أن إمكانياتي المادية محدودة...لذلك اضطررت إلى العمل والدراسة معا حتى أتمكن من شرائه مما أثر ذلك سلبا في نتائجي الدراسية..." في ضوء ما سبق يبدو أن الطالب اليوم رغم ما توفّر له من حوافز مادية وتعليمية تدفعه إلى مزيد البحث وتقديم الإضافة في مجال اختصاصه إلا أن هناك صعوبات وعراقيل عديدة سواء منها المادية أو المتعلقة بطريقة توزيع البرامج الدراسية المكثفة إضافة إلى قصر فترة المراجعة كل ذلك يوّلد ضغطا نفسيا لدى الطالب ويحدّ من قدرته على الإضافة. وهو ما يستدعي مزيد الإحاطة بالطلبة خاصة ذوي الاحتياجات الخصوصية كما أن الإحاطة النفسية بهذه الفئة ضرورية للمحافظة على الطاقات الكامنة فيها وتطويعها لخدمة العلم والمعرفة.