تواترت الأحداث السياسية في الآونة الأخيرة خاصة داخل الأحزاب المعارضة التي تسعى إلى مزيد العمل بمناسبة السنة السياسية الجديدة ومن بين أحداث الساعة والتي كثر فيها الجدل "الائتلاف الثلاثي" كما سماه البعض والذي قد يصبح "الائتلاف الثنائي" بعد انسحاب حزب الوحدة الشعبية. وحول أسباب الانسحاب وما يحدث في حزب الوحدة التقت "التونسية" السيد "هشام الحاجي" عضو المكتب السياسي للحزب فكان هذا الحوار: * ما لبث أن عاد الائتلاف الثلاثي للاجتماع حتى أعلن حزبكم عن الانسحاب فما هي الأسباب؟ - لا بد أن نوضح أن التنسيق بين الأمناء العامين لم يرتق إلى مستوى التحالف. وانحصر الأمر في لقاءين متباعدين في الزمان وفي إصدار بيانين أثارا ردود فعل مختلفة داخل حزب الوحدة الشعبية إذ كان هناك من يعتبر أن هناك أولويات أهم بكثير من التنسيق مع أحزاب أخرى. ويعاب على لقاء الأمناء العامين عدم خضوعه لرزنامة واضحة إضافة إلى عدم تشريك إطارات الحزب في الإعداد لهذه اللقاءات ومتابعتها. * ما هي الأولويات التي تحدثتم عنها؟ - الأولويات التي أشرت إليها تتمثل أساسا في بلورة مقترحات وتصورات خاصة بحزب الوحدة الشعبية تمهيدا للتشاور والحوار مع السلطة السياسية. وكذلك الإعداد للمؤتمر الوطني للحزب الذي سينعقد في السنة القادمة. ولم نشرع بعد في الإعداد له سياسيا وهيكليا. * البيان الذي صدر عقب الاجتماع الأخير لهذا الائتلاف كان محل انتقادات من قبل البعض وقيل أنه لم يتضمن غير "العموميات" فماهو رأيكم في ذلك؟ - تتمثل قراءتي الشخصية في أن البيان تضمن قراءة لا نلتقي معها تماما في حزب الوحدة الشعبية لأن البيان ركز على مسألة الشراكة الكاملة. وفي إشارة ربما إلى المشاركة في الحكومة. وتضمن كذلك شيئا من الخلط في ما يتعلق بالأحزاب المعنية بهذه الجبهة في صورة ما إذا تشكلت. ونحن في حزب الوحدة الشعبية بقدر ما نؤمن بالحوار بقدر ما نعتبر أن المرحلة الحالية ليست مرحلة تحالفات أو تنسيق. فالأولوية لحزبنا لا تتمثل في توسيع مفهوم الشراكة وهو مفهوم استعمله البيان بطريقة غامضة وفضفاضة بل تتمثل في الدعوة إلى مزيد تطوير القوانين المنظمة للحياة السياسية. * لوحظ "ارتباك" في أحزاب المعارضة وخاصة أحزاب الائتلاف الثلاثي ومن بينها حزبكم إزاء بعض التحركات والمواقف السياسية التي أعلن عنها البعض، فبماذا تفسر ذلك؟ - لا أميل كثيرا إلى الحديث عن "ارتباك" لأنني لا أشك في خبرة وحسن نوايا الأمناء العامين الثلاثة. ولكنني أعتقد في المقابل أن بعض التسرع وعدم تشريك إطارات الأحزاب هو الذي ولد قراءة غير سليمة لبعض المستجدات. وهو أمر طبيعي لان الخطأ في السياسة يبقى دائما واردا. والمهم هو أن نستفيد منه. وأهم درس يمكن استخلاصه من هذه التجربة التي لم تعمر كثيرا هو أن نجاح التنسيق بين الأحزاب يبقى مرتبطا أساسا بمدى سلامة الوضع الداخلي لهذه الأحزاب وبحضورها الفعلي على أرض الواقع لأن تجميع مكونات تشكو من الضعف والخلل لا يمكن إلا أن ينتج هيكلا ضعيفا ومختلا. * تعودنا أن نرى هذا الائتلاف قبل المواعيد السياسية لكن هذه المرة انعقد الاجتماع في غير هذا الإطار. فما هي الأسباب التي حتمت هذا الاجتماع؟ - أعتقد أن انعقاد هذا اللقاء بشكل فجئي يمثل سببا من أسباب فشله لأنه كان من المفروض أن تكون هناك لقاءات جانبية سابقة توضح نقاط الاختلاف والالتقاء وتحديد خارطة الطريق التي يقع الشروع في تطبيقها مع بداية السنة السياسية الجديدة. لكن اعتقد أن الرغبة في تسجيل الحضور قبل إعداد العدة لذلك هي التي حكمت على هذا التنسيق بالفشل وجعلت البيان "زوبعة في فنجان". * أطلقت بعض الأطراف والشخصيات نداءات في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية القادمة ألا تعتقد بأن مثل هذه المبادرات هي السبب وراء هذه الحركية للأحزاب السياسية ولهذا الائتلاف؟ - لا أعتقد أن هذا البيان يمثل ردة فعل على النداءات التي أصدرتها بعض الشخصيات مناشدة رئيس الدولة مواصلة الاضطلاع بالحكم. وذلك لسببين: أولهما أن الأحزاب لا تتفاعل إلا مع مبادرات الأحزاب أو مبادرات السلطة. وثانيا حزب الوحدة الشعبية ليس له من حيث المبدأ موقف مناهض لما جاء في هذه المبادرات وإن كان حزبنا لم يعبر عن ذلك حاليا فلأن المسألة لم تطرح في مستوى الحوار والتشاور بين الأحزاب. * لو طرحت هذه المسألة على مستوى الحوار بين الأحزاب ما هو موقفكم؟ - نحن نعتبر أن الرئيس "زين العابدين بن علي" هو المؤهل الأكثر من غيره لقيادة تونس في المرحلة القادمة لأن ما حققه يمثل في حد ذاته شاهدا على قدراته القيادية وحافزا لمزيد المواصلة. هذا فضلا عن وجود التفاف واسع حول شخصه وهذا هام لضمان الاستقرار. علاوة على ذلك فإن تركيبة الساحة السياسية تشير إلى أنه من الصعب جدا أن يفقد التجمع الدستوري الديمقراطي الأغلبية في الانتخابات القادمة. والتجمع اختار أن يكون الرئيس "زين العابدين بن علي" قائده في المرحلة القادمة. * ونحن على أبواب سنة سياسية جديدة ما هي حسب رأيك التحديات التي سيواجهها حزبكم وسيعمل على رفعها؟ - السنة السياسية القادمة ستكون ذات أهمية بالغة وذلك لسببين مترابطين يتمثل الأول في أنها ستكون بداية الانطلاق للتفكير في الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2014. والسبب الثاني يتمثل في أنها ستشهد انعقاد المؤتمرات الوطنية لبعض الأحزاب المعارضة. وبالنسبة إلى حزب الوحدة الشعبية سيتحرك على محورين أساسين ومتكاملين وهما تقديم تصورات ومقترحات حول كل الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. والمؤتمر الثامن الذي نريد ان نبرز فيه ما بلغناه من نضج. * ماذا عن الأوضاع الداخلية للحزب، هل تمت تسوية الملفات المتعلقة خاصة بالجانب الإعلامي بعد تخلي "الحاج سالم" عن مهامه؟ - الأوضاع مقبولة إجمالا لأنه رغم خوضنا لعدة نقاشات ثرية ومتحمسة أحيانا فإن العلاقات الإنسانية تبقى قائمة الذات. وهذا ما يسمح بالتفكير في الملفات المطروحة والمتمثلة أساسا في تطوير آليات العمل واتخاذ القرار لتمكين الحزب من مزيد الاستقطاب. ومن حسن التأطير. وبالنسبة إلى الجانب الإعلامي ففي أقرب الآجال سيتم النظر في هذا الموضوع. فالحزب له جريدة وإذاعة على الإنترنيت وموقع إلكتروني وهذا يتطلب شخصا تتوفر فيه الشروط ليتولى رئاسة التحرير. أميرة محمد