أعلن أمس رسميا من طرف مسؤولي الجامعة التونسية لكرة القدم عن المدرب الجديد للمنتخب التونسي لكرة القدم وهو لا يعدو أن يكون سوى الممرن العائد بعد نحو عام من الغياب ، إنه فوزي البنزرتي . هذا المدرب وبعد العودة من نهائيات كأس افريقيا 2010 في فيفري الماضي صرّح بأنّ كرة القدم التونسية لا يمكن أن تتطور بمثل هذه الطريقة التي تدار بها حاليا دواليب بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بالخصوص فعدد المباريات التي يجريها كل فريق لا تتعدى الثلاثين مباراة اعتبارا لعدد المباريات في البطولة (26 مباراة) و بعض المقابلات في تصفيات كأس تونس ، هذا العدد يتحقق لبعض الفرق دون غيرها وهي التي تجاوزت بعض أدوار الكأس دون اعتبار لفريق أو اثنين والتي تشارك في البطولات الإفريقية و التي يصل عدد المباريات التي تجريها إلى ما يحوم حول الثلاثين فالترجي الرياضي التونسي الذي بلغ الدور النهائي لرابطة الأبطال قد يكون بلغ الأربعين مباراة تقريبا وعدد المباريات هذا الذي يجريه لاعبو فرقنا لا يمكن أن يحسن من المستوى العام للفرق ولا للاعبين طبعا وهو ما يجعل مستوى منتخبنا الوطني ضعيفا مقاربة ببقية المنتخبات الإفريقية التي بلغت مستوى جيدا فصرنا ننهزم في تونس أمام الملاوي و بوتسوانا ونفرح بالفوز على التشاد وهو مؤشر قوي على انحدار مستوى الكرة التونسية ، و بالتالي فإن فوزي البنزرتي و إن لم يغير رأيه الذي سبق أن أعلنه في فيفري 2010 و المتمثل في اعتماد " البلاي أوف " و " البلاي أوت " في بطولتنا أي أنّه بعد نهاية الجولات و الست والعشرين لا يحصل الفريق الأول على البطولة مباشرة بل تتواصل المباريات فيكوّن الفرق الأربعة أو الخمسة الأولى " مجموعة البلاي أوف " في شكل بطولة ذهابا و إيابا و تكوّن مجموعة ثانية من الفرق الأربعة أو الخمسة الأخيرة " مجموعة البلاي أوت " و في نهاية هذه اللقاءات نتعرف على البطل كما ينزل الفريقان الأخيران إلى الرابطة الثانية ، وفي هذه الحالة يلعب النادي الإفريقي مثلا ثماني أو عشر مباريات ضدّ كل من الترجي الرياضي التونسي و النجم الساحلي و النادي الصفاقسي و الملعب التونسي مثلا فتكون هذه المباريات كلها بمثابة " دربيات " فيحضر الجمهور بأعداد غفيرة ويشارك اللاعبون في مباريات قوية يحكمها حكام نزهاء وهو ما يؤثر إيجابا في مستوى كرة القدم التونسية وتعود نكهة اللعب و التنافس النزيه إلى اللاعبين و الجماهير .. هذا هو مشروع فوزي البنزرتي الذي أعلن عنه منذ عام فهل سيؤكد ذلك بعد أن تمّ تعيينه رسميا مدربا للمنتخب التونسي لكرة القدم أم أنّ بعض الفرق سترفض المقترح مثلما سبق و أن رفضت هذا المشروع منذ سنوات والذي تمت تجربته لموسم واحد قبل أن يعود النظام الحالي لأن رئيس أحد الفرق رفض ذلك اعتبارا إلى أنه يكمل الترتيب في المرتبة الأولى فكيف سيقبل أن يفرط في " حقه " و يعطي فرصة جديدة لفرق أخرى قد تتغلب عليه و بالتالي يفلت منه اللقب وهذه هي الأنانية بعينها لأن البعض يغلّب مصلحة فريقه دون اعتبار مصلحة كرة القدم التونسية و سمعتها في المحافل الدولية لذلك إذا أرادت الجامعة فعلا لفوزي البنزرتي النجاح و للكرة التونسية العودة و التألق فما عليها إلا أن توفر كل الظروف المناسبة للمدرب الجديد ، فلنتركه يعمل وفق المشروع الذي جاء به و يكون الحساب بعد ذلك، فمن يدري لعل سي فوزي " يجي الشفاء على يديه " ..