لقد أحاط الرئيس المخلوع نفسه بمجموعة من المطبلين والمزمرين إضافة إلى أحزاب كارتونية وهمية تمثل دورها في مباركة القرارات ....والتنويه بديمقراطية "السرجان" ولهذا كان طبيعي جدا أن يجازى "نجباء" عصر التغيير ..وإن كنا ضد العنف والتهشيم والتكسير فإن الخنق دفع بأبناء هذا البلد إلى إحراق ضيعة في تاكلسة على ملك زعيم حزب الوحدة الشعبية محمد بوشيحة...ولسان حالهم يقول من أين جاءت هذه الضيعة...هذه جزء من الهدايا التي أغدق بها الرئيس بن علي على تلاميذه النجباء...ولهذا انهارت هذه التنظيمات وهذه الأحزاب التي كانت فاقدة للمصداقية ولكن بن علي أراد أن يضفي عليها رصيدا من شرعية هي فاقدة لها... والخوف اليوم كل الخوف من أن ينقلب المطبلون والمزمرون إلى أبطال ويتناسوا دورهم القذر في خدمة سلطة هذا الرجل الذي حكم البلاد بالحديد والنار و"بالجزر" التي اقتلعها اقتلاعا من هذه التربة الخصبة. والمنطق والواجب يدعوان إلى إعادة هذه الهدايا إلى أهلها...وهذا أضعف الإيمان...ولا تجدر تسمية أسماء المتخاذلين والمسبحين لبن علي لأن القائمة طويلة وطويلة جدا. ولكن السؤال المطروح هو ما مصير هذه الفقاقيع التي صنعها الرئيس المخلوع ونفخ في صورتها....فهل تقدر على الحياة اليوم وتقدم بدور آخر غير الدور الذي عهد به لها هل تقوم بنقدها الذاتي...وما اكثر المنتقدين لمسيرتهم السابقة في بلدنا عشية هروب بن علي محاطا ب4 طائرات هيليكوبتر أما أنها ستولي الأدبار وتعرف نفس المصير وهي التي كانت تسبق الأحداث وتبادر خدمة للسيد الهارب. لقد كان يثيرهم أن تقول بوجود معارضات في تونس لا معارضة أين هم اليوم هم كالفئران المذعورة بعد هروب "النمر" الكارتوني هل ما بقي من فكرهم شيء وأين هي جحافل "المناضلين" في العوامات ...سيذكرهم التاريخ بكل سوء وستعود حتما هداياهم المسمومة إلى أصحابها الحقيقيين وتطوى صفحتهم كما طويت صفحة الرئيس السيئ الصيت ولن يبق سوى من كان معارضة حقيقية لحكم الطاغية وزبانيته الطرابلسي وشيبوب والماطري والمبروك وشركاء بن علي في المشاريع سواء في المغازات والسوبارات أو النزل...