سقط النظام وقال الشعب التونسي كلمته..هذا التحرر من ربقة الدكتاتورية والقمع و..و..و.. ما كان ليحدث لولا أن دفع أمثال المرحوم محمد البوعزيزي دماءهم وأزهقت أرواحهم وواجهت صدورهم الرصاص الحي وهم في مقدمة الصفوف الأولى. في المقابل ومن تحت ركام الحرائق خرج ملايين المضطهدين والمحرومين من نعمة بلادهم والتي استأثرت بها قلة قليلة وهم الذين كانوا قبل أيام قليلة يسبحون بحمد نظام بن علي ويثمنون رعايته الموصولة لكل فئات الشعب التونسي وما بالعهد من قدم فإن الحبر الذي أمضت به "الشخصيات الوطنية" مناشدة بن علي الترشح لانتخابات 2014 لم يجف بعد وتلك مسألة أخرى...في المقابل بقيت مجموعة من المنافقين في بعض القنوات تعيش على أطلال "البندير" إن ولا يمكن البتة أن نبني المستقبل ب"المترهدنين" و"المنافقين" ورجال الماضي. على غرار ما قدمته منشطة قناة حنبعل عربية بن حمادي التي افتقرت إلى أبسط قواعد اللياقة عند مخاطبتها السيد الوزير الأول ومناداته ب"سي" محمد فضلا عن إزعاجها للمتفرجين وهي "تزوم" المرة تلو المرة أثناء إدلاء محمد الغنوشي بتصريحه وتباكيها على "صنصرة" و"مقص" وزارة الاتصال في وقت سابق وهي ترتجف رفقة مخرج برنامجها والحال أنها ومثيلاتها كانت تثني على الشفافية الإعلامية قبل أيام قلائل وقديما قيل من شكر وذم فقد كذب مرتين. حال عربية بن حمادي لم يكن أفضل من الزميل لطفي العماري رئيس تحرير مجلة "حقائق" الذي "كال" كل النقد والانتقاد لنظام بن علي طوال 23 سنة كاملة في حين أن "أطروحاته" في برنامج بلا مجاملة لا تزال شاهدة عليه وقياسا على عربية وفيصل وغيرهما يوجد الكثيرون ممن قلبوا "الفيستة" في لمح البصر وأشهروا ألسنتهم ليطلقوا عنانها للسب والشتم والتباكي. ما وقع اليوم هو خطوة أولى على درب رحلة الألف ميل وإذا ما كنا ندعو إلى نبذ كل الخلافات السياسية واستصدار عفو عام على المنفيين والانطلاق الفعلي في بناء صرح الوطن العزيز بعيدا عن أبواق الدعاية وحاملي الأقنعة لأنهم أخذوا نصيبهم بات لزاما علينا طي صفحتهم لأن المطبلين والمهللين لا تهمهم مصلحة الوطن بقدر ما هم يبحثون عن مصلحة آنية شخصية وآخر ما يفكرون فيه هو الوطن وفاقد الشيء لا يعطيه.