اجتمع المكتب السياسي لحزب الخضر للتقدّم اليوم 18 جانفي 2011 وبعد تدارسه لآخر التطورات على الساحة الوطنية وما تشهده بلادنا من تحوّلات مُتسارعة أصدر البيان التالي: 1- يُبارك حزب الخضر للتقدّم انتفاضة شعبنا الأبيّ والّتي عبّرت عن رغبة حقيقّية للتغيير وتحقيق الانتقال الديمقراطي والمُطالبة بالشغل ومُكافحة كلّ مظاهر الظلم والفساد والمحسوبيّة وانعدام التوازن في توزيع ثمار الثروة الوطنيّة، هذه الانتفاضة التي أبهرت العالم وشكلت منعرجا حقيقيا في تاريخ بلادنا لرسم صفحة جديدة عنوانها الحرية والكرامة والعزّة والوحدة والوفاق ومشاركة كل الأطراف السياسية دون إقصاء أو استثناء أو تمييز. 2- يُعبر الحزب عن مُعارضته للمنهجية التي تمّ بها علاج الوضعية الاستثنائيّة للسلطة التنفيذية وخاصة على مستوى تركيبة الحكومة والّتي جاءت على خلاف ما تمّ التشاور حوله مع السيّد الوزير الأوّل حيث أكّد حزبنا – ولا يزال وحتى خلال فترة الحكم السابق - حقّ كلّ الأطراف السياسيّة في المشاركة في الشأن العام وخدمة المصلحة الوطنيّة. 3- إنّ حزب الخضر للتقدم يُنبّه قوى شعبنا الأبيّ والماسكين بدواليب الدولة في هذه الظرفيّة الانتقاليّة والدقيقة إلى أنّ المنظومة السياسية الجديدة في طريقها إلى ارتكاب نفس المطب ونفس الخطأ الّذي انحدرت إليه المنظومة السابقة والتي لجأت طويلا إلى مبدأ الإقصاء ومُحاولة تقسيم المعارضة والأطياف السياسيّة وإحداث تصنيفات لها بين أحزاب كبرى وأحزاب صغرى أو راديكالية ووفاقيّة. 4- يأسفُ الحزب للخيانة التي ارتكبتها بعض أطياف المُعارضة ليس فقط لنضالات شعبنا بل كذلك لشعاراتها ومبادئها السابقة حيث قبلت المشاركة في ظلّ نيّة مبيّتة للإقصاء والفرز السياسي وتصفية خلافات سابقة في المواقف والخيارات السياسيّة والحزبيّة. 5- ومع رفضه المجدّد للركوب والتلاعب بإرادة الشعب والتعمية على حقيقة ما جرى من مشاورات بعيدة عن الأضواء وبتعليمات من جهات لا تهمّها المصلحة الوطنيّة بقدر ما يهمّها البقاء والاحتماء والتفصّي عن مسؤولياتها في ما آلت إليه الأوضاع ببلادنا من تردّ في واقع الحريات العامّة والمشهد السياسي لسنوات طويلة، فإنّ حزب الخضر للتقدّم كان يأمل – ولا يزال- في أن تتوحّد صفوف كلّ الأحزاب الوطنيّة من كلّ الأطياف والإيديولوجيّات، حتّى تلك غير المعترف بها، في تجسيد رغبة الشارع التونسي منذ أكثر من 55 سنة، في رؤية مشهد سياسي وطني لا يُقصي أيّ طرف بما يمنح مكوّنات الساحة السياسيّة قدرات إضافيّة على التوحّد ولملمة صفوفها في مثل هذه الظرفيّة الدقيقة والصعبة من حياة البلاد وعلى النحو الّذي يستجيب لتطلّعات الانتفاضة الشعبيّة التي ما كان أحد يتوقّعها، ومن المؤسف أن يتمّ الاستحواذ على نضالات الشعب بهذه الصورة التي فيها الكثير من الإقصاء والاستثناء والهرولة إلى إرضاء الأهواء والمصالح الضيّقة البعيدة عمّا عبّر عنه الشعب بكلّ فئاته وجهاته. 6- يؤكّد حزب الخضر للتقدّم أنّه سيُواصل نضاله من أجل المساهمة في إنارة الرأي العام وخدمة الصالح العام بعيدا عن كلّ المطامح الفئوية الضيّقة والتزاما بالخيارات الوطنيّة التي ناضل من أجلها طويلا شعبنا الأبيّ. 7- ويتمسّك حزب الخضر للتقدّم باحترام الدستور التونسي القائم للمرور من هذه المرحلة الانتقاليّة وذلك في الفصل 57 ويأمل أن تتوصّل لجنة الإصلاح السياسي التي تمّ الإعلان عنها إلى صياغة دستور جديد يخوّل لجميع الأطراف السياسيّة المشاركة بما يعكس إرادة الشعب. 8- كما لا يفوتنا ونحن مجتمعون أن نحيي موقف كلّ من الإتّحاد العام التونسي للشغل وحركة التجديد والتكتّل من أجل العمل والحريّات من خلال إنسحاب ممثليهم من الحكومة المعلن عنها مساء أمس والتفهّم لما آلت إليه الأمور من خلال الإقصاء للعديد من الأطراف، ونجدّد دعوتنا إلى تشريك كلّ الأطراف والأطياف السياسيّة دون استثناء.