تونس - الحوار نت - صيحة فزع بل صيحات وزفرات تلك التي أطلقتها السيدة فاطمة بنت سعد وهي تبحث وتسأل وتتحرى دون ملل أو كسل عن فلذة كبدها الغائب المغيّب منذ سنين.
الأمر يعود إلى 29 جوان 2003 حين غادر الشاب وليد دربالي محل سكناه بالرخمات معتمدية سبيطلة ولاية القصرين ، قاصدا مدينة سوسة يحفّه الأمل في مدّ يد المساعدة لوالده وسدّ بعض حاجيات أسرته، غير أن الأيام مرّّت،، ثم تبعتها الأشهر وتلتها السنوات.... ولا خبر!.
التاعت الأسرة وانطلق الأب يجوب ربوع مدينة سوسة ومنها تنقل إلى المدن المجاورة، أمّا الأمّ وبعد أن طافت جميع مقرّات الأمن تحوّلت إلى طرق أبواب المسؤولين فترددت على مختلف المؤسسات النافذة لتخرج في الأخير بلا جواب ولا أمل ولا حتى احتمالات مقنعة لهذا الغياب.
عامل الزمن الذي يُعتبر مساعدا وعاملا للنسيان لم يزد هذه الأمّ إلا تحرّقا ألهب حالتها النفسية وأشعل النار في كبدها ، وهي تحارب بكل قوتها من أجل أن لا تستسلم إلى فكرة أنّ فلذة كبدها ذهب إلى الأبد،، بل وصل بها الأمر إلى مقاطعة كل من يلمح لذلك ..
واليوم وبعد سبع سنوات من الغياب المتواصل و سبع سنوات من البحث الشاق، ما زال طيف "وليد " يهيمن على البيت وما زالت الأم تترقب الخبر السعيد مع كل قادم وطارق ومناد.. والأمل يحدوها في ضمّ ابنها إلى الصدر الذي طالما غذّاه باللبن وزوده بالحنان.
لهذا فإنّ الأم فاطمة تجدد النداء للجهات الأمنية والمختصّة في بلادها تونس من أجل أن تتحرك بجديّة في هذا الأمر فهي تبحث عن خبر شاف مهما كان نوعه بالسلب أو الإيجاب، المهمّ أن لا يبقى مصير ابنها رهين المجهول .
كما تتمنى أن لا تلحق صرختها هذه بسالف صرخاتها التي أطلقتها على مدار السبع سنوات، وكان مصيرها أدراج مكتبات الجهات المختصّة. ويحدو أم وليد الأمل في كل من قابل أو شاهد أو سمع عن ابنها شيء بعد تاريخ التاسع والعشرين من جوان 2003 ليمد يد المساعدة وتهيب بالكلّ أن لا يترددوا في الإبلاغ عن أيّة معلومة مهما كان حجمها وكنهها..
وليد بن سلطان بن مبروك دربالي غادر أسرته بعد ثلاثة أيام من بلوغه العشرين عاما.. واليوم وإن كان على قيد الحياة فهو ابن السابعة والعشرين عاما.. فهل ستكشف فصول هذه المأساة أم يطوي المجهول سرّ اختفاء وليد وتموت الأمّ بحسرتها ؟؟؟
ونحن بدرورنا نضمّ صوتنا إلى صوت هذه الأمّ ونقول ما قاله الصادق المصدوق "من فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة"رواه الشيخان من حديث ابن عمر.