في كل مرة نحاول فيها التخلص من طيف رازي القنزوعي عند مشاهدتنا لبرنامج الأحد الرياضي إلا وتجد صورة هذا الأخير تقتحم علينا خلوتنا عنوة وتعيدنا جبرا إلى أيام مضت حيث كان ابن القنزوعي - وهذا في الحقيقة عيبه الوحيد- يؤثث أركان البرنامج الرياضي الأول في تونس برنامج الأحد الرياضي ولأنه لا يمكن أن نتوقف بأي حال من الأحوال على أي اسم مهما كانت كفاءته خاصة وان رازي القنزوعي وخلافا لوالده ترك أفضل اثر لدى المشاهدين عند مروره بأروقة التلفزة التونسية وهو الذي عرف عنه دماثة أخلاقه وحسن تعامله مع كامل محيطه فان هذا لا يعني بالضرورة انه حمل معه مفاتيح وأسرار نجاح البرنامج لذلك كنا من بين الذين راهنوا على الوجه التلفزي ربيع البحوري لأخذ المشعل وسد الفراغ الذي تركه انسحاب رازي القنزوعي وكانت لدينا قناعات راسخة بان هذه الكفاءة التونسيةالشابة قادرة على كسب الرهان متى توفرت لها كل ممهدات النجاح التي كانت بحوزة وتحت تصرف رازي طبعا مع استنجاد ربيع ببعض أدواته الخاصة ليخرج الأحد الرياضي من جلباب رازي وتكتمل الصورة التي رسمناها للبرنامج ولمقدمه في ثوبه الجديد... لكن يبدو أن حنينا إلى رازي القنزوعي سيكون اشد وقعا علينا من كاريزما ربيع الذي يدرك جيدا أن سلفه كان يملك رصيدا كبيرا من المؤيدين وانه سيقع شئنا أم أبينا في فخ المقارنة فتلك فلسفتنا في الحياة...اضطررنا إلى الحديث عن ذكرى القنزوعي من وراء كاميرا الأحد الرياضي لان ما شاهدناه خلال الحصص الأخيرة من البرنامج المذكور وخاصة خلال حصة الأمس يبعث حقيقة على التساؤل حول مستقبل هذا البرنامج الذي بدا مترنحا ومتعثرا في خطواته الأولى ولولا بعض التدخلات الرشيقة من الكابتن خالد حسني الذي يمكن القول انه نقطة الضوء الوحيدة لكان الفشل الذريع هو العنوان الوحيد للأحد الرياضي... أكثر ما لفت انتباهنا خلال متابعتنا للبرنامج هو عدسة الكاميرا التي تتجول داخل الأستوديو وكأنها مخمورة وبدا لي وكأن مخرج الحصة ما يزال في فترة تربص فتعامله مع الكاميرا نشاز على طول الخط ورؤيته للأمور مغلوطة وهو لا يفقه شيئا تقريبا في حديث العيون وسحر العدسات وعشوائيته حرمت حتى ربيع البحوري من تعديل نظاراته...كما أن الزوايا التي استخدمها مخرج الحصة في بثه تثير الدهشة وتبعث على السخرية فكأنه كان يسترق النظر على الجماعة...هذا دون أن ننسى طبعا كيف كانت الصورة ترتعش وكيف تسرب حديث الكواليس إلى مسامع المشاهدين وكيف دعانا مقدم الحصة إلى فاصل لكننا لم نبارح مكاننا وكيف وجد البحوري نفسه في التسلل أكثر من مرة بسبب غياب الصورة أو تأخر قدومها... هذا ما كان ليحدث في حصة يكون ربانها رازي القنزوعي وان حدث فإنه يأتي في شكل استثناءات متفرقة بين الحين والآخر دون أن تستفزنا أو تثير انتباهنا أو تنغص فرجتنا... الأحد الرياضي في نسخته الثورية يعاني عديد الهنات والمجال يبدو سانحا لتلافيها خصوصا و أن ربيع البحوري له ما يميزه ونعني ملكة التنشيط كما انه قادر على إنجاح البرنامج متى تخلص من خوفه تجاه المحيطين به ومتى تحمل مسؤولياته كاملة لأنه يجب أن يعلم انه المسؤول الأول والأخير عن نجاح البرنامج من عدمه لذلك فمن حقه أن يتساءل عن سر تغيير مخرج الحصة وتعويضه بآخر أثبتت التجارب انه بعيد كل البعد عن عالم الكاميرا...كما نهمس في أذن ربيع بكل لطف بان يفسح المجال لضيوفه للحديث عن الأمور الفنية والاكتفاء بإدارة الحوار وعدم استعراض عضلاته المعرفية لان هذا ليس دوره...