ذكرت وكالة "رويترز" أنّ عائلة مسؤول مدني رفيع في جهاز الشرطة برتبة محافظ في تونس أفادتها اليوم الاثنين ان أجهزة الامن قبضت عليه بسبب انتقاده من خلال الصحافة لما وصفه بتجاوزات في وزارة الداخلية. وقالت ليلى الفرياني زوجة محافظ الشرطة سمير الفرياني ل "رويترز" ان زوجها اعتقل يوم الاحد ولم تعرف الا صباح اليوم الاثنين وبوسائلها الخاصة انه معتقل. واضافت ان زوجها "خرج باكرا صباح الاحد لشراء هدايا بمناسبة عيد الامهات عندما اعترضته سيارة على متنها اربعة أشخاص اجبروه على التوقف ثم انزلوه عنوة من السيارة قبل ان يتم اقتياده الى ثكنة... (في العاصمة) دون اي تفسير." ومضت تقول "لم نعلم بانه معتقل الا صباح اليوم رغم اننا تنقلنا امس بين المستشفيات ومراكز الامن." وقالت عائلة سمير الفرياني انه اعتقل لكتابته مقالين نشرا في جريدة الخبير انتقد فيهما تعيين مسؤولين في مناصب عليا بوزارة الداخلية ، قال انهم ضالعين في قمع المتظاهرين . وصرحت زوجة سمير الفرياني ، ليلى الفرياني لوكالة "فرانس برس" ان "اربعة رجال امن بالزي المدني اختطفوا زوجي سمير الاحد على الساعة التاسعة صباحا من امام المنزل (بحي خزندار بالعاصمة) واقتادوه الى وجهة مجهولة". واضافت ليلى ان "عونا من القاعدة العسكرية بالعوينة (بالعاصمة) اتصل بها اليوم ليعلمها بخبر اعتقال زوجها والسماح لها بزيارته" من دون اعطائها مزيدا من التفاصيل حول اسباب الاعتقال . وذكرت "فرانس برس " ان مصدرا قريبا من الحكومة اكد لمراسلها قائلا: "سمير فرياني لم يختطف بل تم ايقافه بطلب من المحكمة العسكرية". واوضح مصدر في وزارة الدفاع ان "سمير فرياني اوقف اثر شكوى ضده من وزارة الداخلية من اجل المس من امن البلاد". وكان سمير فرياني (44 عاما) قد نشر يومي 24 و25 ماي الجاري في صحيفة "الخبير" التونسية رسالتين اشار فيهما الى "تجاوزات" مرتكبة من بينها "عملية اعدام جزء من الذاكرة الجماعية الامنية للشعب بما في ذلك وثائق متحصل عليها من الارشيف الخاص لحركة فتح الفلسطينية والتي تم استخراجها من منزل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في تونس. كما اتهم بعض المسؤولين الامنيين "المرتشين والموالين لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بالضلوع في "التعذيب الجماعي بحق اسلامييين". واوضح مصدر في وزارة الداخلية ان "الملف احيل على المحكمة العسكرية نظرا لخطورة الاتهامات".