تشهد الساحة القضائية اليوم تجاذبات جديدة فيما يعرف بقضية سفينة " أميرة" التي مضى عليها أكثر من 8 سنوات . و تتلخص الوقائع في أن سفينة الشحن التونسية "أميرة" كانت قد غرقت يوم 19 جانفي 2003 بالبحر الأسود بسواحل اكرانيا و فقدت هي و طاقمها المتكون من 24 بحارا منهم 19 تونسيا و 3 أتراك و 2 اذربين . و بعد ثبوت وفاة طاقم السفينة و أن هذه السفينة تونسية و مسجلة بميناء حلق الوادي تحت عدد 917 TG و هي على ملك "الشركة البحرية أميرة", مؤمنة بالنسبة للمسؤولية المدنية للطاقم لدى نادي الحماية و التعويض " انتاركوستال" و مؤمنة بالنسبة لجسمها لدى مجمع تونس للتامين,رفض المسؤول عن الشركة التعويض لعائلات المتضررين باعتباره حادث شغل بمعنى أن التعويض يقع دفعه من قبل شركة التامين مما حدى بالأهالي المتضررين إلى رفع قضايا على "الشركة البحرية أميرة" للحصول على التعويض الناتج عن الضرر المادي و المعنوي و فقدان جثث الضحايا.. و لدى قيام لجنة تقصي الحقائق المكّونة للغرض بالبحث تبين أن سفينة "أميرة" لا تتوفر فيها جميع المستلزمات و أن حالتها رديئة و بعض معداتها كانت معطبة و أن الشركة المجهزة و مالكة السفينة أخلت بواجباتها في اخذ الاحتياطات لتفادي هذا الحادث.. و بذلك يحق لورثة الهالكين مطالبة الشركة بالتعويض على أساس المسؤولية المدنية .. و على اثر ربح الاهالى الحكم الابتدائي في خصوص الضرر ,طعنت الشركة في الحكم الابتدائي و لدى النطق بالحكم الاستئنافي لم تستطع سوى عائلة فقط الحصول على التعويض في حين أن بقية أهالي الهالكين رفض طلبهم لعدة أسباب قانونية..و قد أعاد الأستاذ "لطفي الشملي" رفع قضية بخصوص الحصول على التعويض بالنسبة للأتراك الثلاث الذين كانوا على متن السفينة استنادا لقرار محكمة التعقيب التي قضت لصالح بعض اهالى المتضررين, أما بقية أهالي الضحايا فهم بصدد التحضير للحصول على التعويض.. و لمزيد تسليط الأضواء على الجديد في هذه القضية التي شغلت الرأي العام اتصلت "التونسية" بإحدى العائلات المتضررة و هي عائلة المرحوم "بلقاسم القاسمي".. و لدى الحديث مع زوجته السيدة" جازيه القاسمي " أكدت لنا أنها قامت رفقة بقية الاهالى بإعادة رفع دعوى لوكيل الجمهورية لإعادة فتح التحقيق في هذه القضية الشائكة والتي تعتبر ظروفها غامضة و مريبة .. إضافة إلى المطالبة بجبر الأضرار..و تتابع السيدة "جازية " حديثها قائلة بأنها قد تلقت استدعاء للمثول يوم 8 جوان المقبل بالمحكمة الابتدائية بتونس لإعادة فتح تحقيق في القضية..