أصدر الإتحاد العام التونسي للشغل بيانا حول الأحداث الجارية في المتلوي أكد فيه أنه يتابع بكلّ انشغال الأحداث الخطيرة منذ اندلاعها نهاية الأسبوع الفارط بمدينة المتلوي ويسجّل بكلّ أسى وامتعاض سقوط ضحايا، معتبرا هذه الأحداث طعنة في خاصرة هذه الربوع التي عاش سكانها لأحقاب متضامنين في السراء والضراء بما مكّنهم من مجابهة قوى الاستعمار إبان معركة التحرير والنضال المشترك ضدّ الاستغلال والوقوف صفّا واحدا دفاعا عن حقّ الشغل وطلبا للعدل الاجتماعي والتنمية المتوازنة. وأضاف البيان أن الإتحاد العام التونسي للشغل الذي قدّم مناضلوه أسمى التضحيات من أجل توحيد صفوف هذا الشعب بما ثبّت قيم التضامن والأخوة بين أبنائه ليهيب بكلّ أحرار المتلوي وشبابها صانع ثورة الحرّية والكرامة وبكلّ الأطياف السياسية، الانخراط الفاعل في التصدّي لكلّ مظاهر الحقد والعنف والغرائز البدائية، وإنه ليناشدهم التدخّل لتحكيم صوت العقل ونشر قيم المحبّة والإخاء بين جميع المتساكنين واعتبار التونسي تونسيا حيثما كان، وعدم الانسياق وراء كلّ الإشاعات التي يروم أصحابها الإساءة إلى ثورة شعبنا وبثّ بذور التفرقة والفوضى بغاية الالتفاف عليها. وطلب الإتحاد من قوى الأمن والجيش التي يوكل إليها السّهر على حفظ حياة المواطنين وممتلكاتهم اليقظة الدائمة، وعدم ترك المجال لكلّ ما من شأنه أن يكون سببا في سقوط ضحايا من أبناء شعبنا وقطعا للطريق أمام كلّ ما ينال من مكاسبه، وكلّ ما يرتهن حاضر بلادنا ومستقبلها، فإنه يبقى مجندا للعمل مع كافة المؤسسات المعنية في الحكومة والمجتمع للبحث عن حلول للمشاكل الناجمة عن السياسات اللا ديمقراطية واللا شعبية التي انتهجها العهد البائد وفي مقدمتها قضايا التشغيل والتوازن الجهوي، مؤكدا أهمية ضمان الاستقرار الاجتماعي في تشجيع الاستثمارات جلبا لمواطن الشغل والدور الذي يتحتم على الدولة أن تلعبه في المناطق التي ظلت لعقود محرومة من أسس النهضة والحياة الكريمة.