عمت الاضطرابات قطاعات الإدارة والنقل البحري والبري في اليونان صباح اليوم الأربعاء استجابة لنداءات النقابات الأساسية في البلاد في الوقت الذي يتهيأ فيه المواطنين لتنظيم عد مظاهرات بالعاصمة أثينا والعديد من المدن الأخرى. ومنذ الصباح الباكر احتشد المحتجون في الساحة الرئيسية "سينتاغما" قبالة البرلمان بالعاصمة حاملين العلم اليوناني وكذلك العلم الإسباني ولافتات تحمل باللغة الإسبانية: "لامرور من هنا..اصمدوا" وفي تعليق على هذا الوضع قالت صحيفة "لونوفال اوبسرفاتور" إن هذه المظاهرات تأتي احتجاجا على اعتماد الحكومة برنامج تقشف جديد بضغط من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي اللذين طالبا اليونان بمزيد من الإجراءات التقشفية حتى يحظى هذا البلد بتمويلات جديدة. في هذا الصدد تقدمت الحكومة الاشتراكية اليونانية بقيادة جورج بباندريو بمشروع للبرلمان يقضي بفرض الوصول إلى اقتصاد 28.4 مليار اورو في حدود 2015 واللجوء إلى الخوصصة. وهذا المشروع أشعل النار في البلاد التي تعاني من ركود اقتصادي منذ ثلاث سنوات وقاد النقابات إلى النداء لإضراب عام اليوم الأربعاء هو الثالث منذ حلول سنة 2011 في الوقت الذي ما انفكت موجة الاحتجاجات التي اندلعت في 25 ماي تتعزز يوما بعد يوم. وتحسبا لكل انفلات عززت قوات الأمن صفوفها أمام مقر البرلمان حيث تفتتح اليوم مناقشة المشروع الحكومي وأغلقت جل المنافذ التي تؤدي إلى مقر البرلمان. ومن ناحية أخرى فإن الحزب الاشتراكي الذي يتمتع بالأغلبية في البرلمان وجد نفسه في حرج وأكد فشل الحكومة في سياستها الاقتصادية وبخروج الكتلة البرلمانية التي يقودها النائب جورج ليانيس ليلة أمس يكون الحزب قد خسر أكثر من 140 مقعدا يكون لها وزن عندما يأتي وقت الاقتراع حول المشروع في أواخر الشهر الحالي.