ارتفع عدد حالات الموت الناتجة عن الانتحار منذ ثورة 14 جانفي 2011 لتصل إلى 111 حالة منها 69 حرقا أي بنسبة 63% وتتراوح أعمار المقدمين على الانتحار بين 15 و 70 سنة منها 58 حالة لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 سنة أي بنسبة 53%. وفي هذا الإطار نظمت اليوم إدارة الطب المدرسي والجامعي ورشة عمل حول تعزيز الصحة النفسية لدى المراهقين والشباب .. وتهدف هذه الورشة إلى إعداد خطة عمل شاملة لتعزيز الصحة النفسية لدى المراهقين والشباب والوقاية من السلوكات المحفوفة بالمخاطر وخاصة السلوك الانتحاري والحد من تأثيراتها على الفرد والمجتمع. وبين الأستاذ هاشمي زهير أن الانتحار يعد السبب الثالث للوفاة لدى الشباب من 15 إلى 24 سنة في العديد من بلدان العالم. وقد تضاعفت النسبة بثلاث مرات خلال الخمسين سنة الماضية حيث أن حوالي مليون شخص يقدمون على الانتحار سنويا في مختلف أنحاء العالم. كما بين أيضا ان الدراسات الأخيرة أثبتت ان هذه الظاهرة تمركزت خاصة بتونس الكبرى والشمال الغربي إذ مثلت 26.5% من المجموع العام وتثبت الدراسات أيضا ان المنتحرين في تونس يقدمون على الانتحار خاصة يوم الجمعة والخميس. وقد أكد الدكتور الهاشمي زهير أنه لم يعد للدين تأثير في الحد من هذه الظاهرة مشيرا أن هناك تعادل في نسبة الانتحار بين المرأة والرجل في تونس التي تقدر ب 0.8% في حين أن ظاهرة الانتحار في العالم تثبت أن نسبة الانتحار مرتفعة خاصة عند الرجال.. وبينت الدكتورة منيرة النابلي أن للأسرة دور أساسي في الانتحار وذلك بالانتباه المستمر لحاجيات واهتمامات ومشاغل الأبناء اليومية. و أشارت أن للمدرسة دور في توجيه وتوعية الأطفال ضد السلوكات المحفوفة بالمخاطر مما يستوجب تكوين مربين للإنصات إلى مشاكل الأطفال. ويجب على أعوان وزارة الصحة العمل على مزيد التقصي حول الاضطرابات النفسية والسعي لعلاجها ومتابعتها. كما بين الدكتور هاشمي زهير أن عدم الاستقرار السياسي كان سببا في ارتفاع عدد المصابين بالاكتئاب قائلا: "إذا ما تم إحصاؤهم فإن عددهم يصلون إلى قرابة 700.000 حالة" داعيا الحكومة المؤقتة والأحزاب والمجتمع المدني إلى أخذ موقف واضح من انتحار البوعزيزي الذي كان سببا في ارتفاع عدد حالات الانتحار. كما أضاف ان تحويل البوعزيزي إلى بطل من طرف وسائل الإعلام كان سببا رئيسيا في وصول عدد المنتحرين إلى 111 حالة منها 58 حالة لدى الشباب.